مجمع ناصر الطبي ثاني أكبر مستشفيات غزة "خارج الخدمة"

18 فبراير 2024
لقطة من مجمع ناصر الطبي في خانيونس قبل اقتحامه (بلال خالد/ الأناضول)
+ الخط -

مجمع ناصر الطبي خرج عن الخدمة وهو الثاني على مستوى القطاع ككلّ

وزارة الصحة في غزة عن تعطل المجمع: حكم بالإعدام على مئات الآلاف

الهلال الأحمر الفلسطيني: الاحتلال يمضي في استهداف مستشفى الأمل

يمضي الاحتلال الإسرائيلي في عملياته الممنهجة للقضاء على المنظومة الصحية في قطاع غزة، وقد أُخرج أخيراً مجمع ناصر الطبي في مدينة خانيوس جنوبي القطاع عن الخدمة كلياً، في حين أنّ دباباته ما زالت تستهدف مستشفى الأمل الذي تديره جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في المدينة نفسها، وذلك في إطار الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023.

وقد أعلنت منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأحد، خروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة، علماً أنّه المستشفى الأكبر في جنوب القطاع، والثاني على مستوى القطاع ككلّ بعد مجمع الشفاء الطبي، الذي سبق أن لاقى مصيراً مشابهاً في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.

وأفاد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس بأنّ مجمع ناصر الطبي المحاصر منذ مدّة من قبل القوات الإسرائيلية، لم يعد قادراً على تقديم الخدمات. وفي تدوينة نشرها عبر منصّة إكس اليوم الأحد، ذكر غيبريسوس أنّه لم يُسمح لفريق المنظمة، أمس السبت وأوّل من أمس الجمعة، بدخول المستشفى لتقييم أوضاع المرضى والاحتياجات الطبية الحرجة، على الرغم من وصوله إلى حرم المستشفى لتوصيل الوقود بالتعاون مع شركاء له.

وأكّد غيبريسوس أنّ "مستشفى ناصر لم يعد قادراً على تقديم الخدمات بعد حصاره مدّة أسبوع ثمّ اقتحامه". ولفت إلى أنّ "نحو 200 مريض (وجريح) ما زالوا في المستشفى، ويحتاج ما لا يقلّ عن 20 من بينهم إلى إحالة عاجلة إلى مستشفيات أخرى لتلقّي الرعاية الصحية". وشدّد على أنّ من حقّ كلّ مريض أنّ يُحوَّل إلى مستشفى آخر.

وإذ حذّر غيبريسوس من أنّ المرضى سوف يدفعون حياتهم ثمن أيّ تأخير في إحالتهم، شدّد على ضرورة تسهيل الوصول إلى المرضى والمستشفى.

تعطّل مجمع ناصر الطبي "حكم بالإعدام"

من جهته، أفاد المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أشرف القدرة وكالة رويترز، اليوم الأحد، بأنّ مجمع ناصر الطبي الذي يُعَدّ ثاني أكبر مستشفى في قطاع غزة "خرج عن الخدمة" وأنّ الاحتلال الاسرائيلي حوّله إلى "ثكنة عسكرية".

ووصف القدرة خروج مجمع ناصر الطبي عن الخدمة بأنّه "حكم بالإعدام على مئات آلاف المواطنين والنازحين" في خانيونس (جنوب) ورفح (أقصى الجنوب)، موضحاً أنّ ذلك يعود إلى كون هذا المستشفى "العمود الفقري للخدمات الصحية في جنوب غزة".

أضاف القدرة أنّ الاحتلال "اعتقل 70 من الكوادر الطبية في مجمع ناصر الطبي"، وتابع أنّه احتجز أفراد أطقم مجمع ناصر الطبي لساعات طويلة في المبنى المخصص للتوليد فيما كانوا مقيّدي الأيدي، وقد اعتدى عليهم بالضرب وجرّدهم من ملابسهم.

ولاحقاً، أوضح المتحدّث باسم وزارة الصحة في غزة، في بيان صحافي، أنّ 25 كادراً طبياً وصحياً فقط ما زالوا في مجمع ناصر الطبي، وهؤلاء لا يستطيعون التعامل مع الحالات التي تحتاج إلى رعاية سريرية فائقة. وإذ أشار إلى أنّ الاحتلال اعتقل الطبيب المسؤول عن العناية المركّزة، ولا يوجد أيّ طبيب لمتابعة الحالات الحرجة، شدّد: "نحمّل الاحتلال الإسرائيلي المسؤولية كاملة" في ما يتعلق بـ"حياة الأطقم الطبية والمرضى" في المستشفى.

