هل سنّ الرشد يعقب المراهقة فعلاً؟

هل سنّ الرشد يعقب المراهقة فعلاً؟

23 مارس 2019
هل هؤلاء فقط هم المراهقون؟ (أورهان آكانات/ الأناضول)
+ الخط -
يختلف الناس منذ زمن بعيد في تحديد سنّ الرشد، ولعلّ أبرز دليل على ذلك هو في السنّ المحدد للسفر المنفرد، وإجازة القيادة، والتجنيد الإلزامي، والانتخاب، والعمل، وغيرها بحسب الأمم المتحدة ومنظماتها، وبحسب الدساتير والقوانين الخاصة بكلّ دولة من الدول، تبعاً لمجتمعاتها.

في هذا الإطار، يعرض موقع "مينز هيلث" تقريراً مثيراً للجدال حول سنّ الرشد؛ الذي لا يعني البلوغ البيولوجي فحسب، بل النمو الدماغي، والنضج الفكري والسلوكي والاجتماعي، وهو السنّ الذي ينسب إلى خبراء قولهم إنّ الفرد يصل إليه في الثلاثينيات من عمره، وليس مع انتهاء مرحلة المراهقة.

وعلى الرغم من اعتبار أيّ شخص يزيد عمره عن 18 عاماً بالغاً في معظم الأحيان، فالعلماء يجادلون بأنّ أدمغتنا لا تنضج بهذه السرعة. وفي اجتماع أخير لأكاديمية العلوم الطبية في جامعة "أوكسفورد" في العاصمة البريطانية لندن، أوضح باحثون أنّ أدمغتنا تنتقل ببطء إلى مرحلة البلوغ، وهي عملية وصلت في عصرنا الحالي إلى الثلاثينيات من العمر. أوضح البروفيسور بيتر جونز، عالم الأعصاب بجامعة "كامبريدج" خلال الاجتماع: "التعريف الدقيق الشائع حول الانتقال من مرحلة الطفولة إلى البلوغ، ليس أكثر من مقولة سخيفة". تابع: "هذا التحول لا يجري فجأة وبصورة موحدة، بل يستمر على مدار ثلاثة عقود كاملة".

بدورها، توضح الدكتورة فرانسيس إي جينسين، مؤلفة كتاب "دماغ المراهق" أنّ أدمغتنا لا تتطور بشكل كامل حتى نبلغ الثلاثين. فما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لنا؟ حالة التطور طويلة الأمد تسمح لنا بتعلم المفاهيم الجديدة بسرعة أكبر، تقول. ويقول الدكتور كريستوفر وينتر، مستشار الموقع لمشاكل النوم، إنّ الناس ينامون بجودة أفضل في ثلاثينياتهم ما يعني أنّهم قادرون على تجاوز الآثار السلبية لليالي السهر. لكن، مع ذلك، فإنّ لاستمرار نمو الدماغ حتى هذا العمر سيئاته، إذا ما ارتبط بتعاطي التبغ والمخدرات والكحول، فالنمو الدماغي يجعله أكثر قابلية للاحتفاظ بضرر دائم يستمر طوال الحياة.




على صعيد متصل، استعرضت ورقة بحثية نشرت في مجلة "جاما للطب النفسي" أخيراً، 69 دراسة تبحث في كيفية استجابة أدمغة المراهقين للحشيش (القنب الهندي)، فوجدت أنّ الشباب الذين تعاطوا الحشيش بتكرار، كانوا أكثر قابلية للحصول على درجات أقلّ في اختبارات الذاكرة، وكانوا يجدون صعوبة أكبر في تعلم معلومات جديدة، وحلّ المشاكل، مقارنة بأقرانهم من غير المتعاطين.