الطرد وأمور أخرى.. عوامل وضعت الريال أمام نصف النهائي

13 ابريل 2017
ريال مدريد حقق فوزاً ثميناً أمام البايرن (Getty)
+ الخط -

 

قطع الريال شوطاً كبيراً نحو الوصول إلى نصف نهائي دوري الأبطال، بعد فوزه المهم والمستحق على بايرن ميونخ بهدفين مقابل هدف، على ملعب الأليانز أرينا بالأراضي الألمانية، ليضع رجال المدرب زيدان أول قدم في المربع الذهبي، ويبتعد البافاري كثيراً عن الصراع، بعد السقوط في فخ الهزيمة على ملعبه وبين جماهيره. ويرشح كثيرون الفريق الملكي للحفاظ على اللقب، بعد نجاحه في هزيمة بطل ألمانيا، لكن لا يزال الوقت مبكراً لهذه التوقعات، خصوصاً أن مباراة الإياب لم تبدأ بعد، وبسبب اختلاف حال شوطي المباراة، من بداية قوية لبايرن ثم عودة مختلفة للريال في الدقائق الأخيرة.

بداية متوقعة
استبعد أنشيلوتي مهاجمه ليفاندوفيسكي قبل المباراة بساعات، حتى لا تتفاقم إصابته، ليضع رهانه على توماس موللر في قلب الهجوم، أمام كلٍّ من ريبري وروبين على الأطراف، مع خط وسط ثلاثي يبدأ بتشابي ألونسو وينتهي بالثنائي تياغو وفيدال، دون المساس بالرباعي الخلفي، فقط خافي مارتينيز مكان هوملز المصاب، ليلعب الإيطالي بخطته المفضلة هذا الموسم، 4-3-3 الهجومية بالكرة ومن دونها.

خسر البايرن جزءاً كبيراً جداً من قوته بعد غياب ليفا، فبديله موللر يمر بموسم كارثي على كافة المستويات، لا يشارك كثيراً ولا يسجل أهدافاً غزيرة، وبالتالي فقد الفريق أهم ثقل يمتلكه في المركز 9 بالقرب من مرمى المنافسين، ليترك الريال عمق الهجوم ويهرب تجاه الأطراف، أملاً في استغلال مهارة روبين واندفاع ريبري، لكن الأمور لم تتحسن بسبب ابتعاد توماس عن زملائه واستسلامه للرقابة بين راموس وناتشو.

أما زيدان فلعب بنفس أسلوبه المعتاد، رونالدو وبيل رفقة بنزيمة في الهجوم، ومودريتش مع كروس أمام كاسيميرو الوسط، مع وضع ناتشو مكان بيبي المصاب في رسم 4-3-3، لكن الفريق أيضاً لعب فقط للدفاع في الشوط الأول، وكانت محاولاته ضعيفة للغاية، مع زيادة المساحات بين لاعبي الوسط والدفاع، مما جعل البايرن في وضع أفضل خلال أول 45 دقيقة.

تياغو ألكانترا
نجح تياغو ألكانترا في فرض كلمته في البداية، القادم من برشلونة هو أهم لاعب في وسط بايرن، لأنه يجمع بين المهارة والذكاء في اللعب، بالتمرير الإيجابي الكاسر للخطوط والتحركات المثمرة حول دائرة المنتصف، ليعطي أريحية كبيرة لفيدال من أجل التقدم لمساندة الهجوم، ويربط مع روبين على اليمين بدعم واضح من لام، ليحصل البافاري على أكثر من فرصة من الجبهة اليمنى، خصوصاً مع ضعف ارتداد رونالدو ومشاكل مارسيلو الدفاعية.

وصل كارلو إلى مبتغاه سريعاً بهدف من ضربة ركنية، ليسيطر لاعبوه على مجريات اللعب تماماً، ويتم فصل خط وسط الريال عن هجومه، لتقل بشدة الكرات التي تصل إلى رونالدو وبيل. ولم يتوقف المضيف عند هذا الحد، ليدخل روبين وريبري في العمق، وتبدأ عملية خلخلة دفاعات مدريد في أكثر من هجمة، ليقترب فيدال من إضافة الهدف الثاني، عن طريق الدخول إلى منطقة الجزاء واستلام عرضيات روبين الخطيرة.

ثم جاءت نقطة التحول الكبيرة بضربة الجزاء التي حصل عليها الفريق المتقدم، لكن فشل اللاعب اللاتيني في تحويلها داخل الشباك، لينتهي الشوط الأول بفارق هدف واحد، وتنقلب الأمور رأساً على عقب في النهايات، وكأن هذا الإخفاق كان البداية الفعلية لانهيار بايرن في ما تبقى من عمر المواجهة.

