ضحايا التحرش الإلكتروني

29 يناير 2017
40% تعرّضوا لتحرش على الإنترنت (سول لويب/فرانس برس)
+ الخط -
حدث أنْ لاحظت الأم تصرفات غريبة على طفلتها البالغة من العمر 13 عاماً. باتت الطفلة صامتة، ولا تبالي بالآيباد أو هاتفها، وهو أمر غريب. حين سألت الأم ابنتها، تبين أن الطفلة تتعرض لتحرش جنسي على "إنستاغرام" من قبل أحد الشبان. حدث أن وصلتها رسالة من شاب، وصارا يتحدّثان بشكل يومي تقريباً. طلب منها أن تتصوّر عارية وترسل إليه صورة. خافت الطفلة فهدّدها بنشر الأحاديث بينهما.

تحصل هذه الحادثة بشكل يومي ربّما بين المراهقات. وقد يكون المتحرّشون شباناً غريبين أو أشخاصاً مقرّبين. وكثيراً ما أشارت النساء الناجيات من العنف المنزلي أو الزوجي إلى تهديدهن بنشر فيديوهات شخصية لهن على مواقع التواصل الاجتماعي.

ثمة ستة أشكال متعارف عليها من التحرّش على الإنترنت، تبدأ بالاتصال من شخص غير معروف، أو التعرض للشخص بكلمات نابية ومهينة، أو إحراج الشخص بشكل مقصود، أو التهديد بالأذى، أو التحرش الجنسي، أو الملاحقة المستمرة، لتصل حد التهديد بالقتل. وتشير نتائج إحدى الدراسات التي أجراها مركز بيو للأبحاث في عام 2014 ، إلى أن 40 في المائة من الأشخاص تعرضوا لتحرش على الإنترنت، و73 في المائة يعرفون شخصاً تعرّض للتحرش الإلكتروني.

تجدر الإشارة إلى أنّ التحرّش الجنسي على الإنترنت لا ينحصر بالنساء والفتيات، إذ إنّ الرجال والشبان أيضاً يتعرّضون لأشكال مشابهة من التحرش الجنسي. قد يختلف نوع التحرش بالرجال، إذ أنّهم أكثر عرضة للتهديد بالإيذاء أو القتل من النساء، في حين أن النساء أكثر عرضة للتحرش الجنسي.

قد تكون الإحصائيات والأرقام الواردة في هذا المقال منقولة عن دول أجنبية، لكن نسبة حصول مثل هذه الحوادث في مجتمعاتنا تفوق التصور. كم من حادث تحرش تعرض له صحافيون وصحافيات، وناشطون وناشطات في مجال حقوق الإنسان، والنساء في لبنان؟ فيسبوك مليء بحوادث مماثلة. يسجّل لبنان أكبر نسبة تعرّض للإهانة أو التهديد لناشطات على الإنترنت، بالمقارنة مع غيره من الدول العربية. النساء في دول عربيّة أخرى تتعرض للاعتقال والحبس ومصادرة الممتلكات. هذه الممارسات لم تُعتمد بعد في لبنان، لكن العديد من الناشطات أشرن إلى تعرضهن للتحرش الإلكتروني والمضايقات.

بعث شاب برسالة إلكترونية إلى إحدى الناشطات، ووصفها بكلمات وألفاظ خارجة عن السياق. الشاب لا يعرف الناشطة، لكنه شعر أن في استطاعته تهديدها. هناك نقص في الأرقام والإحصائيات في منطقتنا حول هذه الممارسات، ونقص في تطوير قوانين تحمي ضحايا التحرش والاعتداء على الإنترنت. وحتى ذلك الوقت، يبقى ضحايا التحرش الإلكتروني، ومعظمهم من النساء، يعانون بصمت.

(ناشطة نسوية)

المساهمون