"صواريخ ورقية"... رسائل بمطالب الثوار إلى مسؤولي لبنان

25 يناير 2020
علّ المطلب يصل إلى المسؤولين (حسين بيضون)
+ الخط -
بعيداً عن الحجارة والمفرقعات التي تُطلق خلال المواجهات بين القوى الأمنية والمحتجين في وسط العاصمة اللبنانية بيروت، يلجأ مروان نصار إلى "الصواريخ الورقية" لتدوين مطالب الناس عليها، وإطلاقها باتجاه مجلس النواب والسراي الحكومي، علّ رسائل الشعب اليائس والموجوع تصل إلى المسؤولين.

يقول نصار لـ"العربي الجديد"، وهو رجل أعمال تأثر عمله نتيجة الأزمة الاقتصادية التي سبقت انتفاضة 17 أكتوبر/ تشرين الأول، إنّ هذا ما دفعه إلى النزول إلى الشارع وإطلاق صرخة باسمه وبصوت جميع اللبنانيين "لأن الوجع واحد، لكن بطريقة سلمية". من هنا جاءت مبادرته الفردية بإطلاق صواريخ من ورق عند المدخل المؤدي إلى ساحة رياض الصلح وسط العاصمة بيروت حيث مقر السراي الحكومي، يكتب عليها المنتفضون عبارات ومطالب، آملين أن تصل إلى المسؤولين.

ويُشدّد ابن بيروت على أنه مؤمن بلبنان على الرغم من الظروف التي تحيط به، ويتمسك بهذه الأرض والانتفاضة، ولو تحولت إلى أعمال عنفٍ، كما يقول.


بدورها، تقول الناشطة شيرين عجوز إنّها شاركت في هذه المبادرة، لأنها قادرة على إيصال رسالة من ورق بدل استخدام وسائل أخرى، على الرغم من أنها لا تنكر حماستها لحمل الحجارة ورشقها باتجاه كل مؤسسة مشاركة في إفقار اللبنانيين وتجويعهم. تضيف، لـ"العربي الجديد"، أنها ابنة بيروت وتعيش مع زوجها وأولادها الثلاثة في طرابلس شمالي لبنان، منذ عشر سنوات. وأرادت أن تساهم من خلال مشاركتها في إظهار الوجه الحقيقي لعاصمة الشمال بدلاً من تشويهها من خلال إلصاق تهمة الشغب بأبنائها.


وتؤكد عجوز أنها تنزل إلى الشارع من أجلها ومن أجل عائلتها وكل الشعب اللبناني، لكنها تفضّل التحركات السلمية كي تعود سالمة إلى منزلها وأحبائها، لكنها في الوقت نفسه تتفهم ترجمة البعض لغضبهم بوسائل غير سلمية. وتقول إنهم محقون ولا يمكن تحميلهم مسؤولية تدمير الحجر. 




والمبادرة التي أطلقها مروان لاقت تفاعلاً من قبل المنتفضين الذين شاركوا فيها وكتبوا "لا ثقة"، "كلن يعني كلن"، "يسقط حكم الفاسد"، وغيرها من الرسائل التي باتت خبز اللبناني اليومي.