اختبارات وأبحاث طبية وبحثية قام بها باحثون دنماركيون في مجال المناعة والأحياء الدقيقة تثبت إمكانية محاربة الخلايا السرطانية عبر بروتين الملاريا، وفق ما نقل التلفزيون الدنماركي، عن فريق بحثي قام بآلاف الأبحاث التي يمكن "أن تعتبر تقدماً حقيقياً في مجال مكافحة الأورام السرطانية"، حسب الباحثين مادس داوغوورد وعلي سلنطي وتوماس ماندل كلاوسن.
وكان التفاؤل الحذر سيد الموقف لدى جمعيات مكافحة السرطان، قبل أن يعود الباحثون ليؤكدوا الأربعاء أن أبحاثهم المستندة على تجربة وسيلة للقضاء على الخلايا السرطانية، عبر فئران تجارب، تؤكد نسبة نجاح تصل إلى 95 في المائة على معظم الأورام.
ويعتبر البعض أن هذا الاكتشاف الدنماركي ثورة حقيقية في مجال مكافحة السرطان عند البشر، كون التجارب قامت على مواد طبية مستخدمة في لقاحات الملاريا، وعلى الرغم من أن التفاؤل بين الأوساط الطبية يعد كبيراً هذه المرة، إلا أن الباحثين يقولون إنهم سيحتاجون لإجراء اختبارات على البشر قبل طرح مثل هذا العلاج في الأسواق بعد 3 إلى 4 أعوام.
البروفسور الدنماركي علي سلنطي يقول جازماً "إن أبحاثنا على الخلايا السرطانية أثبتت أن لقاح الملاريا يقتل كل أنواع الخلايا السرطانية، أجرينا تجارب عدة أثبتت فعاليتها، وما نأمله هو طرح هذا العلاج للبشر قريبا".
اقرأ أيضاً: اكتشاف علاج جديد لسرطان البروستات
وبحسب موقع جامعة كوبنهاغن، فإن فريق سلنطي من معهد أبحاث علم المناعة والأحياء الدقيقة، وتعاونه مع خبراء من جامعة كولومبيا البريطانية في كندا، ربما يكونون بالفعل قد توصلوا لنتائج مبهرة وجدية في مجال علاج الخلايا السرطانية.
وفي بعض التفاصيل حول ما توصل إليه الباحثون، فإن الأمر حدث "مصادفة" حيث كان الفريق يعمل على علاج نوع محدد من الملاريا يسمى "ملاريا الحمل" المنتشر في رحم النساء الحوامل، فاكتشفوا أن بروتينات الملاريا الزاحفة نحو الخلايا السرطانية، بدأت بقتل تلك الخلايا والتخلص منها بنسبة 95 في المائة، بعد عامين من التجارب التي يجرونها بعد اكتشافهم لتلك العلاقة بين بروتينات الملاريا والخلايا السرطانية في الأجسام. وبالرغم من أن التجارب تمت على الفئران فإن المكتشفين لمثل هذا العلاج يعتقدون بإمكانية تطبيقها على البشر مستقبلا.
اقرأ أيضاً: تصديق أوروبي على عقار جديد لعلاج الملاريا
البروفسور سلنطي يوضح أنه "بهذه الطريقة نحن نستخدم بروتينات الملاريا كوسيلة ناقلة، حيث تزحف مباشرة للتعلق بالخلايا السرطانية والأورام فيقوم السم المستخدم بتدميرها".
وإذا ما تم التوصل لاتفاق مع شركات إنتاج الأدوية، حيث تبدي كثير منها رغبتها في ذلك، فإنه وبحسب الباحثين "لن يكون هذا العلاج حكراً على الأغنياء بل سيكون بمتناول كل الدول"، وهو ما يؤكده سلنطي المشرف على هذه الأبحاث، لافتاً إلى أنّ"هناك شركات ترغب في أخذ الأمر كعملية تجارية، لكننا نريد أن نؤكد أنه يجب أن يكون الدواء رخيصاً وبمتناول الجميع وهي رغبة صادقة وجدية".
يتوقع الأطباء أن يكون مثل هذا العلاج الثوري لمرض السرطان جاهزاً في الأسواق وبمتناول البشر خلال 4 أعوام، "وهو لن يكون فقط علاجا فعالا لكل أنواع أمراض السرطان، بل أيضاً كلقاح لمرض الملاريا الذي يقتل طفلاً في كل دقيقة حول العالم"، حسب هؤلاء الباحثين.
اقرا أيضاً: رصد جينات يمكنها وقاية أطفال أفريقيا من الملاريا