الفلسطيني محمد القصاص: لن أتنازل عن أرضي

20 نوفمبر 2018
أرض الفلسطيني محمد القصاص مهددة (العربي الجديد)
+ الخط -
أمتار قليلة فقط تفصل أرض الفلسطيني محمد القصاص عن مستوطنة "إفرات" المقامة على أراضي بلدة أرطاس جنوبي مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية المحتلة، وهو حريص على الحفاظ على أرضه والأراضي المجاورة حتى لا تلتهمها المستوطنة.

يشكو القصاص لـ"العربي الجديد"، إهمال المؤسسات الرسمية الفلسطينية، وخصوصا وزارة الزارعة، والتي لم تساهم حتى اللحظة في دعم صموده أو تشجيعه على الوقوف أمام شبح الاستيطان الذي يتهدد آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية القريبة من برك سليمان التاريخية، والتي يطمع المستوطنين في السيطرة عليها بذريعة ارتباطها بالدين اليهودي.

ويطالب صاحب الأرض منذ عامين المؤسسات الرسمية الفلسطينية بمساعدته في تعبيد الطريق الوعرة الواصلة إلى الغرفة الصغيرة التي بناها في أرضه (750 مترا) للحفاظ عليها، وحياته فيها بدائية كونها تفتقر لكافة مقومات الحياة الأساسية من ماء وكهرباء.

يروي القصاص، وهو من مخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوبي بيت لحم، قصة أرضه التي كانت بورا، والتي بدأ قبل عامين ونصف العام باستصلاحها: "كانت أرضا جبلية وعرة، مهملة من عشرات السنين، قمت بشرائها، وقررت أن أحميها وأحافظ عليها".

وينتمي اللاجئ إلى الأرض، ويأخذه الحنين إليها، ولا يعتبر شراء أرض لا تبعد سوى أمتار قليلة عن مستوطنة، وفي أراض مصنفة بحسب اتفاقية أوسلو ضمن تصنيف (c) مغامرة، بل إصرار على البقاء وتحدّ، إذ يريد أن يحمي برك سليمان والجبال الجميلة التي تحيط بها، لا سيما أن المستوطنين يخططون لسرقتها.


تمكن من استصلاح الأرض على حسابه الخاص، ودبت الحياة فيها، لكنه لا زال ينتظر وعود وزارة الزراعة الفلسطينية المفترض أن تزوده بالأشجار لزراعة الأرض التي يملكها، وكذلك حفر بئر مياه ومدها بالكهرباء والماء، ولكن هذه الوعود لم تنفذ حتى اليوم رغم أن مستوطنة "رافات" بدأت تقترب منه شيئا فشيئا، وثمة خطر يحدق بالأرض.

"لا حياة لمن تنادي" يعبر القصاص عن الإهمال، فمقومات الحياة ضرورية، وهو بحاجة إلى الماء والكهرباء حتى يتمكن من العيش وأفراد أسرته فيها، في مواجهة المستوطنة التي يحاول قدر المستطاع أن يطرد مستوطنيها من محيط أرضه حتى لا يسرقوها.

إمكانات القصاص القليلة مكنته من استصلاح أرضه، أما بقية احتياجاته فيجب أن يحصل عليها من المؤسسات الرسمية الفلسطينية التي تعنى بتعزيز أوضاع من يعيشون في المناطق المصنفة (c).