قطر: حظر العمل تحت أشعة الشمس... وتوزيع مناهل شرب للطيور

16 يونيو 2019
حماية الطيور في الحرّ (العربي الجديد)
+ الخط -
تعيش قطر أجواءً حارة مع تجاوز درجات الحرارة منتصف الأربعينات في العاصمة الدوحة لتصل إلى 48 درجة في بعض المناطق الخارجية، كما ترتفع نسب الرطوبة ما دفع إدارة الأرصاد الجوية القطرية إلى توجيه تحذير لتجنب التعرض المباشر لأشعة الشمس.

واعتبر مدير إدارة الأرصاد الجوية بالهيئة العامة للطيران المدني، عبد الله المناعي، أن درجات الحرارة المسجلة حالياً طبيعية، ولم تشهد ارتفاعات غير مسبوقة، مشيراً في تصريح صحافي سابق إلى أن درجات الحرارة المسجلة في الشهر الجاري لم تتجاوز ما تم تسجيله في شهر يونيو/ حزيران من العام الماضي، إذ بلغت أعلى درجة حرارة مسجلة في الأيام الماضية 48.2 درجة مئوية، استناداً على السجلات المناخية الموجودة في قسم المناخ في إدارة الأرصاد الجوية.

بدورها حظرت وزارة التنمية الإدارية والعمل والشؤون الاجتماعية، العمل في الأماكن المكشوفة وقت الظهيرة، وحددت ساعات العمل الصيفية في هذه المواقع بألا تزيد عن 5 ساعات في الفترة الصباحية، ولا تتجاوز الساعة الحادية عشرة والنصف ظهراً، ويستمر ذلك لغاية 31 أغسطس/ آب المقبل.

وألزمت الوزارة كل صاحب عمل أن يضع جدولاً بتحديد ساعات العمل اليومية في مكان ظاهر يسهل على العمال الاطلاع عليه، ويستطيع مفتشو العمل ملاحظته عند زياراتهم التفتيشية، على أن يتعرض المخالفون لغلق مكان العمل لمدة لا تتجاوز الشهر.

وتبدأ إدارة تفتيش العمل بوزارة التنمية الإدارية بتنفيذ خطة لمراقبة أوضاع العمال خلال فترة الظهيرة، للتأكد من التزام الشركات بعدم تشغيل العمال تحت أشعة الشمس المباشرة في الفترة من الحادية عشرة صباحاً وحتى الثالثة مساء طبقاً للوائح والقوانين المحددة، مع التأكيد على ضرورة توفير أماكن راحة جيدة التهوية ومزودة بأجهزة تكييف وتتوافر فيها المرطبات والمياه المثلجة، حتى يرتاح فيها العمال في فترة الظهيرة التي يتوقفون فيها عن العمل.

منع العمل في المواقع الخارجية ظهراً (العربي الجديد) 

ومع هجوم الحرّ، وزعت وزارة البلدية والبيئة العشرات من مشارب المياه كموئل للطيور والعصافير للشرب، وذلك في الحدائق والمنتزهات العامة، ضمن خطة تشمل 100 حديقة إلى جانب 30 من المتنزهات العامة، وتستهدف تغطية أرجاء البلاد ومن شأنها أن تؤدي لتضاعف أعداد الطيور.

واستهلت الخطة قبل أيام انطلاقاً من حديقة السيلية أبو نخلة التابعة لبلدية الريان في الدوحة، وعلقت على أغصان أشجارها مشارب تحتوي على مياه لشرب العصافير والطيور.

وقال مساعد مدير إدارة الحدائق، محمد إبراهيم السادة، في تصريح صحافي، أن فكرة المبادرة نبعت من الإدارة على أساس توزيع هذه المشارب من أجل المحافظة على الحياة الفطرية بالحدائق والمتنزهات، لافتاً إلى أن المشارب تعتبر وسيلة لزيادة أعداد الطيور وحمايتها من ارتفاع الحرارة خلال الصيف.

توفير الماء والطعام للطيور  (العربي الجديد) 

وفي مبادرة خيرية مماثلة، أطلقت المؤسسة العامة للحي الثقافي "كتارا" مشروعها الخاص بسقيا الطيور والحمام في الأماكن العامة والفضاءات المفتوحة، بدأت اليوم الأحد، من خلال توزيع صناديق خشبية تُملأ بالماء، صُنعت خصيصاً لحماية الطيور من الأضرار التي يمكن أن يسببها العطش.

تأتي هذه المبادرة من صميم التراث القطري، إذ عرف المجتمع القطري هذه التقاليد من خلال توفير مياه الشرب لسقي النباتات والحيوانات والطيور، وخاصة الحمام، الذي يعتبر جزءاً هاماً من البيئة القطرية، وذلك انطلاقاً من تعاليم الدين الحنيف الذي يعتبر سقيا الماء من أفضل وأعظم الصدقات الجارية.


كما جهزت "كتارا" أكثر من ألف صندوق خشبي مجاني لهذه الغاية، يمكن تركيب الصندوق بسهولة في الفضاءات المفتوحة، ويتميز بتزويده بطبق زجاجي بداخله ليجمع الماء عبر خرطوم ممتد من صنبور مياه قريب، ويعمل الخرطوم بشكل تلقائي لأنه مزود بحساسات تقطع تزويد المياه عند امتلاء الطبق الزجاجي. كما توجد بالصندوق عدة ثقوب وفتحات من جميع الجهات كي تسمح بدخول الحمام إلى داخله وشرب الماء مستظلين بالصندوق.
دلالات
المساهمون