ميسي وبرشلونة: أسئلة وفرضيات حول النهاية الغامضة والوجهة المقبلة

ميسي وبرشلونة: أسئلة وفرضيات حول النهاية الغامضة والوجهة المقبلة

06 اغسطس 2021
أين سيلعب ميسي في الموسم المقبل (Getty)
+ الخط -

لم يتوقع أحد أن يخرج فريق برشلونة الإسباني ببيان رسمي يُعلن فيه أن رحلة ليونيل ميسي انتهت مع النادي وسيُغادر بشكل رسمي، أقله لم يتوقع أحد هذا القرار الآن، خصوصاً أن كل المؤشرات كانت تؤكد اقتراب "البولغا" من تجديد عقده حتى عام 2025، لكن كل شيء انتهى فجأة وبطريقة قاسية.

توقيت مشبوه وإعلان مفاجئ

فجأة وبدون أي إنذار سابق، أعلن برشلونة في بيان رسمي عدم استمرار ليونيل ميسي بسبب فشل المفاوضات الأخيرة قبل توقيع العقد رسمياً. توقيت غريب ومشبوه لأن ميسي والنادي كانا اتفقا سابقاً على عملية التجديد، لكن الإعلان المفاجئ لم يتعلق فقط ببيان رسمي، بل أكثر من ذلك.

فبعد ساعة فقط من الإعلان الرسمي عن رحيل ميسي وتركه برشلونة، نشر الفريق فيديو وداعياً خاصاً للأرجنتيني، والذي يحتاج ربما لأكثر من ساعتين من التحضير (خصوصاً أنه تضمن لقطات لكل مسيرة ميسي مع برشلونة)، وسريعاً أزال الفريق صورة ميسي من القسم الخاص باللاعبين الحاليين على الموقع الرسمي، الأمر الذي أثار الكثير من التساؤلات بسبب تسارع الأحداث في هذه القضية "الشائكة".

هذه السرعة في إبعاد ميسي عن برشلونة وبشكل مفاجئ تثير الكثير من الشكوك وتطرح الكثير من الأسئلة، لأنه من غير الممكن أن يتم التجهيز لرحيل أسطورة مثل ميسي في غضون ساعات، فالأمر يحتاج ليوم كامل، إلا أن برشلونة أنجز المهمة في ساعة بأسلوب غريب.

موقف
التحديثات الحية

القانون فوق الجميع

وفقاً للمعطيات الحالية، فإن قانون رابطة "الليغا" الذي يتعلق بتحديد سقف للرواتب لكل أندية الدوري هو "العائق" الأساسي الذي منع برشلونة من تسجيل ليونيل ميسي في لوائح النادي لموسم 2021-2022، وذلك لأن تسجيله سيعني تخطي النادي "الكتالوني" السقف الذي حددته الرابطة.

طبعاً رابطة "الليغا" رفضت مُسبقاً تعديل القانون لكي يُتيح لبرشلونة تسجيل ميسي، رغم أن الرئيس خافيير تيباس أشار في وقت سابق إلى أنه يريد بقاء ميسي في الدوري ولا يريد مغادرته، إلا أن الأمور حالياً تؤكد أن القانون فوق الجميع ولا يُمكنه تخطيه مهما كلف الأمر.

وما يدعم أن "قانون" الليغا" الخاص بسقف الرواتب هو سبب رحيل ميسي بسرعة، هو ما أشارت إليه الصحف الإسبانية في وقت سابق وهو أن برشلونة يُحاول تخفيف فاتورة الرواتب في النادي ويريد ترحيل بعض اللاعبين وتخفيض أجور لاعبين، وكل هذا من أجل الوصول إلى السقف المُحدد قانونياً، وبالتالي إمكانية تجديد عقد ميسي وتسجيله رسمياً.

ورقة ضغط وحرب سلطة؟

منذ الدقائق الأولى بعد إعلان رحيل ميسي، طُرحت الكثير من الأسئلة، ومن بينها التي تتعلق بإمكانية أن يكون البيان الرسمي الخاص بالرحيل هو بمثابة ورقة ضغط على رابطة "الليغا"، وتحديداً الرئيس خافيير تيباس، وذلك من أجل تعديل القانون والسماح لميسي بتجديد عقده وتسجيله في اللوائح.

