التكنولوجيا وريادة الأعمال

التكنولوجيا وريادة الأعمال

13 سبتمبر 2015
تكور بيئة ريادة الأعمال في العالم(Getty)
+ الخط -
تشكل ريادة الأعمال رافعة للتقدم الاقتصادي، فهي عملية ضخ دماء جديدة وخلق نشاط بشرايين الاقتصاديات الوطنية. ويتم من خلالها تحويل الأحلام إلى مشاريع ملموسة يتوقع منها أن تخدم كل الفرقاء المجتمعين المساهمين فيها. ومع بداية الاهتمام بالقطاع الخاص ووصوله لمكانة عالية في الاقتصاد الحديث، أصبحت ريادة الأعمال محوراً رئيسياً للنهوض الاقتصادي من خلال المشاركة بإنجاز مشاريع طموحة تحقق الأهداف الاستراتيجية للدولة، وكذلك تعمل على تنويع القطاعات الاقتصادية ورفدها بالإبداع، إضافة طبعاً إلى تنمية المجتمعات.
وتتجلى أهمية ريادة الأعمال في خلقها لمناصب تخفف عبء البطالة على الاقتصاد العام، وتقديم منتج أو خدمة تستجيب لحاجيات المستهلكين وتساعد على تحفيز التنافس بالأسواق، وكذلك تطوير البيئة الاستثمارية ودعم الجهات والمناطق الهشة على جلب الاستثمارات وتجاوز العجز الاجتماعي عبر اللامركزية الاقتصادية، وتعزيز البنية التحتية بما يحقق عدالة جغرافية لها وقع إيجابي على الناتج الداخلي الخام والسلم الاجتماعي.

رواد الأعمال

وفي هذا السياق، لابد من توضيح بعض المفاهيم التي تستعمل في حقل الإدارة والاقتصاد للقيام بتوصيف سليم لأنشطة كل الفاعلين في الارتقاء الاقتصادي. على هذا الأساس، يمكن تجنب الخلط الذي يقع فيه رواد الأعمال باعتبار أنفسهم مستثمرين فقط، فالمستثمر هو شخص أو مؤسسة لها قدرة مالية تتطلع لتوظيفها بهدف البحث عن عائد استثماري ربحي يختلف حسب المبلغ المالي المستثمر والأفق الزمني المنشود يختلف مداه القصير، المتوسط أو البعيد، حسب ممارسات القطاع الذي سيتم فيه الاستثمار. أما رائد الأعمال فإلى جانب خصائصه الاستثمارية فهو يحتاج أن يكون مديراً جيداً، يتمتع بكفاءة كبيرة في تدبير المنشآت وقدرة على تجاوز الصعاب من أزمات ومخاطر، فهو صاحب رؤية ثاقبة لها أبعاد تغطي كل الاختصاصات من مالية، تموين وشراء، إدارة للإنتاج والجودة، إدارة للموارد البشرية، تسويق وبيع، وكذلك المراقبة والتدقيق لتثمين الميزات وتحسين الهفوات.

اقرأ أيضاً:تكنولوجيا المعلومات: الثورة مستمرة

يبرز في العالم أجمع جيل جديد من رواد الأعمال، له مستوى تعليمي عال وليس فقط أرصدة بنكية موجهة للاستثمار، جيل دارس في أغلب الأحيان لإدارة الأعمال وواع بأهمية التخطيط الاستراتيجي وبالمرونة في الإدارة لمجاراة الظرفية الاقتصادية، كما أنه جيل نشأ مع التطور المذهل لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات والتي رافقته في مساره العمري والمهني، حيث بدأت نشأته مع برامج تشغيل الحواسيب ونظام الهاتف الجوال، ثم الإنترنت والتواصل لإلكتروني وصولاً للتطبيقات الذكية في الاستثمار والإدارة والنظم المعلوماتية المستعملة في الرصد واليقظة، إلى وسائل الإدارة عن بعد التي تتيح فرصاً استثمارية هائلة وأسلوباً موفراً في الإنجاز.
وعلى هذا النحو، ترافق تكنولوجيا المعلومات والاتصالات رواد الأعمال في تحويل أحلامهم إلى منجزات حقيقية من خلال إرساء خطة عمل متكاملة تهم كل الجوانب التي تخص المشروع، فتساعد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات على الإجابة عن التساؤل الأولي الذي يخص القيمة المضافة للمشروع وقدرته على تحقيق الربحية. حيث يستعين رواد الأعمال ببنوك معلوماتية في شكل قواعد للبيانات توضح الحالة الاستثمارية بالبلد حسب كل قطاع اقتصادي وتقدم له مؤشرات الأداء والخطر من حيث عدد المنافسين، حصة كل واحد منهم في السوق، معدل نمو المبيعات، تزايد الزبائن حسب السنين والمناطق الجغرافية والميزة التنافسية لكل واحد منهم فيما يخص التسعير، الترويج، والجودة بما يمكن رواد الأعمال من القيام بمقايسة ومعايرة أحوال السوق.
وبذلك، يستنتج رواد الأعمال عوامل النجاح ومكامن الخطر، كما يعتمدون على النظم المعلوماتية لإدارة سلسلة القيم بمقاولاتهم، وأخد زمام المبادرة تجاه التغييرات الظرفية عبر التطبيقات التكنولوجية التي تدير التوقعات وتستبق الأحداث باقتراح الخطط البديلة ورزنامة من التحركات لتصحيح المسار. إلى جانب ذلك، يتم اللجوء لبرامج تواصلية لمرافقة الزبائن في عمليات الشراء والاطلاع على آراء في تقييم الخدمات وتطوير المنتج، الأمر الذي يسهل على رواد الأعمال تجاوز عقبة البداية التي أصبحت التكنولوجيا أهم سلاح لمواجهتها.
(باحث وأكاديمي مغربي)

اقرأ أيضاً:التحديات الأمنيّة والحروب الإلكترونيّة

المساهمون