"هارفي" يضرب جنوب شرق تكساس ويصل إلى لويزيانا

"هارفي" يتسبب في انفجار مصنع كيميائي بتكساس... والأضرار متواصلة

31 اغسطس 2017
+ الخط -

وقع انفجاران ترافقا مع تصاعد دخان أسود في مصنع "أركيما" الكيميائي في منطقة كروسبي بولاية تكساس الأميركية، بعدما غمرته المياه نتيجة الأمطار الغزيرة والفيضانات التي رافقت إعصار هارفي، بحسب ما أعلنت الشركة المشغلة للمصنع، اليوم الخميس.

وذكرت صحيفة "نيويورك"، أن الانفجارين تسببا في إصابة عدد من رجال الشرطة نُقلوا إلى المستشفيات بسبب استنشاقهم غازات سامة نتيجة الدخان الأسود الذي تصاعد من موقعهما. 

وأفادت شركة أركيما، في بيان، أنه "حوالي الساعة الثانية فجرا، أبلغنا مركز عمليات الطوارئ في مقاطعة هاريس عن وقوع انفجارين، وانبعاث دخان أسود من مصنع أركيما في كروسبي". 

وأخلت السلطات حوالي 3 كلم من محيط المصنع الذي ينتج بيروكسيدات عضوية، وهي مادة تستخدم في صناعة البلاستيك والعقاقير والمواد الصيدلانية. وتوقع مصنع "أركيما" الأسوأ، فبعد أن غرق في 1.80 متر من المياه وانقطع عنه التيار الكهربائي، فقد المصنع قدراته على تبريد المواد، وبالتالي واجه خطر وقوع انفجارات واندلاع حرائق.

وشرحت الشركة أن البيروكسيدات العضوية هي مواد قابلة للاشتعال بشدة، وأفضل ما يمكن القيام به هو ترك الحريق يخمد بنفسه، وذلك بالاتفاق مع السلطات". وأضافت "على السكان أن يعلموا أن المواد مخزنة في أماكن عدة في المكان، وخطر وقوع انفجارات جديدة لا يزال موجودا". وتوجهت إلى السكان بالقول "لا تعودوا إلى المناطق التي أخليت قبل إعلان سلطات الطوارئ المحلية إمكانية العودة بأمان".



وأشارت الشركة التي تصنّع مواد بلاستيكية أنها تركت 11 موظفا في المنشأة للإشراف على بقاء المواد الكيميائية في حالة متجمدة ومحفوظة في درجات حرارة متدنية جدا، تجنبا لانفجارها مع ارتفاع الحرارة وتحوّلها إلى مواد غازية سامة.

ومع اتجاه إعصار هارفي نحو ولايتي إريزونا وميسوري، ارتفعت الحصيلة الأولية للضحايا لتتجاوز الأربعين قتيلا، فيما شارك الآلاف من جنود المارينز في عمليات إجلاء السكان العالقين في هيوستن، مع ازدياد مخاطر انهيار أحد السدود وانفجار خزان كبير للمياه سيؤدي إلى امتداد الفيضانات إلى مناطق جديدة في هيوستن.

وشرّد الإعصار، الذي يتحرك ببطء، أكثر من 32 ألف شخص منذ أن وصل إلى اليابسة، يوم الجمعة، قرب كوربس كريستي في تكساس، كأقوى إعصار يضرب تكساس منذ أكثر من 50 عاماً.

وقال المركز الوطني للأعاصير، يوم الأربعاء، إن العاصفة المدارية هارفي ضعفت لتتحول إلى منخفض جوي، مضيفاً أن هارفي على مسافة 15 كيلومترا جنوب غربي الإسكندرية في لويزيانا، وأن أقصى سرعة للرياح بلغت 55 كيلومترا في الساعة.

وذكر المركز، بحسب ما نقلت "رويترز"، أن السيول العنيفة ما زالت مستمرة في جنوب شرق تكساس وأجزاء من جنوب غرب لويزيانا، مضيفا أن خطر الأمطار الغزيرة انتهى في منطقة غالفستون.

وقال المركز "لكن السيول الكارثية التي تهدد الأرواح ستستمر في هيوستن وحولها وفي بومونت/بورت آرثر شرقا حتى جنوب غرب لويزيانا" في الأيام القادمة.

وضرب الإعصار المداري "هارفي" جنوب شرق تكساس ووصل إلى لويزيانا، يوم الأربعاء، مما جعل المزيد من الأشخاص يفرون بحثاً عن مأوى بعدما اجتاح الإعصار مدينة هيوستن، محور صناعة الطاقة بالولايات المتحدة، بكميات قياسية من الأمطار والفيضانات، التي أجبرت عشرات الآلاف على ترك منازلهم.




واجتاح الإعصار، الأربعاء، قطاعاً من الساحل من بورت أرثور في تكساس إلى ليك تشارلز في لويزيانا. ووصلت حافلات محملة بأشخاص فارين من مياه الفيضانات حول بورت أرثور إلى ليك تشارلز في لويزيانا، لينضموا إلى سكان محليين احتشدوا بالفعل في مخيمات، بعد أن تركوا منازلهم التي غمرتها المياه.

