معهد الدوحة للدراسات العليا ينطلق اليوم

04 أكتوبر 2015
الطلاب في صورة تذكارية قبيل انطلاق العام (العربي الجديد)
+ الخط -


تنطلق اليوم الأحد الدراسة في معهد الدوحة للدراسات العليا، ليدشّن 131 طالباً وطالبة من المقبولين في برنامج الماجستير من مختلف الدول العربية، العام الدراسيّ الأوّل للمؤسسة الأكاديمية. والدراسة التي تتوزّع في تسعة برامج في إطار كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية وكلية الإدارة العامة واقتصادات التنمية، يتابعها 28 طالباً من قطر و18 من المغرب و18 من فلسطين و16 من مصر ثمانية من الأردن وسبعة من السودان. كذلك ثمّة طلبة عرب يحملون جنسيات أجنبية.

وكان الطلبة الملتحقون بالمعهد قد اختيروا من بين 903 طالباً وطالبة تقدّموا بطلبات التحاق بدراسة الماجستير بدءاً من 31 مارس/ آذار الماضي، وذلك وفقاً لعملية فحص وتثبّت دقيقة من قدرات الطلاب وبعدما أجرى أساتذة المعهد مقابلات شخصية مع الذين وقع عليهم الاختيار. يُذكر أن في رأس قائمة مؤشرات التقييم، يأتي التحصيل الأكاديمي المتميز للطالب في البكالوريوس بالإضافة إلى إجادة العربية والإنجليزية وثقافته في مجال التخصص وكذلك مدى مساهمته في خدمة المجتمع.

ويضمّ المعهد الذي يترأس الدكتور عزمي بشارة مجلس الأمناء فيه، أكثر من أربعين أستاذاً جامعياً من مختلف التخصصات، هم من نخبة الكادر التدريسي الأكاديمي والبحثي المتميز. وقد تمكّن المعهد من استقطابهم من أفضل الجامعات العالمية المرموقة، الأميركية والأوروبية غالباً، كُلّ بحسب تخصصه الأكاديمي وبناءً على إنجازاته البحثية. ويُعَدّ المعهد الذي يطلق اليوم عامه الدراسي الأول، مؤسسة أكاديمية مستقلة للتعليم والأبحاث في العلوم الاجتماعية والإنسانية والإدارة العامة واقتصاديات التنمية، ويسعى إلى تكوين جيل جديد من الباحثين المتمرّسين، من خلال تكامل التعليم والتعلم مع البحث العلمي. أما برامج الماجستير التسعة التي يقدّمها، فهي الفلسفة والتاريخ وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية والعلاقات الدولية والأدب المقارن (عربي - غربي) والإعلام والدراسات الثقافية في كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية، بالإضافة إلى برنامجَي اقتصاديات التنمية وإدارة السياسات العامة في كلية الإدارة العامة واقتصاديات التنمية. ومن المتوقّع أن يبدأ بطرح برامج الدكتوراه بعد عامَين، في مجالات ذات صلة ببرامج المعهد الحاليّة.

اقرأ أيضاً معهد الدوحة للدراسات العليا: باحثون لمعالجة قضايا المنطقة

تقدّم كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية ثمانية برامج: التاريخ والفلسفة وعلم الاجتماع والأنثروبولوجيا، بتخصّصات التغيير الاجتماعي في العالم العربي، وعلم اجتماع العلوم والتكنولوجيا في العالم العربي، واستكشافات نظرية في علم اجتماع المعرفة، واللغة العربية واللسانيات بتخصصات علم البلاغة والأسلوبية وعلم النحو، وعلم دلالات الألفاظ، والمصطلحية العربية والصناعة المصطلحية، والعلوم السياسية والعلاقات الدولية بتخصّصي الحوكمة والعلاقات الدولية. كذلك، الدراسات القانونية بثلاثة تخصّصات هي القانون والمجتمع، والقانون والسياسة العامة، والقانون والتنمية الاقتصادية. يُضاف إلى ذلك، الإعلام والدراسات الثقافية بمسارَي وسائل الإعلام والتحليل الثقافي، ووسائل الإعلام: أسواقها وجمهورها، والأدب المقارن. وتركّز كلية الإدارة العامة على التدريس والتدريب في مجالات الإدارة والسياسات العامة عبر الشهادات المهنية وبرامج الماجستير في الإدارة والسياسات العامة واقتصاديات التنمية.

