افتتاح مركز لدعم أطفال درعا نفسيا

افتتاح مركز لدعم أطفال درعا نفسيا

30 نوفمبر 2017
أطفال درعا يفتقرون لمساحة آمنة للعب (عبد دوماني/Getty)
+ الخط -
يعاني أطفال مدينة درعا، مهد الشرارة الأولى لانطلاق الحراك الشعبي المطالب بالحرية والكرامة، من أضرار نفسية عميقة، جراء ما تعرضوا له من عنف مفرط ومشاهد موت ودمار ونزوح وجوع، في حين تم افتتاح مركز خاص للدعم النفسي في حي درعا البلد بعد أشهر من المعارك الدامية والقصف العنيف، يعتبر الوحيد من نوعه.

وقال مدير المكتب الإعلامي في منظمة "أورانيتس- خط الحياة" محمد المسالمة: "قمنا يوم أمس الثلاثاء بإعادة افتتاح مركز خاص بالدعم النفسي في حي درعا البلد في مدينة درعا، وهو وحيد من نوعه، بعد نحو 10 أشهر من التوقف جراء المعارك والقصف الكثيف على المنطقة"، لافتا إلى أنهم "يوفّرون مراكز تقدم خدمات الدعم النفسي من خلال برامج مخصصة للأطفال في حالات الطوارئ لمساعدتهم في التغلب على التجارب الصعبة التي يمرون بها".

ولفت إلى أن "عدد الأطفال الذين استقبلهم المركز، تجاوز عتبة الـ150 طفلا في مركز درعا البلد، إلا أننا نواجه العديد من المشكلات أبرزها الأوضاع الأمنية المتردية".

وبيّن أن "الأطفال الذين يشاهدون نزاعات مسلحة غالبا ما يصابون ‏باضطراب ما بعد الصدمة، وقد تشمل علامات الاضطراب ضعف التركيز، والسلوك غير الاجتماعي، وتجنب الأماكن التي تثير ‏الذكريات المؤلمة. وقد يرى الأطفال أيضا كوابيس متكررة يستعيدون فيها سيناريوهات التجارب المؤلمة".



وللمساعدة في معالجة هذه الأعراض، أكد أن المراكز الآمنة تتيح للأطفال فرصا للحصول على مجموعة ‏من خدمات المساعدات في بيئة داعمة ومريحة، عبر الإسهام في تكوين جو آمن والمشاركة بشكل منتظم في اللعب وبناء علاقات اجتماعية فيما بينهم، وكذلك التعلم والتعبير عن أنفسهم لكي يستطيعوا إعادة بناء حالاتهم النفسية بعد تأثرها بكوارث ألمّت بهم".

ولفت إلى أن "المركز المفتوح هو الوحيد في درعا البلد بعد تدمير مركزنا الآخر في منطقة طريق السد وتوقفه عن العمل، في الوقت الحالي الأعداد كبيرة جدا والإقبال كبير، ودرعا البلد تحتاج إلى عدد من المراكز، لاسيما أن عدد سكانها بلغ 27 ألف نسمة ونسبة الأطفال بينهم 37 في المائة".

من جانبها، قالت أم أسامة، من سكان حي درعا البلد، لـ "العربي الجديد"، إنّ "مثل هذه المراكز أصبحت حاجة ملحة كالمدرسة، فالأطفال يفتقدون لمساحة آمنة يلتقون بها أصدقاءهم ويتشاركون اللعب، بعيدا عن أجواء المنزل المليئة بالحزن والمشاكل وأحاديث الموت".

ولفتت إلى أن "الأطفال في درعا تجدهم بحالة ذعر دائم وخوف من أي صوت، وقد أصبح الموت يشغل تفكيرهم أكثر من الحياة والفرح، أتمنى أن تكون هناك مراكز خاصة برعاية الأطفال فهم ما تبقى لنا ولا نريد أن نخسرهم"، مضيفة أن "القصف المتواصل بالهاون والقنابل المتفجرة، يجعلنا نخشى أن نرسل أبناءنا إلى مثل هذه المراكز وحتى إلى المدارس".