لم يتمكّن المسيحيون هذا العام من الاحتفال بعيد الفصح المجيد، بسبب انتشار فيروس كورونا الجديد، ما فرض على كل الكنائس في العالم إغلاق أبوابها منذ شهر مارس/ آذار الماضي، وبات المؤمنون يتابعون الصلوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. على سبيل المثال،
قرّرت بطريركية القدس للاتين أن تبث الصلوات في الأسبوع المقدّس عبر صفحتها على "فيسبوك". وكانت هناك مبادرات متشابهة من قبل كهنة الرعايا في فلسطين والأردن ولبنان.
ولا شكّ أنّ أجواء العيد تختلف هذا العام بسبب الوضع الراهن والحجر المنزلي الذي فُرض على الناس في معظم دول العالم. وهذه أوّل مرة تغلق فيها الكنائس أبوابها، ما دفع المؤمنين إلى الصلاة من البيت. الوضع في فلسطين لا يختلف عن بقية دول العالم، علماً أن التشدد في المنطقة الخاضعة للسلطة الفلسطينية وقطاع غزة أكثر من باقي المناطق، بسبب النقص في آلات التنفس الاصطناعي.
أما الوضع في المدن الفلسطينيّة في الداخل فمختلف قليلاً بسبب السياسة الإسرائيليّة التي تعطي الأولويّة لمتابعة الوضع الصحي لمواطنيها، ومن ثم المجتمع العربي الفلسطيني الذي يعاني من جراء التجاهل والتمييز والعنصرية منذ عشرات السنين من قبل حكومة الاحتلال.
وبحسب الأرقام الرسمية الصادرة عام 2019، يوجد نحو 177 ألف مسيحي داخل الخط الأخضر، غالبيهم من العرب الفلسطينيين. كما أن الغالبية تتبع الكنيسة الغربيّة (الكاثوليكيّة)، خصوصاً في الجليل الفلسطينيّ. ولأول مرة في التاريخ، يحتفل هؤلاء بعيد الفصح من البيوت، مكتفين بمتابعة الصلوات عبر الشاشات من دون الاحتفالات الشعبيّة التي تتلو الصلوات، ألا وهي الاستعراضات الكشفيّة والأمسيات الاحتفاليّة الخاصة بهذا العيد.
ويقول كاهن رعية اللاتين في يافا الأب أوغسطين بيلايو، لـ "العربي الجديد"، إنّ "هذه أول مرة أحتفل بعيد الفصح من دون مشاركة المؤمنين. ككاهن، ليس من السهل التعامل مع وضع كهذا. من جهة أخرى، نحن ننسى هبات الله منذ ولادتنا التي ترافقنا يومياً، كما نُعدّ محظوظين نسبة لمسيحيين آخرين يعانون من صعوبات في حياتهم". يضيف: "يجب على البشرية أن تتغير للأفضل وتتغلّب على فيروس قديم، ألا وهو فيروس الأنانيّة الذي يعطي شعوراً لبعض الناس بأنهم كالآلهة. من هنا، أشدّد على تقوية العائلة، لأنّ العائلة هي الأساس والكنيسة الأولى والمصغّرة، ومن دونها لا توجد استمراريّة للبشرية والمجتمع".
وختم حديثه قائلاً: "كمسيحيين في دولة غير مسيحيّة نستغل هذا الوضع من أجل المساعدة ومد يد العون للمحتاجين، لأننا رسل للمسيح الذي جاء إلى هذا العالم ليبشر بالمحبة والسلام، وعلينا أن نتمم تعاليمه السامية".
اقــرأ أيضاً
وشهدت مدينة الرملة مبادرات خيرية لمساعدة المحتاجين من قبل الكنيستين اللاتينيّة والأرثوذكسيّة، في ظل البطالة التي ازدادت نسبتها نتيجة الحجر المنزلي وبقاء أكثر
من مليون شخص في البيوت عاطلين من العمل، من بينهم الفلسطينيون العرب.
ويقول أحد المحتفلين بعيد الفصح، وهو من سكّان يافا، لـ "العربي الجديد": "هذا العيد
بالفعل غير مألوف بسبب إغلاق الكنائس والأوامر بعدم التجمهر ومنع الصلوات الجماعيّة والاحتفالات التي تليها كالاستعراضات الكشفيّة والاحتفالات الموسيقيّة وتبادل التهاني".
ويضيف: "نأمل أن تمر هذه الفترة العصيبة بخير وأن نتخطاها، لنعود إلى حياتنا الطبيعيّة، ومن يافا نقول للجميع فصحاً مجيداً وكل عام وجميع البشرية بخير. نطلب من الله أن يمنحنا حياةً أفضل عن قريب".
وكبديل من البركة المقامة وقت الصلوات في الأيام العادية، بارك، ظهر اليوم، الأب أوغسطين من على سطح الكنيسة بركة القربان الأقدس.
ويضيف: "نأمل أن تمر هذه الفترة العصيبة بخير وأن نتخطاها، لنعود إلى حياتنا الطبيعيّة، ومن يافا نقول للجميع فصحاً مجيداً وكل عام وجميع البشرية بخير. نطلب من الله أن يمنحنا حياةً أفضل عن قريب".
وكبديل من البركة المقامة وقت الصلوات في الأيام العادية، بارك، ظهر اليوم، الأب أوغسطين من على سطح الكنيسة بركة القربان الأقدس.