ويتبنّى المعهد استخدام العربية لغة رئيسة للدراسة والبحث، مدعومة باللغات الحيّة الأخرى. ويعمل على المساهمة في متابعة تطويرها، فيما يدمج التعليم بالبحث العلمي، فيجمع بين مقاربة شاملة عابرة للتخصّصات ومعرفة معمّقة بالاختصاص.

وأعرب طلبة من الفوج الأول في المعهد، في اليوم التعريفي الذي أقيم أمس السبت في الدوحة، عن سعادتهم الكبيرة بالفرصة التي أتيحت لهم عبر الالتحاق بالمعهد الذي يغطي منحهم الدراسية كاملة عامين. تقول طالبة الفلسفة مي عواد (فلسطين) لـ "العربي الجديد"، إنّ "المعهد سوف يشيع جواً فريداً للتبادل الفكري النقدي، وسوف يعيد الاعتبار إلى تخصص الإنسانيات التي تقول إنه مهمّش في العالم العربي". من جهته، يشيد نبيل محمود (فلسطين) المتخصص في التنمية الاقتصادية، بـ "نخبة الأساتذة في المعهد. وأتوقّع للجيل الأول الذي سوف يتخرج من المعهد، التميز والريادة". أما ربيع عيد (فلسطين) الذي يحمل بكالوريوس في العلوم السياسية والتحق ببرنامج الإعلام، فيقول إنّ "المعهد سوف يكون إضافة مميزة في العالم العربي، من حيث نوعية برامجه وخرّيجيه". وتوضح روان أبو عمر (الأردن) أنّ "ما شجّعني على استكمال دراستي الأكاديمية في الإعلام في المعهد، نظام الأبحاث المتوفر فيه. وهو ما سوف يجعل منّي خريجة متميزة في مجالها". ويرى محمد خليفة المفتاح (قطر) الذي ستأتي رسالته للماجستير في "الموارد البشرية"، أنّ "المعهد سوف يرفد المجتمعات العربية، لا سيما المجتمع القطري، بجيل من الباحثين المتميزين، وسوف يعيد الاعتبار إلى مكانة البحث العلمي في المجتمعات العربية"، لافتاً إلى "اهتمام المعهد بالعربية كلغة أساسية في التدريس".

في كلمتها الترحيبية بالطلبة، قالت نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية الدكتورة هند المفتاح إن "تأسيس معهد الدوحة للدراسات العليا أتى ليضيف لبنة جديدة إلى لبنات التعليم العالي في وطننا العربي. وهدف المعهد يتعلق أساساً بالاستجابة لاحتياجات البلدان العربية للتنمية والنهوض، بتشكيل نخبة بحثية وفكرية عربية، وإعداد جيلٍ جديدٍ من الباحثين والأكاديميين، بحيث يكونوا على قدر كبير من المسؤولية والالتزام الوطني، في إطار من الانضباط للمعايير الدولية المتعارف عليها، وفي ظل بيئةٍ أكاديميةٍ مستقلةٍ تسودها أجواء الحرية وتساهم في إشاعة التفكير النقدي البنّاء".

في السياق نفسه، تضمّن برنامج اليوم التعريفي كلمات لعمداء الكليات أمام الطلبة والأساتذة والحضور، بالإضافة إلى جلسة موسعة لعملية التسجيل والدروس سُلّمت خلالها البطاقات للطلبة وسجّلت المقررات. كذلك كانت برامج تعريفية ولوحات إرشادية توجيهية وإجابات على الاستفسارات، بالإضافة إلى توفير كل المعلومات التي يحتاجها الطلبة من إدارة المعهد وأعضاء الهيئة التدريسية والأكاديمية.

يُشار إلى أن المعهد الذي يفتح باب القبول للعام الدراسي المقبل 2016 - 2017 في نوفمبر/ تشرين ثاني المقبل، مؤسسة خاصة غير ربحيّة، تعمل حصرياً لتحقيق غايات تعليمية وبحثية وخدمة المجتمع. وقد أسّسه المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات في عام 2011، بصفته كياناً قانونياً، للاستجابة إلى احتياجات بلدان الوطن العربي عن طريق إعداد جيلٍ جديدٍ من الأكاديميين والباحثين والمهنيّين ودعمه.

اقرأ أيضاً: معهد الدوحة يستقبل 125 طالب ماجستير

المساهمون