غضب في الخليل بعد اعتداء عناصر أمنية فلسطينية على طالبات جامعيات

غضب وتوتر في الخليل بعد اعتداء عناصر أمنية فلسطينية على طالبات جامعيات

04 اغسطس 2023
وقفة احتجاجية أمام جامعة الخليل للمطالبة بمحاسبة المعتدين على الطالبات (فيسبوك)
+ الخط -

تسود أجواء من التوتر في مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، بعد اعتداء عناصر من حركة الشبيبة الطلابية الذراع الطلابية لحركة فتح وهم من العاملين في الأجهزة الأمنية الفلسطينية، على طالبات في جامعة الخليل خلال اليومين الماضيين، الأمر الذي دفع عائلات الخليل إلى إصدار بيانات غضب واستنكار شديدين، دعت فيها إلى محاسبة المعتدين لتجنيب الخليل الفتنة، مُحمّلة في ذات الوقت السلطة الفلسطينية المسؤولية عما جرى.

وانتشرت فيديوهات وصور وثّقت الحدث، بينت أن عدداً من طلبة وطالبات حركة الشبيبة تهجّم على الفتيات المعتصمات أمام الجامعة بالضرب، فيما تم الاعتداء على أربعة صحافيين، خلال تغطيتهم للوقفة، إذ سرقت كاميرا الصحافي نضال النتشة، وتم الاعتداء عليه بالضرب المبرح بالهراوات والأدوات الحادة ورش غاز الفلفل.

ويعتصم منذ ثلاثة أيام في جامعة الخليل، ثلاثة طلاب من الكتلة الإسلامية الذراع الطلابية لحركة حماس على خلفية ملاحقتهم من قبل الأجهزة الأمنية، إذ يرفضون المغادرة قبل تحقيق مطالبهم المرتبطة بمحاسبة من اعتدى على طالبات الكتلة الإسلامية خلال استقبال الطلبة الجدد الأربعاء الماضي.

وقال الناطق باسم الكتلة الإسلامية وأحد الطلبة المعتصمين، أحمد الشريف خلال حديث لـ "العربي الجديد"، إن المشكلة بدأت بعد رفض مجلس اتحاد الطلبة برئاسة حركة الشبيبة، ورفض عمادة شؤون الطلبة طلبا تقدمت به الكتلة الإسلامية لتنفيذ فعاليات لها.

ووفق الشريف، "عند استقبال الطلبة كانت الفواكه من ضمن ضيافة الاستقبال، حضر طلبة الشبيبة وسحبوها من طاولة الكتلة الإسلامية، وبدأوا باستفزاز فتيات الكتلة بالاستقبال، وحاولت طالبة توثيق الحدث والتصوير لكن طلبة الشبيبة اعتدوا عليها وصادروا هاتفها، وتم تخريب طاولة استقبال الكتلة، وحاولت حينها الدفاع عن الفتيات وتدخل أمن الجامعة بين الطلبة".

بعدها أبلغت عمادة شؤون الطلبة في الجامعة، أحمد الشريف وطالبين اثنين من حركة الشبيبة أن قرار فصل صدر بحقهم، ما دفع الشريف للاعتصام في الجامعة وعدم مغادرتها برفقة طالبين اثنين من الكتلة الإسلامية، مشيرا إلى مساومته على مغادرة الجامعة ورفض لأن الأجهزة الأمنية بلباس مدني كانت تحاصر الجامعة لاعتقالهم.

تدخل مدير مكتب رئيس مجلس أمناء الجامعة، طارق الجعبري لحل القضية وجلس مع الناطق باسم الكتلة الإسلامية وتعهّد بعدم فصله من الجامعة وإحالة قضيته لمحافظ محافظة الخليل جبرين البكري، لكن الشريف رفض الحل، كونه لا يلبي مطالبهم.

أعلنت الكتلة الإسلامية عن وقفة احتجاجية داخل الجامعة، أمس الخميس، لكن أمن الجامعة منع طالبات الكتلة من الدخول للجامعة وتحولت الوقفة أمام أبواب الجامعة، لكن بحسب الشريف، تجمع طلبة حركة الشبيبة وبدأوا باستفزاز طالبات الكتلة والتهجم عليهن لفظيًا، وتم اعتداء طالبة من الشبيبة على طالبات الكتلة، من ثم سرق منسق حركة الشبيبة السابق هاتفين من طالبات الكتلة واعتدي عليهن بالضرب، و"ذلك كله موثق وسنقدمه لجهات الاختصاص"، بحسب الشريف.

