بعد اختيار نواب الشعب... الجزائريون ينتظرون تحقيق الوعود

06 مايو 2017
هل تتحوّل الوعود الانتخابية إلى واقع؟ (العربي الجديد)
+ الخط -



استيقظ الجزائريون على يوم جديد، ومرحلة جديدة. يرى كثيرون أن المشاهد تتكرر، وتبقى المشاكل التي خنقت المواطن البسيط وكبّلته على ما هي عليه غالباً، في حين يرى آخرون أن مرحلة أخرى تنتظر الجزائريين، وهي استفاقة النواب الذين انتخبهم الشعب أمس، والتفاتهم إلى المواطن "المغلوب على أمره".

انقسمت آراء المواطنين وتصريحاتهم لـ"العربي الجديد" في التعبير عن أفكارهم وأحلامهم، وعن أمانيهم وهواجسهم، وعن مخاوفهم بلغة بعيدة عن السياسة، أو خطاب المعارضة والموالاة.

يقول حميد (29 عاماً)، والذي رفض التحدث في البداية عن وضعه وأمانيه وطموحاته، لكنه ما لبث أن قال: "انتخبت من رأيته يفيد البلد، وأعجبني برنامجه، رغم بعض التحفظ، لكنني في النهاية مارست حق التصويت الذي هو حق قبل أن يكون واجباً".

حميد متخرج من كلية الحقوق والعلوم الإدارية، لم يجد شغلاً، على الرغم من بعض المحاولات التي دفعته لدخول عالم التجارة، ويقول: "البزنسة، التعامل مع الآخر، وبعيداً عن الإدارة كان حلمي منذ الصغر، الدبلوم يساعدني على تخطي بعض العقبات في مشواري اليومي وفي معاملاتي مع تجار الجملة".

اليوم السبت، عادت الجزائر إلى مجراها الطبيعي، المواطن عاد إلى مشاغله، على الرغم من أنه يوم عطلة، لكن "لا حديث للشباب والكهول سوى مجريات الانتخابات التشريعية، والفائزين من النواب الجدد وطموحاتهم".





ويعبر حسين (51 عاماً) عن رأيه وحبه لجبهة التحرير الوطني، في حين يعارضه رفيق الذي يصغره بعشرين عاماً، قائلاً: "ماذا فعل من حكم ووصل إلى الكرسي؟"، أي ماذا قدم نواب البرلمان المنقضية عهدته. ويسأل "ألم ترتفع الأسعار، ألم تنخفض الأجور، وماذا عن عدم الالتفات للمتقاعدين وغيرهم، ومن يهتم بأستاذ في التعليم الثانوي؟".

أما عبد الحكيم، وهو أحد الشباب الذين عزفوا عن المشاركة في الانتخابات، فيقول لـ"العربي الجديد": "الانتخابات لا تهمني لأنني لم أحظ بفرصة رغم محاولاتي الكثيرة".

ما يلفت الانتباه هي فئة الكبار في السن، والذين يرفضون مجرد السؤال عن المشاركة في الانتخاب، ويردون بملء الفم، "طبيعي وكيف لا من أجل بلدي ومن أجل أن تظل الجزائر وردة بين البلدان".

ففي اعتقاد كثيرين أن الانتخاب من أكبر الواجبات التي تعطي صفة "المواطنة" وصفة "الوفاء لأرض الشهداء وبلد المليون ونصف المليون شهيد".

لكن في المقابل ينتظر كثيرون أن يفي نواب الشعب بالوعود، فالمواطن البسيط سئم الخطابات الجوفاء وغير الواقعية، ليعود إلى واقعه اليومي، لهيب الأسعار، واقتراب شهر رمضان، والتطلع لقبض الأجرة الشهرية.


المساهمون