مشروع قانون يسمح بالانتحار بمساعدة الغير للميؤوس من شفائهم في بريطانيا

07 فبراير 2022
أقر عدد من الدول الموت الرحيم للميؤوس من شفائهم (Getty)
+ الخط -

تروي عضو مجلس اللوردات البريطاني البارونة مولي ميتشر، بتأثّر، كيف انتحرت خالتها المصابة بسرطان الكبد بعدما أسرفت في إحدى الليالي بتناول العقاقير والمشروب. "الموت بمفردك من دون أن تودع أحداً، حتى زوجك، أمر محزن جداً". 

وتلك الحالة ليست معزولة في بريطانيا، حيث يعاقب القانون بالسجن 14 عاما الأشخاص الذين يساعدون غيرهم على إنهاء حياتهم، وهو ما بات قانونيا في بلدان أخرى، ويطلق عليه "الموت الرحيم".

وقدمت ميتشر مشروع قانون للسماح في إنكلترا بما يفضل الناشطون البريطانيون تسميته "المساعدة على الموت" للمرضى الذين يؤكّد طبيبان على الأقل أنّهم سيموتون في أقل من ستة أشهر، وبعد الاستحصال على قرار قضائي.

وكان البريطانيون قد نظروا، خلال عام 2015، في هذه المسألة من دون إحداث أي تغيير. لكنّ "الأمور تسير حالياً في الاتجاه الصحيح"، على غرار ما يحصل في بلدان أخرى تتطور فيها التشريعات في هذا الخصوص، وفق ما توضح سارة ووتون، من جمعية "الموت بكرامة".

وتوقفت الجمعية الطبية البريطانية، في منتصف سبتمبر/أيلول الماضي، عن معارضة الانتحار بمساعدة الغير، متخذة موقفاً محايداً، ما اعتبرته الجمعيات الأهلية "خطوة تاريخية".

ويرى الستيني أليكس باندولفو، المصاب بمرض ألزهايمر، أنّ القانون "يجب أن يتغيّر فوراً لوضع حد للممارسات التمييزية"، مضيفاً أنّ "الانتحار بمساعدة الغير يُمارَس أصلا مع الأشخاص المحظيين. الأشخاص الذين بإمكانهم إنفاق عشرة آلاف جنيه إسترليني (13500 دولار) للإقامة في فندق أو للسفر، يمكنهم الموت في مكان آخر" من دون أي عوائق.

دول بينها سويسرا والنمسا وكندا تسمح بـ"الموت الرحيم"

وليتفادى المرور بتجربة والده الذي عانى خمس سنوات من الضمور الجهازي المتعدد، قرر باندولفو الانتحار بمساعدة الغير في سويسرا، في حين أنّه كان يفضل أن يحصل ذلك في إنكلترا ليكون إلى جانب أحبائه.

ويمزح قائلاً "لست مستعجلاً على الموت، لكن حُكم عليّ به في عام 2015، وأنا أموت أصلاً من هذا المرض العضال. كل ما أطلبه هو مساعدتي على الموت عندما يصبح المرض لا يُحتمل، أي القيام بتسريع الأحداث".

ويروي الرجل الممدد في فراشه في لانكاستر (شمال إنكلترا)، بحس فكاهي يتناقض مع وضعه، كيف أنّ المرض "أثّر بشكل كبير على حياته"، إذ أحدث تغييرات في ذاكرته وقدراته الحركية، وقدرته على التحدث، والقيادة، ومتابعة مباريات كرة القدم.

ومع ذلك، لن يكون باندولفو مؤهلاً للموت الرحيم وفق معايير مشروع القانون الحالي، ولن يكون متمتّعاً بقدراته كلّها عندما تبقى له ستة أشهر للعيش.

وتستند البارونة مولي ميتشر إلى "قرار سياسي مبني على الحقائق" في مشروع قانون تعتبر أنّه لا يملك فرصة كبيرة للإقرار، لأنّ المقاومة قوية في هذا البلد "المحافظ"، خصوصاً من جانب رجال الدين والمتدينين.

واعتبر المسؤول الروحي للأنغليكان جاستن ويلبي، خلال جلسة استماع برلمانية، أنّ القتل الرحيم يمكن أن يعرّض الأشخاص الضعفاء لضغوط، وأعرب في حديث عبر "بي بي سي" عن خشيته من حدوث "أخطاء في تشخيص" حالة المريض.

ويشير استطلاع، أجراه معهد "يو غوف" في أغسطس/آب، إلى أنّ 73 في المائة من البريطانيين يؤيدون مساعدة الأطباء للمرضى الذين يكونون في مراحلهم الأخيرة، لكنّ هذا الرأي لا يؤيده إلا ثلث أعضاء البرلمان.

وتؤكد سارة ووتون أنّه في حال عدم إقرار مشروع القانون، "فسيكون قد أثار على أي حال المشكلة"، معتبرةً أنّ مشروع قانون مشابه قُدّم في اسكتلندا يتمتع بفرصة أكبر للإقرار، وترى أنّ الانتحار بمساعدة الغير من غير المقبول أن يصبح على المدى الطويل قانونياً في جزء من البلاد، وغير قانوني في أجزاء أخرى.

حتى إن مسألة الموت بمساعدة الغير مطروحة أيضا في أيرلندا المجاورة، والمعروفة بانتمائها الكاثوليكي، ما يجعل أليكس باندولفو يأمل في إحراز تقدم من شأنه أن يريح المرضى، كما كان الوضع عندما تمت الموافقة على ملفه في سويسرا.

(فرانس برس)

المساهمون