أرسنال وبرشلونة..تكتيك متطور..وسلاح فتّاك

أرسنال وبرشلونة..تكتيك متطور..وسلاح فتّاك

24 فبراير 2016
برشلونة عرف كيف ينتصر(العربي الجديد-Getty)
+ الخط -

توقع أغلب المتابعين مباراة هجومية بين الفريقين، وأداء سريعا مع نسق عال، كعادة مباريات آرسنال وبرشلونة في السنوات الأخيرة، لكن أرسين فينغر فاجأ الجميع بخطة متوازنة إلى حد كبير في البدايات، على طريقة مباراة الإمارات هذا الموسم ضد بايرن ميونخ، وساعده في ذلك بطء حركة لاعبي برشلونة، مما أثر بالسلب على طريقة بناء الهجمة من الخلف إلى الأمام.

بداية غير متوقعة
كعادة الكتلان، لعب لويس إنريكي بخطته المفضلة في المباريات الكبيرة، 4-3-3 دون تغيير، مع الرهان على ثلاثي الوسط، بوسكيتس في الارتكاز الدفاعي، راكيتيتش على اليمين ليغطي خلف ميسي، وإنييستا مائلا على اليسار لمساندة نيمار، وترك لويس سواريز في قلب الهجوم، كساعد رئيسي في كتيبة المهاجمين.

راهن المدفعجية على طريقة قريبة من 4-4-1-1 في الحالة الدفاعية، رامسي وكوكلين في العمق، مع تشامبرلين وأوزيل على الأطراف، وفي الهجوم جيرو وخلفه أوزيل، بينما عند الاستحواذ، ينطلق سانشيز وأوكس خلف أظهرة برشلونة، ويتحرك سريعا رامسي على مقربة من أوزيل في صناعة اللعب، لتصبح الخطة أقرب إلى 4-1-4-1.

بدون تسديدة
أضاع سواريز فرصة يتيمة في آخر الشوط الأول، لكن لعب أصحاب الأرض بشكل أفضل خلال أول 45 دقيقة، بفضل تكتيك فينغر الجديد هذا الموسم. بدا الفرنسي وكأنه عجوز حقيقي، شيخ يعرف ماذا يريد في آخر أيامه داخل ميادين اللعبة، لذلك لم يندفع مثل السابق، وابتعد تماما عن روح المغامرة، ليلعب ببراغماتية يُحسد عليها، ويُجبر لاعبي برشلونة على تدوير الكرة دون فائدة إيجابية، من أجل إجبارهم على التسرع.

وفي حالة قطع الكرة، هذا ما يحلم به فينغر من البداية، ينطلق اللاعبون الإنجليز إلى الأمام، نحو مرمى برشلونة بشكل جماعي غير تقليدي. ينطلق جيرو بشكل عمودي تجاه منطقة الجزاء، يقترب أوزيل من الثلث الهجومي الأخير، ويقطع سانشيز بشكل قُطري في العمق، لتتم صناعة الفراغ اللازم للاعب الثالث، الهارب من الرقابة، وتشامبرلين أتته الفرصة على طبق من ذهب، لكن أضاعها بغرابة، وكانت هذه اللقطة نقطة سلبية مست أفكار فريقه بشدة.

لأول مرة في كل مباريات لويس إنريكي مع برشلونة، لم يسدد الفريق أي تسديدة على المرمى خلال الشوط الأول، ويعود الفضل في هذه الإحصائية إلى نجاعة خطة آرسنال، وتضييق الفراغات بين وسط برشلونة وهجومه، مع إغلاق الأطراف تماما بثنائي على كل جانب، مما جعل ميسي ونيمار يدخلان في النهاية إلى العمق بحثا عن أي فراغ.

ضريبة التحفظ
"أنت تحتاج إلى شوط أول بهذا الشكل، حتى تؤدي شوطا ثانيا بشكل آخر، كلما حل الإرهاق زادت الفراغات أمامك"، كانت هذه العبارات للمدرب لويس إنريكي خلال المؤتمر الصحافي بعد المباراة، وهذا ما وضح باختصار خلال نصف الساعة الأخير، لأن طريقة لعب آرسنال تتطلب مجهودا بدنيا مضاعفا، خصوصا من لاعبي الوسط والهجوم.

لاعب مثل سانشيز يعود إلى المنتصف باستمرار، يضغط بقوة على حامل الكرة في نصف ملعب برشلونة، يتحول إلى الجناح الدفاعي أمام زميله الظهير، كذلك رامسي الذي لعب كوسط "بوكس تو بوكس" في الدفاع والهجوم، بالإضافة إلى المجهود المضاعف لثنائي الأظهرة، لذلك مع مرور الدقائق، زاد الحمل البدني لأصحاب الأرض، مما جعل ضغطهم يقل تدريجيا، فحصل نجوم برشلونة على مساحات أكبر.

يعكس هدف ميسي الأول قيمة الثلاثي الهجومي الرهيب، تمريرة إنيستا إلى نيمار بعد هجمة آرسنال، يحصل البرازيلي على الكرة بين أكثر من لاعب، لكنه يعرف كيف وأين يمرر، تمريرة كاسرة لكافة الخطوط، لينطلق سواريز بالهجمة ويعيدها إلى نيمار، الذي يلعبها على طبق من ذهب للأرجنتيني، ميسي جول!

تطور الفريقين
رغم فوز برشلونة بهدفين واقترابه من الدور ربع النهائي، إلا أن المباراة أظهرت تقاربا واضحا بين الجانبين في معظم تفاصيلها، وظهر بوضوح تطور فريق آرسنال على الصعيد الدفاعي، من خلال تضييق الفراغات أمام منطقة دفاعهم، لكن عاب الفريق أمرين، سوء عملية التحولات إلى الهجوم، مع ضياع فرص سهلة لأكثر من لاعب على رأسهم جيرو ورامسي في الشوط الثاني.

بينما لم يلعب برشلونة أقوى مبارياته هجوميا، لكنه تطور بشكل مضاعف في مسألة المرتدات، وهذا ما أضافه لويس إنريكي خلال الفترة الماضية، وساعده في ذلك طمع المنافسين، فالبارسا لم يعد الفريق الذي يسيطر على كل تفاصيل المباراة كالسابق، لكنه لا يزال محافظا على رونقه، مضيفا الجانب المرتد إلى لعبته، من خلال التمريرات العمودية والتحركات الخاطفة للثلاثي المدمر في الأمام، الـ MSN يحكم!

اقرأ أيضا..
فينغر..المدرب الأكثر تلقياً للهزائم في تاريخ دوري أبطال أوروبا

المساهمون