نقطة التحول
يعاني البايرن بشدة من ارتفاع سن معظم نجومه، تشابي ألونسو، روبين، وفرانك ريبري كلهم فوق الثلاثين، وبالتالي من الصعب اللعب بنسق قوي طوال التسعين دقيقة في مثل هذه المباريات السريعة. هكذا بدأ الريال يستعيد قوته بعض الشيء، بسبب انخفاض لياقة ريبري وضعف ارتداده الدفاعي، مع كبر سن تشابي ألونسو أيضاً وحاجته إلى وجود داعم مستمر بجواره في التغطية، لتبدأ الفراغات في الظهور في مناطق أسفل الأطراف وداخل صندوق العمليات أمام مرمى نوير.

عادل الميرنغي الكفة بهذه الطريقة مستغلاً قوة أظهرته في الهجوم والمساندة الفعالة، لينطلق كارفخال بعيداً عن الرقابة ويلعب العرضية السحرية إلى رونالدو الذي وضعها بثقة في الشباك. بعدها احتاج أنشيلوتي إلى استعادة زمام المبادرة، لكن الطرد السريع لمدافعه خافي مارتينيز قضى تماماً على أحلامه، ليظهر البافاري بصورة سيئة حتى نهاية المباراة، خصوصاً مع تعديلات أتشيلوتي التي لم تضف أي جديد بل رجحت الكفة لصالح الضيوف.

خرج ألونسو سريعاً ودخل برنات، ثم دوغلاس كوستا مكان ريبري، ليلعب البايرن بطريقة قريبة من 4-4-1-0 بتواجد تياغو وفيدال كثنائي محوري أمام رباعي يبدأ بلام ويمر عبر ألابا وبواتينغ لينتهي بالإسباني برنات على اليسار، لكن هذا الأمر لم يوقف الهجوم المضاد، بسبب صعوبة اللعب من دون محور ارتكاز صريح، لذلك كان الأولى الدفع بكيميتش كلاعب حر في الوسط مع التضحية بموللر ضعيف المستوى والأداء طوال المباراة.

أظهرة الريال
يملك الريال قوة حقيقية في صعود أظهرته للهجوم، وبعد دخول أسينسيو مكان جاريث بيل، انقلب الوضع للأفضل على كافة المستويات، بعد التحول من 4-3-3 إلى 4-4-2، بتمركز رونالدو كمهاجم صريح بجوار بنزيمة، وتغطية الأطراف بالثنائي أسينسيو ومودريتش المائل لليمين، لإعطاء الفرصة أمام كارفخال ومارسيلو للانطلاق في نصف ملعب بايرن، وفتح الملعب عرضياً قدر المستطاع للاستفادة من النقص العددي للخصم.

وصل حامل اللقب إلى الهدف الثاني بسهولة، بعد وضع ثنائي على كل طرف، وخلق الزيادة العددية في كافة أركان نصف ملعب بافاريا، ليضع رونالدو سيناريو الفوز ويضيع فرصاً أخرى كانت كفيلة بتوسيع الفارق، خصوصاً بعد نزول خاميس محل بنزيمة، والسيطرة المطلقة على منطقة المنتصف بأكثر عدد ممكن من اللاعبين، لينتهي الجزء الأول من القمة بانتصار مدريدي مستحق بعد بداية متعثرة بالبدايات.

فكر زيدان في الحفاظ فقط على تقدمه، ولم يغامر بزيادة غلة الأهداف، لذلك سحب مهاجمه الوحيد بنزيمة ليلعب الكولومبي بجوار بقية لاعبي الوسط، وتصبح الخطة قريبة من 4-5-1 مما ضمن استحواذاً أكبر في الارتكاز، ومنع بايرن من تنفيذ أي هجمة لصعوبة المرور بالكرة من خط المنتصف حتى صافرة الحكم وانتهاء الدقائق المتبقية.

يعتقد كثيرون، أن المهمة انتهت بالنسبة للريال، لكن أمام فريق بحجم بايرن يبقى كل شيء ممكناً، وإن كانت نتيجة مباراة الأليانز أرينا خير دليل على اقتراب فريق زيدان من الصعود إلى نصف النهائي، وتقديم نفسه مرة أخرى كأحد كبار المرشحين لتحقيق البطولة، والحفاظ على اللقب للعام الثاني على التوالي.

المساهمون