ميلان على الطريق الصحيح...خطوات مشروعة من أجل استعادة القمة

12 يونيو 2017
هل يعود ميلان إلى منطقة الكبار من جديد؟ (Getty)
+ الخط -

"عودة ميلان وإنتر مهمة للكرة الإيطالية. لا يمكن فقدان مدينة بحجم ميلانو، لذلك نحن سعداء بالتحسن الملحوظ في مستوى الفريقين، ونأمل في المزيد خلال السنوات القادمة"، تحدث رئيس الاتحاد الإيطالي كارلو تافيكيو عن أحوال الكرة الإيطالية، وخص بالذكر ميلان وخصمه اللدود من أجل عودة الكالتشيو إلى سابق عهده.

ويعتبر الموسم الماضي بمثابة نقطة انطلاق حقيقية للروسونيري، بعد نجاح الفريق في الوصول إلى تصفيات الدوري الأوروبي، نتيجة احتلاله المركز السادس في ترتيب البطولة المحلية، بفارق نقطة واحدة عن ملاحقه المباشر إنتر.

خطة ميلان
رغم أن المركز السادس لا يليق أبدا بطموحات ميلان وجمهوره، إلا أن الفريق قطع خطوة كبيرة نحو العودة بين الكبار بعد هذا الموسم، فمونتيلا عانى كثيرا بسبب الغيابات والإصابات، بالإضافة إلى عدم مرونته في تغيير خططه خلال بعض المباريات، ليدفع الثمن غاليا بمجموعة من الخسائر والسقطات، لكنه حصل على ما يريد في الأسابيع الأخيرة رغم عدم تواجد أفضل لاعبيه بونافينتورا بداعي الإصابة، لتفقد المجموعة همزة الوصل بين الوسط والهجوم، ويقل معدل الهجمات بالثلث الأخير.

حقق ميلان بطولة السوبر الإيطالي على حساب يوفنتوس، ونجح في هزيمة السيدة العجوز في السان سيرو بالدوري، ليقدم أفضل نموذج ممكن لتقليل قوة زعيم تورينو، ويثبت بوضوح أنه يملك كل المقومات اللازمة للعودة القوية. ميلان يتفوق على معظم منافسيه في قوة الشخصية، هذا ظهر بوضوح في المباريات الكبيرة، مع التطور الواضح على مستوى غلق الملعب دفاعياً، والاعتماد على المرتدات وسرعات لاعبي الخط الأمامي، لذلك احتاج اليوفي على أرضه ووسط جمهوره إلى ضربة جزاء في الدقيقة الأخيرة ليتفوق على منافسه بشق الأنفس.

يريد مدراء النادي وملاكه التقدم خطوة فخطوة، لذلك جاءت بطولة الدوري الأوروبي كحل سحري لإضافة صفقات جديدة، ومحاولة تقوية الفريق بأسماء قادرة على المنافسة محلياً وقارياً، مع وضع هدف أكبر خلال الموسم المقبل، بالصعود إلى دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى منذ سنوات طويلة، ومحاولة الفوز بالدوري الأوروبي على خطى مانشستر يونايتد ومن قبله إشبيلية، وليكن النموذج الذي صنعه مورينيو في موسمه الأول بالأولد ترافورد، هو المثال الذي سيسعى فينتشينزو إلى إعادته في السان سيرو، بالصعود التدريجي نحو أماكن تواجد الكبار على جميع المستويات.

الدفاع أولا
يقترن مفهوم الدفاع دائما بالفرق الإيطالية، ورغم تغير الأحوال في الدوري خلال السنوات الأخيرة، ولجوء فرق عديدة إلى الهجوم مع تسجيل عدد كبير من الأهداف، إلا أن القاعدة الثابتة في الكالتشيو لا زالت كما هي، "حماية مرماك من الأهداف ستجعلك متفوقاً بخطوة على منافسيك، وتعطيك فرصة للتفوق مع أي خطأ يرتكبه خصمك".

