ثلث شهداء العدوان الإسرائيلي على غزّة.. من الأطفال

ثلث شهداء العدوان الإسرائيلي على غزّة.. من الأطفال

غزة

علاء الحلو

avata
علاء الحلو
غزة

فرانس برس

avata
فرانس برس
06 اغسطس 2014
+ الخط -
لم ترحم صواريخ الطائرات الإسرائيليّة ضعف الطفلة رنيم جودة عبد الغفور، من مدينة خان يونس، جنوب قطاع غزة، التي تبلغ من العمر عاماً ونصف العام فقط؟ فأردتها شهيدة بعد قصف عنيف طال منطقتهم الحدوديّة وأدى إلى تدمير منزل عائلتها وتحويل المنطقة إلى مدينة أشباح.

لم يقتصر إجرام قوات الاحتلال على قتل الطفلة رنيم فحسب، بل تجاوز ذلك ليقتل ما يزيد عن 1950 مواطناً، ثلثهم من الأطفال، وتشريد مئات آلاف المدنيّين والأطفال من بيوتهم بعد قصفها لتتهدّم على رؤوس ساكنيها.

ويروي محمد عبد الغفور، وهو ابن عم الطفلة الشهيدة، لـ"العربي الجديد"، أن قذائف المدفعيّة وصواريخ الطائرات الحربيّة انهمرت على المنطقة التي يقطنون فيها بشكل جنوني، ما أدّى إلى ارتقاء 23 شهيداً معظمهم من الأطفال والنساء.

وقد استهدف طيران الاحتلال، في أول أيام عيد الفطر (28 يوليو/ تموز المنصرم)، مجموعة من الأطفال كانوا يلعبون على أرجوحة في مخيّم الشاطئ للاجئين، غرب مدينة غزّة، بصاروخَين بشكل مباشر.

ويشير تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة، "اليونيسيف"، إلى أن نسبة ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال بلغت ثلث عدد الضحايا المدنيّين، بنسبة 31 في المئة، مبيّناً أن أكثر من عشرة أطفال يقتلون يومياً في غزة، من بينهم أطفال رضّع.
ويوضح تقرير المنظمة أن ما يزيد عن ألفَي طفل تعرّضوا لإصابات وجروح مختلفة تراوحت ما بين خطيرة وأكثر خطورة، نتيجة القصف الإسرائيلي الذي طال منازل المواطنين، لافتاً إلى أنه لا يمرّ يوم على غزة من دون أن تزهق فيه أرواح أطفال بريئة أو ينزف دم طفلٍ أصيب بشظايا.

ويلفت التقرير إلى أن نحو 326 ألف قاصر في غزة بحاجة إلى دعم نفسي جرّاء تعرُّضهم لأضرار نفسيّة كبيرة خلال العدوان على غزة، موضحاً أن "الأطفال عاشوا تجارب قاسية جداً، وهم لا يدركون ماذا حصل وما سبب تعريض حياتهم للخطر واضطرارهم لترك منازلهم واللجوء إلى المدارس وغيرها".

إلى ذلك، يقول مدير مؤسسة الضمير لحقوق الإنسان، الحقوقي خليل أبو شمالة، لـ"العربي الجديد"، إن إسرائيل سعت، منذ اللحظات الأولى، إلى استهداف المدنيّين والأطفال بشكل مباشر ومن دون أي تمييز، بحجة أن المنازل تحتوي على صواريخ.

ويعلّق أبو شمالة على الادعاء الإسرائيلي قائلاً إنه من غير المعقول أن تحتوي كل المناطق الواسعة وبيوت المدنيّين التي دُمّرت على أسلحة وصواريخ، مؤكداً أن القانون الدولي يمنع استهداف المنازل والمدنيّين ويشدّد على ضرورة حمايتهم.

يضيف أن ما ارتُكب من جرائم بحق الأطفال والنساء والمدنيّين يفسّر العقليّة والنهج الإسرائيليّين اللذَين يهدفان إلى الإيقاع بأكبر قدرٍ ممكن من الخسائر، حتى يثور المجتمع الفلسطيني ضدّ المقاومة باعتبار أنها جلبت الدمار والقتل للشعب الفلسطيني.

