العصر الرقمي لا يؤثّر على صداقات الأطفال

العصر الرقمي لا يؤثّر على صداقات الأطفال

27 يناير 2020
الآيباد جزء أساسي من حياة الأطفال (ماثيو لويد/ Getty)
+ الخط -
التكنولوجيا والمراهقون. يقول الأهل إن "التكنولوجيا مذهلة. ويا له من وقت لنكون فيه على قيد الحياة!". ثم يطلبون من أطفالهم رمي الأجهزة اللوحية. هذه هي حياة الأهل في العصر الرقمي، بحسب موقع "سايكولوجي توداي". لكن هل يعدّ قلق الأهل مبرراً؟

القلق 1: "لم يعد لدى الأطفال صداقات حقيقية، إذ يقضون كل وقتهم مع الغرباء من خلال الإنترنت"
الواقع: الغالبيّة العظمى من الشباب ينقلون صداقاتهم من العالم الحقيقي إلى عالم الإنترنت. لا يعني هذا أن ليس لديهم أصدقاء على الإنترنت. لكن بالنسبة لمعظم الأطفال، فإنهم يعودون إلى المنزل بعد المدرسة ويتواصلون مع أصدقائهم الذين رأوهم في الممرات في المدرسة قبل بعض الوقت. وعادة ما لا تختلف هذه الصداقات عبر الإنترنت عن الصداقات خارجه. إضافة إلى ما سبق، تُظهر أبحاث أن الأطفال الذين يتواصلون اجتماعياً عبر الإنترنت وبانتظام، يجتمعون أيضاً بشكل منتظم في العالم الواقعي، ما يبدّد المخاوف من أن الصداقات عبر الإنترنت تؤثّر على الصداقات في العالم الحقيقي.

ماذا يعني ذلك؟ هذا لا يعني ألا يتحدث الأهل مع الأطفال عن الأمان والانتباه من الغرباء عبر الإنترنت. مع ذلك، يجب ألا تهيمن هذه النقطة على الحوار بالكامل. يجب على الأهل أن يسألوا أطفالهم عن الأشخاص الذين يلعبون معهم أو يتواصلون معهم عبر الإنترنت، مع العلم أن الصداقات القوية (سواء أكانت من خلال الإنترنت أو على أرض الواقع) تشكل عامل حماية للمراهقين. من المهم تحقيق التوازن والحديث مع الأطفال وجهاً لوجه من وقت إلى آخر. كما يمكن مساعدة الأطفال في التغلب على العوائق التي تمنع خروجهم مع أصدقائهم في العالم الحقيقي مثل الوقت أو وسائل المواصلات وغيرها.

القلق 2: "لا يشارك الشباب اليوم فعلياً في الحياة السياسية. ينقرون فقط على بعض الأمور أو المواقع ويعتقدون أنهم يغيرون العالم".
الواقع: في وقت يُلاحظ كثيرون تراجع نسبة الشباب المشاركين في العملية السياسية بشكل عام، أظهرت مراجعة حديثة لأكثر من مائة دراسة أن الشباب الناشطين على وسائل التواصل الاجتماعي هم أكثر عرضة من آخرين للمشاركة في الحياة المدنية والسياسية. بل إن مشاركة الشباب في مشاريع التربية المدنية الرقمية ينعكس إيجاباً على نشاطهم في العالم الحقيقي.




وماذا يعني ذلك؟ بدلاً من الحد من استخدام الطفل لوسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت، يجب سؤالهم عمّا يفعلونه على الإنترنت وما هي اهتماماتهم، وكيف يمكنهم معرفة المزيد عن القضايا الاجتماعية والسياسية عبر الإنترنت من مصادر موثوقة؟ من المفيد تعريفهم على البرامج الخاصة بالتربية على وسائل الإعلام. ومن الجيّد أن يتعلّم الأهل بعضاً مما يتقنه أطفالهم في هذا العالم.