وبتطبيق هذه المقولة على أحداث الموسم الماضي، سنجد أن يوفنتوس بطل الدوري لم يكن الفريق الأقوى هجوميا لكنه كان الأقوى دفاعيا. تقول الأرقام إن نابولي سجل 94 هدفا، وروما 90 هدفا مقابل 77 لليوفي، لكن فريق أليغري دخل مرماه 27 هدفا فقط، رقم أقل بكثير من معدلات الفرق الأخرى.

حتى في دوري أبطال أوروبا عندما فتح يوفنتوس خطوطه وحاول مباغتة الريال، امتص الفريق الإسباني هجماته جيدا وقرر الهدوء في البدايات، ثم قلب اللعب بشكل مفاجئ بالشوط الثاني، وبالتالي فإن الأساس لأي فريق إيطالي هو حماية مرماه أولا ومن ثم البحث عن الفوز.

وانطلاقا من هذه القناعة، بدأت إدارة ميلان في تقوية الخط الخلفي بشكل أساسي، ليتعاقد النادي مع الأرجنتيني موساشيو قلب دفاع فياريال، مع جلب ريكاردو رودريغز الظهير الأيسر لفولفسبورغ، بالإضافة إلى الاتفاق مع كونتي الظهير الأيمن لأتلانتا.

يحاول الميلان الحصول على خط دفاع شاب وقوي، من أجل إعطاء الوسط والهجوم أريحية أكبر، والاستفادة من العمل الكبير الذي يقدمه الحارس دوناروما، مع تمركز موساشيو ورومانيولي في عمق الملعب، كثنائي قادر على التكيف مع ألعاب الهواء، وقوي في الارتداد من دون الكرة، برفقة أظهرة مميزة في الشق الهجومي بالصعود إلى نصف ملعب الخصم، والمساهمة في صناعة اللعب من الخط الجانبي للملعب كرودريغز، بالإضافة إلى الأسماء القادمة من أتلانتا.

مفاجأة الموسم
خطف أتلانتا المركز الرابع من الكبار هذا الموسم في إيطاليا، ولعب الفريق بطريقة رائعة حتى النهاية، ليتعاقد ميلان سريعا مع نجم وسط الفريق فرانك كيسي، اللاعب الأقرب إلى صيغة "البوكس تو بوكس"، مع قوته في الناحية الدفاعية والهجومية، ونجاحه في التحرك داخل المساحات الشاغرة، ليتقدم باستمرار من الخلف إلى الأمام، ويسجل هذا الموسم 6 أهداف مع صناعته 3 في 30 مباراة له بالدوري.

وتأتي هذه الصفقة لتعطي مزيدا من القوة لوسط ميلان، ليحصل مونتيلا على خيارات متنوعة بمنطقة المحور، برفقة بونافينتورا ولوكاتيلي والبقية، خصوصا أن الوافد الجديد أقوى من زملائه في الجانب البدني، ويتمتع بمزايا إضافية على مستوى الركض وملأ الفراغات أثناء المرتدات.

لعب مونتيلا كثيرا بخطة 4-3-3 رغم الإصابات التي تعرض لها فريقه، وتحول في بعض المباريات إلى 3-5-2 كما فعل ضد أتلانتا، و4-2-2-2 ضد بولونيا في اللقاء الذي فاز به بنتيجة ثلاثة أهداف دون رد، ليتأكد وصوله إلى تصفيات الدوري الأوروبي. ويؤكد تاريخ المدرب الإيطالي اهتمامه بالبناء من الخلف، والصعود المنظم إلى نصف ملعب الخصم، لذلك راهن في ولايته التدريبية مع فيورنتينا على مزيج بين 3-5-2/ 3-4-2-1 ومشتقاتهما، وهي الطريقة نفسها التي ربما سيعتمد عليها المدرب خلال الموسم القادم لميلان مع الوافدين الجدد.

أندريا كونتي هو الحل لمونتيلا، فاللاعب الشاب وصل إلى مستوى استثنائي مع أتلانتا. ظهير وجناح في الوقت نفسه على اليمين، نسخة أشبه بالـWing Back في طريقة 3-5-2، يحصل على الجانب الأيمن بمفرده، ينطلق هجوميا ليسجل ويصنع مع عودته إلى الخلف لقطع الكرات ومساندة الأظهرة.

