مستشفى شهداء الأقصى في غزة مهدد بالخروج عن الخدمة بسبب نفاد الوقود

23 مايو 2024
مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح وسط قطاع غزة/ 21 مايو 2024 (أشرف أبو عمرة/ الأناضول)
+ الخط -
اظهر الملخص
- مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة يواجه خطر التوقف بسبب نفاد الوقود للمولدات الكهربائية، مما يهدد حياة المرضى والجرحى، في ظل تكرار هذه الأزمة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على القطاع في أكتوبر 2023.
- يخدم المستشفى أكثر من مليون نسمة، ويستقبل أكثر من 600 مريض وجريح، بالإضافة إلى تقديم خدمات لـ650 مصابًا بالفشل الكلوي، مما يجعل الحاجة للكهرباء والوقود أمرًا ضروريًا لاستمرارية الخدمات الحيوية.
- الوضع الإنساني في قطاع غزة يتأزم بسبب الحصار والقيود على دخول المساعدات والوقود، مع تحذيرات من كارثة إنسانية كبرى وسط نقص حاد في الموارد واستيلاء قوات الاحتلال على معبر رفح البري.

أفاد مستشفى شهداء الأقصى الواقع في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة بأنّه مهدّد بالتوقّف عن تقديم خدماته. وأوضح المتحدث باسم المستشفى، خليل الدقران، في مؤتمر صحافي، أنّ "في خلال ساعتين، سوف يتوقّف عمل مستشفى شهداء الأقصى بسبب نفاد الوقود اللازم لتشغيل المولدات الكهربائية"، وهو الأمر الذي "ينذر بوفاة مرضى وجرحى". وقد سبق أن تكرّر مثل هذا التحذير في مستشفيات قطاع غزة، مرّات عدّة منذ بداية الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبالفعل توقّفت مستشفيات عديدة عن العمل نتيجة نفاد الوقود، في شمال القطاع كما في جنوبه ووسطه. وأضاف الدقران أنّهم أطلقوا، في الأيام الماضية، مناشدات من أجل تزويد مستشفى شهداء الأقصى بالوقود، بصورة عاجلة، "لكن من دون جدوى". وتابع أنّ ثلاثة آلاف ليتر من الوقود فقط وصلت إلى المستشفى، أمس الأربعاء، مشيراً إلى أنّها "كمية تكفي لتشغيل المستشفى لأقلّ من 24 ساعة، في حين أنّ حاجتنا اليومية هي نحو خمسة آلاف لتر من الوقود".

ولفت الدقران إلى أنّ مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح هو الوحيد في المحافظة الوسطى بقطاع غزة الذي يقدّم خدمات لأكثر من مليون نسمة نزحوا إليها بسبب الحرب القائمة منذ أكثر من سبعة أشهر. تجدر الإشارة إلى أنّ إطلاق قوات الاحتلال عملية اجتياح رفح في أقصى جنوب القطاع، في السادس من مايو/ أيار الجاري، دفعت الفلسطينيين في المدينة إلى النزوح عكسياً، وقد هجّرتهم آلة الحرب الإسرائيلية من جديد، وهذه المرّة في اتجاه الوسط، ولا سيّما دير البلح. فمدينة رفح كانت تضمّ 1.5 مليون فلسطيني، من بينهم 1.4 مليون نازح، بعدما أمرت قوات الاحتلال الفلسطينيين بالتوجّه نحو أقصى الجنوب، مدّعيةً أنّه "آمن"، غير أنّ مئات الآلاف من هؤلاء اضطروا إلى الخروج منها في الأيام الأخيرة.

وبيّن المتحدّث باسم مستشفى شهداء الأقصى أنّ منشأتهم الطبية تستقبل في الوقت الراهن أكثر من 600 مريض وجريح، وتقدّم كذلك خدمات لنحو 650 مصاباً بالفشل الكلوي في حاجة ماسة إلى الكهرباء. يُذكر أنّ تشغيل أجهزة غسل الكلى يستلزم طاقة، ولا يمكن توفيرها إلا من خلال المولدات وسط الحصار المطبق الذي يفرضه الاحتلال على الفلسطينيين في قطاع غزة. وشدّد الدقران على أنّ من شأن نفاد الوقود أن يعطّل مستشفى شهداء الأقصى بصورة كاملة، بالإضافة إلى توقّف سيارات الإسعاف وكذلك تعطيل أربعة مستشفيات ميدانية تابعة له. من هنا، ناشد الدقران المجتمع الدولي والأمم المتحدة توفير الوقود اللازم لتشغيل مولدات الكهرباء في هذا المستشفى، "قبل وقوع كارثة".

واستهداف المستشفيات من خلال منع الوقود والمستلزمات الطبية عنها، أو من خلال قصفها وقنصها ومحاصرتها واقتحامها وتدميرها، يندرج في إطار ضرب المنظومة الصحية في قطاع غزة الذي يتعرّض الفلسطينيون فيه لحرب إبادة جماعية. وبحسب بيانات المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، فإنّ 33 مستشفى و54 مركزاً صحياً و160 مؤسسة صحية أُخرجت عن الخدمة منذ بداية الحرب الإسرائيلية الأخيرة.

وفي إطار اجتياح رفح، استولت قوات الاحتلال على الجانب الفلسطيني من معبر رفح البري مع مصر. ومنذ إغلاق المعبر، لم تعد تدخل إلى قطاع غزة أيّ مساعدات إنسانية أو وقود أو أدوية ومستلزمات طبية، الأمر الذي يهدّد بوقوع كارثة إنسانية كبرى، بحسب تحذيرات أممية ورسمية فلسطينية وأخرى صادرة عن منظمات دولية، علماً أنّ المساعدات التي كانت إسرائيل تسمح بإدخالها، قبل السادس من مايو الجاري، كانت ضئيلة جداً ولا تكفي حاجة الفلسطينيين المحاصرين المهدّدين بالجوع والأمراض والقصف والموت.

(الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون