"لائحة المفقودين في كل لبنان" تتنافس بالانتخابات النيابية

13 ابريل 2018
إهمال رسمي يطاول ملف المفقودين (حسين بيضون)
+ الخط -
مرت تسع سنوات على تاريخ إجراء آخر انتخابات نيابية في لبنان، وهي سنوات الإهمال الرسمي نفسها لملف المفقودين في الحرب الأهلية التي بدأت عام 1975 وانتهت عام 1990، دون حل ملفات عديدة، أهمها ملف المخطوفين.

لم يملّ الأهالي من المطالبة بكشف مصير أبنائهم من خلال لجنة رسمية نصّ مشروع قانون تم تقديمه قبل سنوات على تأسيسها. وبالتزامن مع الانتخابات المُقررة في السادس من مايو/أيار المُقبل، أطلق الأهالي بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر مبادرة جديدة، قدموا فيها "انتخابات موازية" يحوز فيها المفقودون وأهاليهم على الاهتمام والمتابعة.

في خيمة الاعتصام نفسها التي انطلقت قبل سنوات، عاد الأهالي وتجمعوا، ترحّموا على من مات من الأهل بانتظار عودة المفقود أو جلاء مصيره. حلّ محل هؤلاء أقرباء آخرون، ما زالوا يُطالبون بالحق في كشف المصير.

بين هؤلاء وقفت رئيسة اللجنة، وداد حلواني، التي لم تزدها سنوات المُطالبة إلا يقينا بأحقية إنهاء ملف المفقودين بما يُرضي الأهالي. "الحل عملي وبسيط"، قالت السيدة وهي تُلقي كلمة الأهالي التي جددت فيها التأكيد على أن "المطالبة بكشف المصير يُراعي الخصوصية اللبنانية، ولا نريد مُحاسبة أحد على ارتكابات الماضي".

وجددت حلواني المطالبة بـ"قرار من مجلس الوزراء يُلزم وزارة الداخلية بجمع وحفظ العينات البيولوجية من الأهالي تمهيداً للتعرف على هويات المفقودين أحياء كانوا أو أموات"، و"إقرار مشروع القانون لإنشاء هيئة وطنية مستقلة مهمتها الكشف عن مصير المفقودين، على أن تتمتع بالصلاحيات اللازمة لتنفيذ المهمة".

إنشاء هيئة وطنية للكشف عن مصير المفقودين (حسين بيضون) 

ثم قدّم الأهالي "لائحة المفقودين في كل لبنان"، وعرضوا لوائح شطب رسمية صدرت عن وزارة الداخلية تتضمن أسماء المخفيين قسراً يحق لهم الترشح والتصويت في الانتخابات. وتضم اللائحة التي قدّمها الأهالي مفقودين من مُختلف المناطق والطوائف والمهن والانتماءات الفكرية، من الدوائر الـ15 التي نص قانون الانتخابات الجديد على إنشائها. وتلا الأهالي أسماء اللوائح الـ77 التي تتنافس في الانتخابات النيابية الحالية، وحملوها جميعا مسؤولية العمل على كشف مصير المفقودين. وتعهد الأهالي بالتصويت فقط للوائح التي تتبنى هذا المطلب.

وفي اتصال مع "العربي الجديد"، أكدت المُتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الأحمر، يارا خواجة، أن "الجهد الذي تقوم به اللجنة في جمع العينات البيولوجية من الأهالي وتحضير الكادر الجنائي العملي يحتاج إلى مواكبة رسمية من خلال إقرار مشروع قانون إنشاء اللجنة المستقلة لكشف مصير المفقودين والمخفيين قسراً".
الكشف عن مصير المفقودين (حسين بيضون) 

وبالنسبة لحملة "لائحة المفقودين"، قالت خواجة إن هذه الحملة ستبدأ من ذكرى انطلاق الحرب الأهلية اللبنانية في 13 إبريل/نيسان، وتستمر حتى 30 أغسطس/آب وهو اليوم العالمي للمفقودين. 

العناية والاهتمام بملفهم (حسين بيضون)


وتنقسم الحملة إلى "ترشيح 6 أشخاص للانتخابات عن مقعد المفقودين، وتعليق لافتات في الشوارع، وحملة على مواقع التواصل، في محاولة للاستفادة من موعد الانتخابات لجذب انتباه اللبنانيين إلى هذه القضية، حتى يركز البرلمان المُقبل على تمرير مشروع القانون".​ وختمت خواجة كلامها بالإشارة إلى أن "الأهالي لديهم مطلب واحد فقط، هو تأسيس اللجنة، والوقت هو الآن".

يتمسكون بمطالبهم المشروعة (حسين بيضون)