تقول الأرقام إنه سجل 8 أهداف وصنع 5 في 33 مباراة، مع حفاظه على معدلات مرتفعة من العرقلة المشروعة والمراوغة وافتكاك الكرات في كافة أماكن الملعب، وفي حالة تأكد قدومه إلى ميلان، سيكون مفتاحا رئيسيا في التحول من 4-3-3 إلى 3-4-3 ومشتقاتهما، بتمركز ثلاثي دفاعي صريح أمام دوناروما وفتح الملعب عرضيا بثنائي سريع على الخط، رودريغز يسارا وكونتي يمينا، مع دعم لاعبي الوسط بقيادة بونافينتورا وكيسي ولوكاتيلي ورفاقهم.

ثنائي الهجوم
بعد التدعيم المثالي لخطي الدفاع والمنتصف، وقدرة مونتيلا على الاستفادة من الصفقات الجديدة في إضافة أفكار أخرى إلى خطته، يبقى خط الهجوم في حاجة ماسة إلى عناصر أخرى، في ظل انخفاض مستوى كارلوس باكا وحاجة لابادولا إلى منافسين جدد على خانة الهداف، وبالتالي يفكر الطاقم التقني في جلب مهاجم جديد، أو ربما ثنائي هجومي صريح خصوصا في حالة عودة ديولوفيو إلى برشلونة، من أجل إمكانية الرهان على أكثر من رسم خططي أمام الفرق المعقدة.

ويُعتبر بالدي كايتا، لاعب لاتسيو، خير تدعيم ممكن. يمتاز اللاعب الشاب بالمهارة والسرعة والحسم أمام المرمى، ليجيد اللعب كمهاجم صريح ومتأخر في الوقت نفسه، ويقدم أفضل نسخة ممكنة للمهاجم "التسعة ونصف" في الملاعب الإيطالية. ويمكن لميلان الاعتماد عليه كمهاجم صريح أو جناح على الخط، مع دوره الرئيسي كلاعب متأخر يربط بين الوسط والمهاجم المتقدم داخل منطقة الجزاء، بالقرب من لابادولا أو المهاجم المنتظر في هذا الميركاتو الصيفي.

يمثل أندريا سيلفا القيمة المضافة لهجوم ميلان، اللاعب الدولي البرتغالي الشاب وهداف بورتو الأول، أفضل تدعيم ممكن لأي فريق يريد العودة إلى المنافسة، لأنه يجيد بشدة اللعب في مركزي المهاجم الصريح والجناح المائل على الأطراف، مع براعته في صناعة الفرص لنفسه داخل وخارج منطقة الجزاء، ليكون أفضل نسخة ممكنة للرقم 9 في الكرة الحديثة.

تتحدث الصحافة الإيطالية عن وجود مفاوضات بين سيلفا وميلان. اللاعب الشاب يريد القدوم إلى إيطاليا، والنادي يريده لتقوية خط الهجوم بهداف حقيقي يترجم أنصاف الفرص، لكن هناك كلاما جديدا عن دييغو كوستا، الإسباني البرازيلي الذي لا يريده كونتي في تشيلسي، ومع تصريحه الرسمي باقتراب رحيله بعيدا عن لندن، فإن إدارة ميلان تعرف جيدا أن المفاوضات ممكنة بشدة، لأن اللاعب نفسه لا يرغب في الاستمرار مع بطل البريميرليغ.

في المقابل، يحتاج مونتيلا إلى ثنائي جديد في الثلث الأخير، لاعب يعود إلى الخلف وينطلق تجاه الأطراف، وآخر يسجل من كافة الزوايا الممكنة، يزاحم المدافعين ويفتح الطريق أمام القادمين من الخلف. أندريا سيلفا هو المستقبل بالتأكيد، لكن كوستا هو الآخر اسم من الصعب رفضه أو تجاوزه، لتبقى كل السيناريوهات مفتوحة أمام ميلان جديد في الموسم المقبل. 

المساهمون