نفور الأميركيين من المشي سببه الطرقات الخطرة
تشير دراسة أجراها باحثون في جامعة فرجينيا للتكنولوجيا وجامعة "روتجرز" أن المشي وسيلة نادرة للأميركيين في تنقلاتهم. وتفيد بحسب ما يكتب موقع "بغ ثينك" بأن "12 في المائة فقط من تنقلات الأميركيين تجري سيراً على الأقدام، وهذا أحد أقل معدلات المشي في العالم، في حين يستخدم سكان فنلندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا مثلاً أرجلهم أكثر من 24 في المائة للتنقل بين نقطة وأخرى".
ويعزو أستاذ الشؤون الحضرية والتخطيط في معهد فرجينيا، رالف بوهلر، الذي شارك في الدراسة، سبب نفور الأميركيين من المشي إلى كونه أكثر خطورة مقارنة بدول أخرى.
ويحدد بوهلر، بالتعاون مع زميله الأستاذ جون بوتشر، معدل وفيات المشاة في الولايات المتحدة بـ 11.2 لكل 100 مليون كيلومتر. ويشيران إلى أن هذا المعدل أعلى خمس مرات من المملكة المتحدة، وبين 7 و10 مرات من هولندا وألمانيا والدنمارك. والأمر الأكثر إثارة للقلق أنهما وجدا أن معدل وفيات المشي في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 25 في المائة بين عامي 2010 و2020، ولاحظا أن الولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي زادت درجات الخطورة على المشاة فيها خلال هذا العقد.
وبحسب جمعية الحفاظ على السلامة العامة في الطرقات السريعة، قُتل 7485 من المشاة في الولايات المتحدة عام 2021، في حين تعرّض 104.000 منهم عام 2020 لإصابات تطلبت نقلهم إلى مستشفيات.
ويتحدث بوهلر عن أن "الولايات المتحدة صممت مجتمعها حول السيارات من خلال تركيز غالبية إرشادات هندسة الطرقات على تسهيل حركتها، أما معايير تصميم الطرقات في الدول الأوروبية فاهتمت بسلامة المشي لعقود عبر طرقات أضيق، وخفض السرعة الإجمالية، خصوصاً عند الانعطاف".
ويشير بوهلر وبوتشر أيضاً إلى أن قرارات سياسية جعلت المشي في الولايات المتحدة أكثر خطورة، بينها أن ضرائب النفط أقل بكثير منها في أوروبا، ما يشجع على شراء شاحنات وسيارات للدفع الرباعي تعتبر أكثر خطورة على المشاة. أيضاً تسمح الولايات المتحدة بالقيادة بمستوى كحول في الدم أعلى من بلدان أخرى، وتتساهل في تطبيق قوانين حماية المشاة.
ومن أجل جعل الولايات المتحدة مكانا أكثر أماناً للمشي، يوصي بوهلر وبوتشر بإعادة تصميم الطرقات والممرات كي تكون أقرب إلى تلك التي في أوروبا، وإنشاء مزيد من المناطق التجارية والسكنية المتداخلة، وخفض حدود سرعة السيارات.