ويشير أبو شمالة إلى أن إسرائيل تبرّر استهداف المدنيّين لافتة إلى أنها تحذّرهم قبل أن تقصف. لكنه يؤكد على أن 95 في المئة من المنازل التي استُهدفت لم يفصل بين التحذير من القصف وقصفها سوى نصف دقيقة، وهو وقت لا يكفي المواطنين حتى يتمكّنوا من الهرب.
ويضيف أن الجرائم الإسرائيليّة موثّقة وستكون جزءاً مهمّاً في المعركة القانونيّة ضدّ الاحتلال التي يجري التحضير لها فلسطينياً.


أنقذوا الأطفال!
من جهة أخرى، نشرت منظمة "أنقذوا الأطفال" البريطانيّة، غير الحكوميّة، اليوم الأربعاء، أسماء 373 طفلاً وأعمارهم قتلوا في غزة خلال الهجوم الإسرائيلي على صفحات اشترتها، كإعلانات، في أبرز الصحف البريطانيّة.

وهذه الصفحة الدعائيّة، التي دفعت تكاليفها المنظمة ونشرت في "ذي غارديان" و"ذي تايمز" و"ذي ديلي تلغراف" و"ذي إندبندنت"، حملت عنوان: "في ذكرى 373 طفلاً قتلوا في غزة"، في إشارة إلى الأرقام التي قدمتها الأمم المتحدة ووزارة الصحة الفلسطينيّة للقتلى من الأطفال الذين سقطوا بين الثامن من يوليو/ تموز المنصرم والثالث من أغسطس/ آب الجاري.
 

وقال مدير عام المنظمة، جاستن فوريث، إن "رؤية أسماء أطفال، وبعضهم لا تتجاوز أعمارهم بضعة أشهر، مكتوبة بالأبيض على صفحات سوداء، تذكّر بمأساة أطفال غزة". أضاف أن "مقتل طفلٍ أمرٌ مدانٌ أساساً، أما مقتل 373 طفلاً فإنها فظاعة تعتبر وصمة على الضمير العالمي".

وكتبت المنظمة تحت لائحة الأسماء: "ساعدونا لنضمن أنهم آخر مَن يسقط"، داعية إلى "وقف دائم لإطلاق النار".

من جهته، قال ديفيد هاسل، من المنظمة البريطانيّة، في بيان آخر: "من أجل خير الأطفال وعائلاتهم، نأمل في أن يصمد وقف إطلاق النار. إنه أمر ضروري جداً، لأن الخدمات الأساسيّة في غزّة مدمّرة بالكامل، وقد واجهنا صعوبة في الوصول إلى الأطفال المحتاجين من ضحايا النزاع لمساعدتهم". وأضاف أن "72 ساعة غير كافية لمواجهة حجم الدمار والاحتياجات الإنسانيّة".

وبحسب ما أفادت وزارة الصحة الفلسطينيّة، فإن الهجوم الإسرائيلي على قطاع غزّة أوقع 1875 شهيداً بينهم 430 طفلاً و243 امرأة.

ذات صلة

الصورة
أطفال ينتظرون في الطابور للحصول على طعام في دير البلح، 28 مايو 2024(الأناضول)

مجتمع

أطلقت أكثر من مئة منظمة مجتمع مدني ونقابة فلسطينية، اليوم الأربعاء، نداء عاجلاً للمطالبة بإعلان غزة منطقة منكوبة بالمجاعة والتلوث البيئي وانتشار الأمراض.
الصورة
رسمة مع فلسطين في مخيم البقعة الأردني للاجئين، 28 مايو 2024 (ليث الجنيدي/Getty)

منوعات

تصريحات متضاربة صدرت عن وزيرة الثقافة الأردنية، هيفاء النجار، اليوم الأربعاء، بشأن موعد مهرجان جرش في نسخته الـ38.
الصورة
الشرطة الإسرائيلية تقمع مظاهرة في حيفا (العربي الجديد)

سياسة

أطلقت محكمة الصلح في مدينة حيفا، اليوم الثلاثاء، سراح تسعة معتقلين من مظاهرة حيفا مساء أمس، التي خرجت تنديداً بالمجزرة التي نفذها الاحتلال في رفح.
الصورة
بركة الشيخ رضوان بغزة، في 14 يناير 2024 (الأناضول)

مجتمع

تُشكّل بركة الشيخ رضوان التي تُخصَّص لتجميع مياه الأمطار شمال مدينة غزة، قنبلة صحية وبيئية موقوتة قد تنفجر في أي لحظة، بعد تسرب مياه الصرف الصحي إليها..