انتحار ثلاثة أشقاء سودانيين لعجز أسرتهم عن علاجهم

ورجح الطبيب السوداني في حديث لـ"العربي الجديد" اليوم الأحد أن تشهد السودان ارتفاعاً في حالات الانتحار في المرحلة المقبلة نتيجة ارتفاع أسعار الدواء، وعدم قدرة كثير من المرضى ممن يعانون من أمراض مزمنة ونفسية عن الوصول إلى العلاج، خصوصاً ممن لديهم أوضاع مادية صعبة.

وتوقفت يوم الجمعة الماضي ما يزيد عن مائة صيدلية عن العمل لمدة ثماني ساعات احتجاجا على قرار حكومة الخرطوم تحرير أسعار الدواء. وأدى ذلك عمليا إلى مضاعفة أسعار الدواء كما زادت أسعار بعضها بنسبة 150 في المائة، إذ كانت تخصص الحكومة نسبة 10 في المائة من عائد الصادرات بالعملات الصعبة لصالح استيراد الأدوية.

ولفت الطبيب بلدو إلى أن الأشقاء الثلاثة أقدموا على الانتحار رغم تحسن حالاتهم في الفترة الأخيرة، خاصة أنه ظل يتابع حالاتهم مباشرة، مشيراً إلى أن عدم مقدرتهم على الحصول على الدواء كان سببا في تفاقم حالتهم. وطالب الدولة بالالتزام بمجانية العلاج النفسي، مرجحا أن تشهد الفترة المقبلة مزيدا من حالات الانتحار بسبب السياسات الاقتصادية المعلنة التي رأى أنها تفاقم أوضاع المواطن.

من جهته، ذكر نائب الرئيس السوداني حسبو عبد الرحمن خلال حضوره مؤتمرا للأطباء عقد أمس السبت في مدينة نيالا، أن هناك ولايات في السودان عمدت إلى تخزين أدوية بقيمة 60 مليون جنيه، وحجبتها عن المرضى رغم أنها كانت ضمن برنامج الدواء المجاني الذي دفعت به الحكومة إلى الولايات.

وأشار إلى ضرورة نقل العلاج المجاني إلى التأمين الصحي، وضبط العملية العلاجية لضمان ذهاب الدعم العلاجي إلى أصحاب الحق، مؤكداً أن ميزانية القطاع الصحي تضاعفت بنسبة 400 في المائة في ميزانية العام الجاري.