مفوضية اللاجئين قلقة حيال "معاداة الأجانب" في أوروبا

19 يونيو 2016
أزمة اللاجئين تتخذ منحى تصاعدياً ملحوظاً (Getty)
+ الخط -


أعرب المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، فيليبو غراندي، اليوم الأحد، عن قلقه حيال "مناخ معاداة الأجانب" في أوروبا، وذلك في مقابلة مع وكالة "فرانس برس" في طهران، عشية اليوم العالمي للاجئين الذي يوافق الإثنين 20 يونيو/ حزيران.

وقال غراندي الذي يزور إيران لمناقشة أوضاع اللاجئين الأفغان إنّ "مسؤولية السياسيين تقتضي أن يشرحوا أن الهجرة، في بعض نواحيها، تساهم فعلا في تطوير المجتمعات، وأن اللاجئين يحتاجون إلى الحماية ولا يشكلون خطراً، ويفرون من أماكن خطيرة".

واعتبر أن "الذين يفعلون العكس ويوجهون الرأي العام ضد اللاجئين والمهاجرين، يخلقون مناخاً معادياً للأجانب، وهذا أمر مقلق للغاية في أوروبا اليوم، و"يعطي مثالا سيئا" عن صورة الدول، على حد قوله.

وأعرب غراندي الذي تولى منصبه في يناير/ كانون الثاني، عن أسفه لأن "القرارات الصائبة" التي اتخذها الاتحاد الأوروبي العام الماضي لتحسين التعامل مع تدفق ملايين اللاجئين إلى أراضيه "لم تطبق". وأشار إلى أن ذلك شكل "فرصة ضائعة"، إذ إن "كل بلد اتخذ قراراته بشكل مستقل، وتم إغلاق حدود" بعض الدول.

وأردف "آمل أن تستأنف أوروبا النقاش في المستقبل، بهدف التوصل إلى نظام لإدارة اللاجئين يكون جماعياً ومبنياً على التضامن وتقاسم المسؤوليات بين الدول، بدلاً من محاولة التصرف بشكل منفرد، وما ينتج عن ذلك من وضع تستقبل فيه بعض الدول أعدادا كبيرة من اللاجئين، فيما تغلق بلدان أخرى حدودها".




من جهة ثانية، أبدى غراندي قلقه إزاء أوضاع "الأشخاص المهجرين" داخل بلدان تشهد حروباً، خصوصاً في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن "ثلثي أعداد الأشخاص المهجرين في العالم هم نازحون داخل بلدانهم". وقال "لدينا الآلاف منهم في أفغانستان وسورية والعراق واليمن. وهؤلاء يصعب الوصول إليهم لأنهم يتأثرون بالحروب بشكل عام، وبالتالي فإن مساعدتهم تشكل مهمة خطيرة".

واعتبر أن أزمة اللاجئين داخل بلدانهم "لا تنحصر بشكل خاص في الشرق الأوسط، لكنها تتخذ منحى تصاعديا ملحوظا في هذه المنطقة".

وأشار غراندي إلى أن الصعوبات في تخفيف معاناة اللاجئين والنازحين داخل بلدانهم ناتجة "في المقام الأول عن فشل سياسي في حل الأزمات، وليس عن فشل توزيع المساعدات".


واختار المفوض السامي الذي غادر إيران الأحد متوجها إلى أفغانستان، حيث سيشارك بالاحتفالات باليوم العالمي للاجئين الإثنين، أن يحتفل بهذا اليوم في هذه المنطقة بالذات لأنها تشكل "مسرحا لأزمة المهاجرين الأفغان التي تم تناسيها للأسف في التاريخ"، على حد تعبيره.

وقال "لا نتذكر هذه الأزمة إلا عندما يحصل أمر بالغ الأهمية، مثل 11 سبتمبر/ أيلول (2001) ووصول أفغان في صفوف مئات آلاف اللاجئين الآخرين الوافدين حاليا إلى أوروبا".

واعتبر المفوض السامي الذي يفترض أن يزور أيضا باكستان، أن من المهم التشديد على أن "الدول المجاورة لأفغانستان وإيران وباكستان، كانت الأكثر دعما للاجئين الأفغان على مدى أطول فترة زمنية".

وأثنى على العمل "الكبير" الذي قامت به السلطات الإيرانية لاستقبال اللاجئين الأفغان الذين يناهز عددهم المليون في إيران حاليا، وفقا للأرقام الصادرة عن الهيئة العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

وإضافة إلى هؤلاء اللاجئين القانونيين، تعتقد إيران أن هناك مليوني لاجئ أفغاني غير شرعي، هم في كثير من الأحيان عمال موسميون.

ولفت غراندي إلى أن هناك "خطوات تم اتخاذها في إيران تشكل فعلا أمثلة للدول الأخرى" التي تستقبل لاجئين. وتحدث خصوصا عن مرسوم أصدره عام 2015 المرشد الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي "يتيح للأطفال الأفغان الالتحاق بالنظام المدرسي" الإيراني.


المساهمون