أستاذ الفلسفة في التعليم الثانوي التأهيلي في المغرب، حاصل على الإجازة في الفلسفة العامة، وكاتب مقالات وتحليلات سياسية وقراءات في التاريخ المغربي والإسلامي. يعرّف عن نفسه، بالقول: "باحث عن المعرفة النقدية و مدافع عن حقوق الإنسان ومهتم بشؤون المجتمع العربي والإسلامي".
من بين 150 دولة، احتل المغرب المرتبة مائة عالمياً والثانية على مستوى دول شمال أفريقيا بعد الجزائر التي جاءت في المرتبة 81 حسب مؤشر السعادة العالمي لسنة 2023، رغم أنّه لا يمتلك وزارة أو حقيبة لهذه المهمة. أيّة سعادة يتحدث عنها المؤشر؟
هل يمكن للدولة، وهي المسؤولة عن رعاية القانون وتطبيقه، أن تتحوّل إلى منتهك للقانون؟ نعم هذا ما يحصل مع الحكومة المغربية، التي خانت التفويض الذي منحها إياه الشعب من خلال صندوق الانتخاب، حين لا تحرّك ساكناً ضد الفساد وغيره من قضايا تثقل كاهل المواطن.
تناسلت حروب بني البشر بين الدين والدين، ومصدره إله واحد، أو لسبب اقتصادي أو لسبب عصبي، سببه الدم. إذن نظرية ابن خلدون "العصبة، الدين، الغنيمة" جسّدت هذه الروح المطلقة للتاريخ، ولا تزال.
عبر التاريخ الحديث للدولة المغربية، تمت محاربة كل قبيلة أو حركة احتجاجية أو معارضة سياسية خرجت من حدود ما تسمح به طبقة المخزن السياسية الاقتصادية، بالسيف والقلم، فعبر الأول يتم قمعها وسجنها، وعبر الثاني يتم وصفها بـ "السائبة".
انتهى زمن الأعيان التقليديين في المغرب، وهذه رسالة واضحة إلى زمن القبيلة والانتقال إلى دولة المؤسسات، خصوصا أن الأمر يأتي في سياق بدء التنمية الاقتصادية التي أعلنها الملك محمد السادس قبل سنتين.