والمُلفت أنه بعد ساعات كشف برشلونة في بيان رسمي رفضه عرض الـ"CVC" الذي أعلنت عنه رابطة "الليغا"، والذي يتعلق باستثمار مالي ضخم تصل قيمته إلى حوالي 3 مليارات يورو (ستنال الأندية حصة كبيرة منه لتحسين وضعها الاقتصادي)، لكن الرفض ربما يكون أحد أسباب رفض تجديد عقد "البولغا".

فبرشلونة وريال مدريد رفضا التوقيع على هذه الصفقة لأنها ستُرتب عليهما ديوناً مالية لمدة 50 سنة تقريباً، فكل فريق سيحصل على 300 مليون، على أن يتم رد المبلغ بقيمة تصل إلى 900 مليون يورو، وهذه الصيغة دفعت برشلونة لرفض التوقيع، الأمر الذي جعل الرابطة تردُ ربما بقرار رفض تجديد عقد ميسي.

وكأن الأمر تحول إلى حرب سلطة وقوة بين برشلونة ورابطة "الليغا" تحت عنوان: "التوقيع على الصفقة يعني السماح لميسي بتجديد العقد وتسجيله، أما عدم التوقيع فيعني أن لا مكان لميسي في برشلونة بعد الآن"، مع التنويه بأن "الليغا" ستخسر كثيراً من قيمتها التجارية والجماهيرية مع رحيل ميسي وستضرر صورتها كثيراً.

فهل تندرج القضية في إطار ورقة ضغط يلعبها الطرفان (برشلونة و"الليغا") وهل هي بمثابة حرب صغيرة للتوصل إلى اتفاق يُرضي جميع الأطراف؟ أم أن القصة انتهت وميسي سيبدأ بالجث عن فريق جديد لكي يلعب معه في موسم 2021-2022؟

باريس أو "سيتي"؟

بعيداً عن كل التساؤلات من هنا وهناك، يبدو أن أمام ليونيل ميسي وجهتين لا ثالثة لهما إلا لو قرر عدم اللعب في أوروبا. الخيار الأول لميسي هو الانتقال إلى فريق باريس سان جيرمان الفرنسي واللعب إلى جانب نيمار من جديد، خصوصاً أن النادي "الباريسي" سبق أن أبدى اهتمامه الكبير بالتعاقد مع الأرجنتيني، وبشكل خاص بعد نهاية عقده قبل أشهر.

أما الخيار الثاني لميسي فهو مانشستر سيتي الإنكليزي الذي يقوده المدرب الإسباني بيب غوارديولا، الذي لديه علاقة مُميزة مع "البولغا". ولكن، في الحالتين هناك عوائق كثيرة منها مالية ومنها إدارية ربما تمنع حصول هذه الصفقة في سوق الانتقالات الصيفية الحالية.

بالنسبة للنادي "الباريسي" سيكون عليه التخلي عن كيليان مبابي أولاً وبعض اللاعبين لتسجيل ليونيل ميسي، خصوصاً أن شروط ميسي ستختلف عما طلبه في برشلونة، كما أن التعاقد مع ميسي سيرتب على الرئيس ناصر الخليفي إيجاد الحلول لعدم الدخول في أزمة مع الاتحاد الأوروبي وخرق قانون "اللعب المالي النظيف"، خصوصاً أنه أجرى الكثير من الصفقات الجديدة هذا الصيف.

في المقابل، يبدو الأمر أصعب على مانشستر سيتي، خصوصاً بعد تعاقده مع جاك غريليتش، إذ سيترتب على "سيتي" تسريح لاعبين لتفادي خرق قانون "اللعب المالي النظيف"، وكذلك قدرته على دفع متطلبات ميسي في العقد الجديد، مع التنويه بأن ما سيطلبه الأرجنتيني مجهول ولن يُكشف إلا في حال بدأت المفاوضات.

المساهمون