"الفندق الأميركي" مستشفى بيطري مجاني في فاس

28 يناير 2015
الفندق الأميركي مستشفى بيطري في فاس (GETTY)
+ الخط -
مع بزوغ أول أشعة الشمس، يتوجه إلى مدينة فاس، شمال المغرب، عدد من الفلاحين، أغلبهم من الفقراء الذين يعيشون في المناطق الريفية القريبة.

هؤلاء يتجهون نحو "الفندق الأميركي"، المتواجد على الطريق المؤدية إلى المدينة العتيقة، ليس من أجل حجز غرفة كما يوحي اسم المكان، بل لفحص ومعالجة بهائمهم من خيل وحمير وبغال، في هذا المستشفى البيطري الذي يقدم خدماته مجاناً منذ قرابة قرن من الزمن.

وتقول مديرة "الفندق الأميركي"، في فاس، كيكي غاي وهي بريطانية الجنسية (60 عاماً)، إن "تأسيس هذا المستشفى البيطري يعود إلى سنة 1927، حين قدمت إيمي باند بيشوب، وهي سائحة أميركية، إلى فاس ولاحظت استعمال أهالي قرى فاس للحيوانات كثيراً في حياتهم اليومية، في حمل البضائع الثقيلة والحرث والحصاد، وارتأت وهي التي تنتمي إلى عائلة تهتم بالحيوانات، أن تساعدهم عبر توفير الفحص والعلاج مجاناً، ووهبت ثمانية آلاف دولار من أجل تأسيس هذا المركز البيطري".

ومنذ تأسيسه يتوافد على المستشفى فلاحو مدن فاس وتازة وتاونات والنواحي(شمال)، حيث يسهر على التطبيب البيطري طاقم يضم أطباء بيطريون من الولايات المتحدة الأميركية، إضافة إلى مغاربة. وهؤلاء يعملون بتجهيزات طبية متطورة، ويولون اهتماماً بالغاً لصحة الحيوانات التي يستقبلها المستشفى، حيث يسهر الأطباء وبعض المساعدين بالتناوب على العلاج والمراقبة المستمرة، من علاجات التشوه والكسور وتضميد جراحات الحيوانات.

ويتوفر بالمركز جهاز الفحص بالموجات الصوتية ومنظار التصوير الباطني وجهاز التشخيص بالأشعة، وكلها أجهزة لم تكن متوفرة سابقاً، إضافة إلى مختبرات في المكان تعمل على متابعة صحة الحيوانات بشكل دقيق، وإعطائها الكلأ الصحي.

وعن الحيوانات التي يخدمها المركز تقول كيكي غاي "في السابق كان المركز يستقبل جميع الحيوانات التي تحتاج إلى العلاج، من قطط وكلاب وخيل وبغال وحمير، لكن مع ظهور العيادات البيطرية، ارتأى المسؤولون أن يوجهوا خدماتهم المجانية لصالح الفلاحين الذين يعتمدون على قوتهم اليومي بطرق تقليدية، والذين يستعينون بالخيل والبغال والحمير".

ورغم أن "الفندق الأميركي" يقدم منفعة عامة، إلا أن مديرته، وهي طبيبة بيطرية، تقول إن "المركز لا يتلقى دعماً مادياً من الدولة المغربية، ويعتمد بشكل أساسي على الهبات التي تأتي من المؤسسة الأم في الولايات المتحدة الأميركية، وهي مؤسسة مجتمع ماساتشوستس للرفق بالحيوان" (غير حكومية ومقرها بوسطن).

وأوضحت كيكي أن المستشفى يستقبل يومياً في الشهور الأخيرة من 10 إلى 20 حيوانا تحتاج للعلاج، حيث يعمل طاقم مغربي أميركي، يضم 15 شخصاً، إضافة إلى طلبة المعهد العالي للزراعة والبيطرة بالرباط، الذين يقضون مدة ستة أشهر داخل المستشفى البيطري في إطار اتفاقية موقعة بين الطرفين، بعد ذلك تتاح لهم فرصة دراسة التخصص في المملكة المتحدة.

وعما يستفيده المركز البيطري بحكم تقديمه خدمات بيطرية مجانية، قالت كيكي إن "الهدف الأساسي هو مساعدة الفلاحين الفقراء، الذين يعتمدون على البهائم لربح قوتهم اليومي"، مضيفة أن عمل المستشفى يساهم في مساعدة العالم، وهو ما اعتبرته شرفاً لإدارة المستشفى وعماله، وبفضلهم يعالج "الفندق الأميركي" ما يتجاوز 20 ألف حيوان في العام، بوتيرة تختلف من سنة لأخرى.

دلالات
المساهمون