من الواضح أن "قانون قيصر" أربك حسابات الكرملين في سورية، وأجبره على الدخول في مفاوضات مع أميركا. كما أن موسكو ربما تضطر إلى ممارسة الضغوط على نظام بشار الأسد من أجل تنفيذ شروط الإدارة الأميركية لوقف تنفيذ القانون.
بالتوازي مع استمرار إرسال تعزيزات عسكرية إلى إدلب، وجّهت تركيا أكثر من رسالة تحذير وتهديد للنظام السوري من مغبة استئناف عمليته العسكرية في المنطقة، في مسعى من أنقرة للحفاظ على الهدنة المعلنة بعد تصاعد خروقات النظام.
جدّدت قوات النظام السوري، فجر اليوم الأربعاء، عمليات القصف على منطقة جبل الزاوية في ريف إدلب الجنوبي، فيما سيّر الجيش التركي دورية مشتركة مع الجيش الروسي على الطريق الدولي حلب - اللاذقية.
تدل التطورات العسكرية في شمال غربي سورية، مع استئناف النظام وروسيا القصف الجوي، إضافة إلى التعزيزات العسكرية من طرفي الصراع، على نيّة النظام إطلاق عمل عسكري في إدلب، ما يُسقط الهدنة المعلنة من موسكو وأنقرة في 5 مارس/ آذار الماضي.
قتل مدني وجرح آخرون، صباح اليوم الثلاثاء، بقصف جوي روسي على ريف إدلب شمال غربي سورية، مستهدفاً مناطق قريبة من نقاط المراقبة التركية في المنطقة الخاضعة لاتفاق وقف إطلاق النار.
تظاهر مئات المدنيين والناشطين في مدينة إدلب شمال غربي سورية ضد "هيئة تحرير الشام" والحكومة التابعة لها، في وقت وقعت اشتباكات بين فصائل المعارضة المسلّحة وقوات النظام في ريف حلب الخاضع لاتفاق وقف إطلاق النار.
باشرت روسيا والنظام السوري مساعيهما في سبيل حصر تداعيات "قانون قيصر" الأميركي، الذي يدخل حيّز التنفيذ بدءاً من 17 يونيو/ حزيران الحالي، عبر سلسلة إجراءات عسكرية، مثل تسليم معدات من موسكو للنظام، واقتصادية عبر فتح طريق "أم 4".
استقدمت تركيا المزيد من القوات إلى داخل سورية، في حين تواصل كل من فصائل المعارضة وقوات النظام تعزيز مواقعهما على محاور القتال، في مؤشر إلى إمكانية تجدد المعارك بالرغم من وقف إطلاق النار المعلن منذ نحو ثلاثة أشهر برعاية روسية-تركية.