تدحرجت الأمور حتى أصدرت 12 عائلة في الخليل بيانات استنكار ورفض لما حدث من اعتداء بحق الطالبات المعتصمات وطالبوا الجهات المختصة والأمنية باتخاذ إجراءات صارمة تجاه المعتدين، فيما نشر نشطاء على صفحات فيسبوك دعوات لمقاطعة تسجيل أبنائهم في جامعة الخليل.

تواصل "العربي الجديد" مع عميد شؤون الطلبة في جامعة الخليل، صلاح الشروف الذي أكد أن الجامعة قررت تشكيل لجنة تحقيق في أحداث يوم الخميس، إذ أصدر مجلس أمناء الجامعة تعليماته بتشكيل لجنة من أعضائه، وستعقد أول جلساتها يوم غد السبت، وستصدر اللجنة توصياتها بإجراءات حازمة وسريعة حول ما جرى.

وقال الشروف: "اللجنة تعكس العائلات وكل التوجهات العشائرية والمجتمع بشكل عام، لذلك ستكون نتائج لجنة التحقيق مرضية وحازمة".

ورغم إعلان الجامعة تشكيل لجنة تحقيق، لا يزال طلبة الكتلة الإسلامية يعتصمون في حرم الجامعة، وعرضت نقابة العاملين في الجامعة على الكتلة إنهاء الاعتصام مقابل حل قضيتهم ومتابعة مطالبهم خلال 10 أيام، لكن تم رفض إنهاء الاعتصام قبل تحقيق مطالب الكتلة، بحسب أحمد الشريف.

مطالب الكتلة الإسلامية وفق الشريف تتمثل في "تطبيق العقوبات على من اعتدى على الطالبات، وتوقيع ميثاق شرف من الأطر الطلابية في الجامعة، وعدم تدخل مجلس اتحاد الطلبة في أنشطة الكتلة الإسلامية، وضرورة تدخل الجامعة في ملف الاعتقال السياسي، وعدم التمييز بين الكتل الطلابية". 

ارتدادات الأحداث دفعت شخصيات اعتبارية في الخليل للتدخل، حيث صرّح رئيس بلدية الخليل، تيسير أبو سنينة لـ "العربي الجديد" بأن وجود أطراف ترفض قبول الآخر ولا تحترم نتائج الانتخابات هو السبب الرئيس في تدحرج الأمور إلى الاعتداء على الطلبة والطالبات.

وتابع أبو سنينة: "تدخل الأمن في الانتخابات عموما وانتخابات الجامعات خصوصا، واستقواء بعض الكتل بعناصر أمن، هما سبب الإشكاليات، كما أن لغة تخوين جميع عناصر الأمن من قبل أطراف أخرى تؤجج المشاكل، وعلى الجميع أن يدرك ضرورة لغة الحوار، وأن يكون هناك موقف موحد من عقلاء الخليل للتدخل بالأزمة وعدم تكرار مشهد معيب يتمثل في الاعتداء على الفتيات". 

 الهيئة المستقلة لحقوق الإنسان "ديوان المظالم" أكدت على ضرورة محاسبة من اعتدى على الطالبات والصحافيين، بحسب مدير مكتب الهيئة جنوب الضفة الغربية، فريد الأطرش في حديث لـ "العربي الجديد".

وقال الأطرش: "كل من اعتدى تجب محاسبته، ونتواصل مع إدارة الجامعة لتشكيل لجنة تحقيق تمارس مساءلة جدية لوضع حد لهذه الأزمة، ولتكون مخرجاتها تحترم العمل الطلابي، وتؤكد على عدم تدخل الأجهزة الأمنية في الجامعات".

وأضاف الأطرش: "نطالب بتحقيق جدّي، وإذا ثبتت مشاركة عناصر الأجهزة الأمنية بالاعتداء أو التحريض يجب أن تكون المحاسبة واضحة".

المساهمون