- سان مارينو، التي تعد خامس أصغر دولة في العالم، تحتل المرتبة الأخيرة في تصنيف "فيفا" للفرق الوطنية، بتاريخ يشهد على خسارة 193 من أصل 202 مباراة، مما يعكس التحديات الكبيرة التي يواجهها الفريق.
- فيتايولي وزملاؤه، الذين يجمعهم الشغف والأمل في تحقيق الانتصار الثاني، يجدون الرضا في اللحظات الصغيرة ويحلمون بتحقيق انتصار يعد بمثابة الإنجاز الأعظم لهم ولبلادهم، معتبرين كل تضحية جديرة بالاهتمام في سبيل تمثيل بلدهم.
مر 17 عاماً تقريباً منذ أن مثل قائد سان مارينو ماتيو فيتايولي، اللاعب صاحب أكبر عدد من المباريات في تاريخ البلاد، فريقه الوطني لأول مرة، لكنه لم يحتفل بعد بأي انتصار.
عقدان و136 مباراة تخللتها هزائم ساحقة وفرص غريبة، منذ أن سجلت سان مارينو، خامس أصغر دولة في العالم، الفوز الوحيد في تاريخها.
وقال فيتايولي في حوار مع "بي بي سي سبورت": "أسوأ ذكرى كانت المباراة خارج أرضنا أمام هولندا عام 2011، والتي انتهت بنتيجة 11-0. لقد كانت النتجية 8 أو 9 دون مقابل، ولا يزال هناك الكثير من الوقت المتبقي وأتذكر دعم المشجعين لهولندا لرؤية المزيد من الأهداف".
ووفقاً لإحصائيات "فيفا"، فإن سان مارينو، هو أضعف فريق كرة قدم وطني في العالم، وهو الفريق الذي خسر 193 من أصل 202 مباراة خاضها.
وفرط فيتايولي وزملاؤه في فرصة لكتابة التاريخ لبلادهم قبل أيام، عندما استقبلوا منتخب سانت كيتس ونيفيس، الدولة الكاريبية التي تتقدم بـ63 مركزاً على سان مارينو وتحتل المركز 210، حيث تقدموا بهدف قبل أن يخسروا بعدها 1-3.
انتصار يتيم
ويظل انتصار سان مارينو الوحيد، هو الفوز الودي 1-0 على ليختنشتاين في إبريل/ نيسان 2004، عندما سجل آندي سيلفا ذلك الهدف التاريخي، وهو بالمناسبة الهداف الأفضل هناك برصيد 8 أهداف.
لذا يأمل مجموعة من لاعبي سان مارينو، وهم أغلبهم من الهواة، في تحقيق الانتصار الثاني، في الوقت الذي يفخرون به بشدة بارتداء الزي الأزرق السماوي للبلاد.
فيتايولي، الذي يعمل كمصمم غرافيك إلى جانب كرة القدم، يتدرب بشكل جيد دائما، ويحرص على تحقيق التوازن بين كرة القدم الدولية، ومتطلبات الحياة اليومية.
وقال فيتايولي عن هذا: "الأمر صعب، لكن حب المنتخب الوطني في بلدك والفرصة التي يمثلها لعب كرة القدم الدولية يدفعنا للاجتهاد. هناك العديد من المحترفين الذين لا يحصلون على الفرصة والشرف للعب المباريات التي نلعبها، هو ما يجعل التضحيات جديرة بالاهتمام".
ووسط عقود من عدم تحقيق الانتصارات، وهزائم مؤلمة من رقمين، أكبرها هزيمة ساحقة 13-0 أمام ألمانيا في عام 2006، ومع عدم وجود أمل في التأهل لبطولة كبرى في أي وقت قريب، ساعدت الخلفيات المتواضعة للاعبي سان مارينو على التماسك معًا.
وهذا يعني أيضًا أن تلك اللحظات التي تبدو صغيرة، مثل تسجيل هدف غير مهم في هزيمة ثقيلة أو حتى تحقيق التعادل السلبي، أصبحت أكثر متعة.
وأضاف فيتايولي: "لقد كنت جزءًا من المنتخب الوطني منذ ما يقرب من 20 عامًا. وكانت روح المجموعة وقدرة اللاعبين على تكوين فريق هي العنصر الأساسي. سيكون الحلم النهائي أن أكون جزءًا من فريق سان مارينو الذي يحتفل بتحقيق الانتصار الثاني. ربما سيمثل ذلك أفضل شعور بالرضا شعرت به على الإطلاق، وليس بالنسبة لي فقط، بل أيضا بالنسبة للمدرب وزملائي والشعب في سان مارينو".