ملثمون في شوارع السويداء يعتقلون مروّجي المخدرات

ملثمون في شوارع السويداء يعتقلون مروّجي المخدرات وسط غموض انتمائهم

03 يونيو 2023
أثارت المجموعة الملثمة الشكوك لدى المواطنين (فرانس برس)
+ الخط -

أفادت مصادر محلية ونشطاء مجتمع مدني لـ"العربي الجديد"، بأنّ مجموعة ملثمة مجهولة الهوية والهدف والانتماء، ظهرت في شوارع مدينة السويداء جنوبيّ سورية أخيراً، وألقت القبض على متعاطي المخدرات ومروجيها، وسلمت بعضهم لفرع الأمن الجنائي التابع للنظام السوري.

وبحسب معلومات "العربي الجديد"، فإنّ المجموعة الملثمة تتواجد كل ليلة في مكان مراقب بشكل دقيق، وتقتحم المنزل، أو تحاصر سيارة المستهدف، وتأخذه دون استعمال السلاح أو العنف، مؤكدة أنه حتى بداية يونيو/ حزيران الجاري اعتقلت خمسة أشخاص بتهم تجارة المخدرات وتعاطيها.

قريبة أحد المقبوض عليهم، قالت لـ"العربي الجديد" إن الملثمين وعدوها بأن يضعوا قريبها بمصحة خاصة للتعافي من إدمان المخدرات، ولكنها أنكرت أنه يروج لها، وأشارت إلى أن المجموعة تتبع لفصيل محلي كبير حسبما أخبروها عندما اقتحموا المنزل. لكن لا يوجد أي تأكيد من أي فصيل أو جهة رسمية لصفة هؤلاء وانتمائهم.

من جهته، صرح حمزة المعروفي، المحرر في شبكة الراصد المحلية لـ"العربي الجديد"، أن الشبكة وثقت حتى اللحظة ثلاث عمليات لهذه المجموعة الملثمة التي تتخذ من مدينة السويداء مقراً لعملياتها.

وأضاف أن المتابعين انقسموا بين مؤيد بشدة من أجل تنظيف المدينة من آفة المخدرات، ومعارض لها، لكونها تركت الرؤوس الكبيرة المعروفة بالاسم، وراحت تلاحق ضحاياهم الصغار، متهمة الأجهزة الأمنية التابعة للنظام السوري بأنها وراء ذلك لتبييض سمعتها، وظهورها بعد وقت بأنها المنقذة للشباب من هذه السموم، ولم تستخدم أي نوع من العنف للقبض على المروجين.

وأشار المعروفي كذلك إلى تسيير دوريات أهلية في عدة أحياء من مدينة السويداء لحماية ممتلكات المواطنين من السرقة، وقيام الملثمين بالقبض على شخص يروج للمخدرات، بينما كانت مجموعة أخرى في مدينة شهبا تلقي القبض على بقايا العصابات المتهمة بتجارة المخدرات، مؤكداً أن هذه الأحداث تثير الشكوك لدى المواطنين عن النية المبيتة وراء ذلك؛ هل هي فعلاً للمساعدة بتنظيف المحافظة من الخارجين عن القانون، أم مجرد هروب للأمام، ومساعدة السلطات الأمنية السورية على تحسين صورتها التي تروج لها منذ مدة؟

الناشط المدني هاني عزام قال لـ"العربي الجديد"، إنه بعد قيام المملكة الأردنية بغارات جوية على الجنوب، واستهداف منزل تاجر المخدرات مرعي الرمثان في جنوب السويداء، توقع العديد من المتابعين والمحللين أن يتابع النظام السوري وأجهزته الأمنية المتورطة بتهريب المخدرات إلى الأردن، وتبعيتها المطلقة لإيران وحزب الله اللبناني؛ توقع هؤلاء التضحية بتجار آخرين معروفين لغالبية أبناء السويداء، خصوصاً في كل من مدينة صلخد التي تعد مركزاً رئيسياً للتهريب نحو الأردن، وكذلك بلدة عرمان التي تضم أكبر تجار الجنوب السوري. لكن كل التوقعات والتحليلات والإشاعات عن اختفاء التجار وهروبهم خارج سورية كان وهماً ليس إلا.

ووفق المعلومات الدقيقة التي حصل عليها "العربي الجديد"، فإن ناصر السعدي، قائد فصيل كبير في مدينة صلخد، المحمي من فرع الأمن العسكري، والتابع لحزب الله اللبناني، ما زال يمارس نشاطه الاعتيادي، والأمر نفسه ينطبق على تاجر المخدرات المعروف فارس صيموعة الذي قيل إنه اختفى بعد قتل الرمثان، لكنه لا يزال في بيته المحصن ببلدته عرمان جنوبيّ السويداء.

عزام أكد أن القبض على الصغار مجرد مسكنات مغشوشة ستنكشف بعد وقت قصير، لأن المخدرات باتت التجارة الوحيدة الرابحة في بلاد استبيحت أرضها للغرباء.   

المساهمون