في سياق متصل، قال القدرة إنّ الاحتلال الاسرائيلي اعتقل عشرات المرضى الذين لا يستطيعون الحركة، ونقلهم على أسرّة قواته إلى شاحناته، ثمّ اقتادهم إلى جهة غير معلومة. وحذّر أنّ هذا يعرّض حياتهم للخطر.

7 مرضى استشهدوا جراء انقطاع الأوكسجين في مجمع ناصر الطبي

كذلك، بيّن القدرة أنّ الكهرباء ما زالت مقطوعة عن مجمع ناصر الطبي منذ أيام، الأمر الذي أدّى إلى انقطاع الأوكسجين عن المرضى، وبالتالي استشهاد سبعة مرضى حتى اللحظة، وعبّر عن خشية من استشهاد عشرات من أصحاب الحالات الحرجة.

وأكمل القدرة بأنّ المياه أيضاً انقطعت بالكامل عن مجمع ناصر الطبي بسبب توقّف عمل المولدات الكهربائية لليوم الثالث، في حين غمرت مياه الصرف الصحي أقسام طوارئ في المستشفى، علماً أنّ الاحتلال يرفض التنسيق لإصلاحها.

وتحدّث القدرة أيضاً عن ثلاث نساء وضعنَ مواليدهنّ في مجمع ناصر الطبي، من بينهنّ طبيبة، وقد أتى ذلك في ظروف قاهرة وغير آمنة من دون مياه ولا طعام ولا كهرباء ولا نظافة.

وكانت وزيرة الصحة الفلسطينية مي الكيلة قد حذّرت، أوّل من أمس الجمعة، من "تدمير" يتعرّض له مجمع ناصر الطبي على يد القوات الإسرائيلية، فيما يواجه النازحون والمرضى والطاقم الطبي فيه "التصفية"، مناشِدةً المنظمات الدولية التدخّل سريعاً لحمايتهم.

يُذكر أنّ قوات الاحتلال الإسرائيلي اقتحمت مجمع ناصر الطبي يوم الخميس الماضي، وهو المستشفى الأكبر والأهمّ في جنوب قطاع غزة، بعد أن أجبرت آلاف النازحين على الخروج منه، بحسب ما أفاد شهود عيان ومصادر رسمية فلسطينية.

الهلال الأحمر: الاحتلال يمضي في استهداف مستشفى الأمل

في سياق متصل، وفي إطار عمليات الاحتلال الهادفة إلى القضاء على المنظومة الصحية في قطاع غزة، التي تعمد خلالها قواته إلى استهداف المستشفيات خصوصاً، فتحاصرها وتقصفها وتقتحمها وتخرّبها وتعتقل الأطقم الصحية فيها، ما زال مستشفى الأمل التابع لجمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في مرمى الاحتلال.

وقد أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، اليوم الأحد، أنّ الاحتلال يستهدف بالقصف المدفعي الطبقة الثالثة من مستشفى الأمل التابع لها، ما أدّى إلى أضرار مادية كبيرة. يأتي ذلك بعد 27 يوماً من محاصرته واستهدافه عسكرياً، ‏علماً أنّ دبابات الاحتلال تتمركز على بوابات المستشفى وتمنع إدخال أيّ معونات أو إمدادات لوجستية.

وفي بيانها اليوم، أكدت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أنّ مستشفى الأمل شهد استهدافات مباشرة عدّة من دبابات قوات الاحتلال. أضافت أنّ إطلاق نار مباشر استهدف الجهة الشرقية من مستشفى الأمل، أدّى إلى حصار مريض مع مرافقيه، قبل أن تتمكّن أطقم الجمعية من إجلائهم في عملية خطرة جداً.

وأوّل من أمس الجمعة، استهدفت دبابات الاحتلال الطبقة الثانية من مستشفى الأمل، الأمر الذي تسبّب في أضرار جسيمة جداً، إنمّا من دون وقوع إصابات بين الأطقم أو بين المرضى. وقد أجبرت قوات الاحتلال، في الأيام الماضية، آلاف النازحين الفلسطينيين على الخروج من مستشفى الأمل بعد محاصرته واقتحامه.

المساهمون