ومن المتوقع أن يتسبب الإعصار في سقوط ما يتراوح بين 7.5 و15 سنتيمتراً من المطر، وارتفاع أمواج البحر إلى 1.2 متر على طول الجزء الغربي من ساحل لويزيانا.

وأدت الفيضانات إلى إغلاق أكبر مصفاة للنفط بالبلاد في بورت أرثور، في أحدث ضربة لقطاع الطاقة بالولايات المتحدة، مما تسبب في ارتفاع أسعار البنزين، وإعاقة إمدادات الوقود العالمية.

وتقدّر الخسائر الاقتصادية الناجمة عن العاصفة هارفي بالنسبة لجنوب شرق تكساس، بما يتراوح بين 51 و75 مليار دولار، لتكون من بين أكبر العواصف كلفة في الولايات المتحدة.

وقال حاكم تكساس، غريغ أبوت، إن "الأسوأ لم ينته بعد بالنسبة لجنوب شرق تكساس، فيما يتعلق بهطول الأمطار"، في إشارة إلى المنطقة التي تضم بيومونت وبورت أرثور.

وقال إن على سكان المناطق التي ضربتها العاصفة توقع استمرار الفيضانات لما يصل إلى أسبوع، وأضاف أن المنطقة المتضررة من العاصفة أكبر من تلك التي ضربها كل من الإعصار كاترينا في 2005، والذي قتل أكثر من 1800 شخص في نيو أورليانز، والعاصفة ساندي التي قتلت 132 شخصاً حول نيويورك ونيوجيرزي عام 2012.

وطلب أبوت من الحكومة الاتحادية الموافقة على تخصيص أموال أكثر من تلك التي خصصتها بعد العواصف السابقة، وذلك لإعادة بناء ساحل خليج المكسيك.

وقال المركز الوطني للأعاصير إن "هارفي" ضرب اليابسة مرة ثالثة في وقت مبكر، يوم الأربعاء، على بعد نحو 56 كيلومتراً شمال غربي ليك تشارلز بالقرب من حدود تكساس، عند الساعة الثانية ظهراً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (19.00 بتوقيت غرينتش).

وأضاف المركز ومقره ميامي أنه "من المتوقع أن تتراجع الرياح إلى ما دون العاصفة الاستوائية". وأعلن رئيس بلدية هيوستن، سيلفستر تيرنر، أن "السماء بدت صافية في هيوستن، يوم الأربعاء، مما أثار الارتياح لدى سكان رابع أكبر المدن الأميركية، بعد خمسة أيام من هطول الأمطار الذي وصف بأنه كارثة".

ونقلت الوكالة الاتحادية لإدارة الطوارئ عن المسؤولين في تكساس قولهم إن ما يقرب من 49 ألف منزل لحقت بها أضرار ناجمة عن الفيضانات، فيما تعرّض أكثر من ألف منزل للدمار. وأضافت أن نحو 195 ألف شخص يسعون للحصول على مساعدات اتحادية.

وزار الرئيس دونالد ترامب تكساس، يوم الثلاثاء، لتفقد الأضرار، بعد أول كارثة طبيعية كبيرة تختبر إدارته للأزمات. وافتتح ترامب خطبة بشأن الإصلاح الضريبي في سبرينغفيلد في ميزوري، يوم الأربعاء، بالتعهد بالوقوف إلى جانب سكان تكساس ولويزيانا. وقال "سنتحمل معاً وسنتغلب على الصعوبات.. نحن هنا معكم اليوم.. وسنكون معكم كل يوم بعد التعافي وإعادة البناء".


(العربي الجديد، رويترز، فرانس برس)


ذات صلة

الصورة

مجتمع

واجهت رئيسة جامعة كولومبيا الأميركية ضغوطا جديدة أمس الجمعة إذ وجهت لجنة الإشراف بالجامعة انتقادات حادة لإدارتها بسبب قمع احتجاجات داعمة للفلسطينيين في الجامعة.
الصورة

سياسة

يعتزم مجلس النواب الأميركي التصويت على مجموعة من العقوبات على إيران بعد الهجوم الذي شنّته على إسرائيل ليل السبت، فيما سيحاول تمرير مساعدات عسكرية لإسرائيل.
الصورة
توماس غرينفيلد في مجلس الأمن، أكتوبر الماضي (بريان سميث/فرانس برس)

سياسة

منذ لحظة صدور قرار مجلس الأمن الذي يطالب بوقف النار في غزة سعت الإدارة الأميركية إلى إفراغه من صفته القانونية الملزمة، لكنها فتحت الباب للكثير من الجدل.
الصورة
تظاهرة ووقفة بالشموع أمام السفارة الإسرائيلية في واشنطن

سياسة

شهدت العاصمة الأميركية واشنطن وقفة بالشموع وتجمّعاً للمئات من الناشطين أمام السفارة الإسرائيلية تأبيناً للجندي آرون بوشنل و30 ألف شهيد فلسطيني في غزة.