الحرب الباردة

العالم مذهول، لا يصدق ما يراه من صور تنذر ببداية نهاية التفوق الأخلاقي - السياسي للغرب. سوف يترتب عليها مراجعة لأركانها، لصدقها، لخبثها، لموازينها غير العادلة.

استخدام الولايات المتحدة "الفيتو" لحماية إسرائيل وتمكينها من إبادة شعب حرم من حقه في تقرير مصيره ليس له سوى معنى أن النظام الدولي أحادي القطب مات إكلينيكا حقا.

لم يحظَ ثعلب الدبلوماسية الراحل أخيرا هنري كيسنجر بإجماع عالمي، ولعلّ ذلك يعود بالأساس إلى اعتناقه مبدأ "الواقعية السياسية" في سعيه للحفاظ على الريادة الأميركية

على الرغم من أنّ الولايات المتحدة بعيدة جغرافيا عن المنطقة العربية، إلا أنها تستأثر، لأسباب متعدّدة، ومتغيرة معا، باهتمام أميركي كبير ومستمر منذ مطلع القرن التاسع عشر في إطار علاقة معقدة تختلط فيها مشاعر متناقضة.

نشهد كيف يتذاكى أقوياء المجتمع الدولي على مواثيق التعاون الدولي. إننا إزاء مجتمع دولي ينازِع في البقاء، وقـد اختلت موازينه، وفقد أكثر مبرّرات بقائه، ولم يبـقَ له، وبعد أن تآكلت أطرافه، إلّا أن يتهاوَى ويتآكل. إننا بالفعل أمام مجتمع دولي ينازع.

ظلت العلاقات الثنائية بين البلدان المغاربية محكومة بما كان بين المستعمرين أنفسهم من علاقاتٍ ومصالح، فلم يحدُث أن برزت عداوة استثنائية ولا منافساتٌ تستمدّ روحها من الخصوصيات الوطنية المُشَرْعَنة بالتاريخ والإيديولوجيا.

لا يرقى الدور الذي تقوم به الصين بشأن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزّة إلى مستوى دولة عظمى تسعى إلى أداء أدوارٍ أكبر في الشرق الأوسط، وليس هذا المتوقّع منها من الفلسطينين، حيث وضعت عملية طوفان الأقصى الصين أمام اختبار حقيقي، كما باقي القوى العظمى.

يبدو أن عصر المعجزة التنموية الصينية قد بلغ نهايته، فصارت نسب التنمية المؤلفة من رقمين جزءاً من الماضي. تضاف إلى ذلك كله شيخوخة المجتمع الصيني، وبدء متوالية تناقص السكان الذين بات يشكل من تبلغ أعمارهم فوق 65 سنة حوالى الربع بينهم.