محامو تونس يخوضون إضراباً وطنياً
محامو تونس يخوضون إضراباً وطنياً: "لا للضغط على القضاء لا للإفلات من العقاب"
نفذ المحامون التونسيون، اليوم الجمعة، إضرابا وطنيا عاما تحت شعار "لا للضغط على القضاء، لا للإفلات من العقاب"، وذلك على خلفية الاعتداء على محامية من طرف رئيس مركز المروج الخامس بالعاصمة، ونظم المحامون وقفة احتجاجية أمام المحكمة الابتدائية تونس 1 تلتها مسيرة إلى ساحة الحكومة تنديدا بما وصفوه بـ"ضغوطات أمنية للإفلات من العقاب".
وكانت المحامية نسرين قرناح قد أكدت تعرضها للاعتداء المقرون بالعنف الشديد من قبل رئيس مركز الأمن بالمروج الخامس ومساعده، وأن هذا الاعتداء جاء خلال تنقلها مع موكلها وإثر نقاشها مع رئيس المركز حول عدم احترام إجراءات السماع أمام باحث البداية، وتشبثها بتطبيق القانون تم احتجازها وافتكاك هاتفها.
وكشف عميد المحامين إبراهيم بودربالة، أنّ عددا من أعوان الأمن الحاملين للسلاح كانوا قد حاصروا محكمة بن عروس وذلك خلال جلسة استنطاق رئيس مركز الأمن في قضية الاعتداء على محامية.
وبيّن أن مثل هذه المظاهر تكررت مؤخرا في المحكمة المذكورة، وهو ما أدى إلى انعقاد مجلس هيئة المحامين.
وحول احتجاج اليوم، أكد عميد المحامين إبراهيم بودربالة لـ "العربي الجديد " أنهم يتوجهون برسالة إلى جميع الأطراف في الدولة باحترام القانون، مبينا أن المحاماة تحترم رسالتها وهي ضمان محاكمة عادلة والدفاع عن استقلال القضاء وعن الحقوق الأساسية والحريات، وبالتالي لا مجال لترهيب أي طرف، مبينا أن الممارسات التي من شأنها أن تشكل تهديدا لاستقلال القضاء سيتم التصدي لها.
وقال بودربالة إنهم يتوجهون من خلال هذه الوقفة إلى رئيس الحكومة، كما سيتم إيصال رسالة إلى رئيس الجمهورية ومجلس نواب الشعب وللمجلس الأعلى للقضاء ووزير الداخلية، وكل ذلك للتنديد بخطورة ما حصل وأن المحاماة ستكون في مستوى رسالتها.
وتابع بودربالة أن الاعتداء الذي وقع على زميلتهم هو "تصرف شاذ" صادر عن شخص، ولكن لابد للمؤسسة الأمنية من إصلاح هذه الصورة، مؤكدا أنه لا بد من احترام الدور الذي تقوم به الأخيرة وفي غيابها تحل الفوضى.
وأكد المتحدث أن هناك حقوقا للمواطنين يجب احترامها، واصفا الحادثة بالخطيرة وأنه لا يمكن قبول أي اعتداء على محام داخل مراكز الأمن، مضيفا أنه تم أخذ هاتف زميلتهم واحتجازها لنحو ساعة، مؤكدا أنه إذا تم الاعتداء على محام فما بالك بمواطن؟ وبالتالي فإن ما حصل خطير جدا.
وبين أنهم يعولون على العقلاء في هذا الوطن وخاصة في المؤسسة الأمنية لحسن التصرف.
