أفريقيا السبعينيات.. عقد من الأبطال الجدد

أفريقيا السبعينيات.. عقد من الأبطال الجدد

13 يناير 2017
(نهائي كأس أفريقيا للأمم 2013، تصوير: مانوس فان دايك)
+ الخط -

بعد السيطرة المصرية المطلقة في النسختين الأوليين من البطولة الأفريقية، وتناوب كل من غانا وإثيوبيا والكونغو الديمقراطية (زائير لاحقًا) على الفوز بالكأس القارية بعدها، جاء عقد السبعينيات الذي شهد فوز 4 أبطال جدد بالبطولة الغالية.

افتتح السودان العقد الجديد باستضافته نسخة عام 1970، بمشاركة ثمانية منتخبات توزّعت على مجموعتين، وكان التمثيل العربي من نصيب مصر إلى جانب السودان المستضيفة، وافتتح المنتخب السوداني مشواره في البطولة بتغلّبه على إثيوبيا بثلاثة أهداف دون مقابل، ليصطدم بمنتخب ساحل العاج الذي تمكّن من الانتصار على المضيف بهدف نظيف في الجولة الثانية، إلا أن السودان عادت وانتصرت على الكاميرون بهدفين لهدف لتتأهل إلى نصف النهائي.

بعد غيابها عن التتويج لـ12 عامًا، عادت غانا لتستحوذ على اللقب للمرّة الثالثة في تاريخها، وذلك في البطولة التي استضافتها على أرضها وبين جماهيرها سنة 1978.


السودان في الواجهة

وفي المجموعة الثانية كان مشوار المنتخب المصري يبدو واعدًا، حيث حقق فوزًا كبيرًا على غينيا بأربعة أهداف لواحد، وتعادلت في الجولة الثانية مع غانا بهدف لكل منهما، وانتصرت على الكونغو الديمقراطية (زائير) بهدف دون مقابل، لتتأهل هي الأخرى إلى نصف النهائي وتواجه السودان.

واصل المنتخب السوداني صاحب الأرض والجمهور الانتصارات بتجاوز مصر في نصف النهائي في مباراة ماراثونية، حيث انتهى الوقت الأصلي بالتعادل الإيجابي بهدف لكل من الفريقين، ليحرز السودان الهدف الذي حجز به مقعدًا في النهائي، وضرب موعدًا مع غانا التي تغلبت على ساحل العاج بالنتيجة ذاتها.

استطاع المنتخب السوداني الفوز بالبطولة الأفريقية للمرّة الأولى بعدما تغلّب على غانا التي حلّت في المركز الثاني للمرّة الثانية على التوالي، بينما جاء المنتخب المصري في المركز الثالث بتغلبه على ساحل العاج بثلاثة أهداف لهدف.


مربّع الذهب دون العرب
احتضنت الكاميرون البطولة لأوّل مرة عام 1972، واستطاعت الوصول للمربّع الذهبي ولكنها لم تستطع تحقيق اللقب، حيث كانت الكأس من نصيب جمهورية الكونغو بفوزها على مالي بثلاثة أهداف لهدفين في النهائي، بينما احتلت الكاميرون المركز الثالث بانتصارها على الكونغو الديمقراطية (زائير) بخمسة أهداف لهدفين، وهي المرّة الثانية فقط التي لم يستطع أي منتخب عربي الوصول للمراكز الأربعة الأولى بعد نسخة 1968، كما يذكر أن مصر لم تتأهّل لهذه النسخة، بينما تأهلت المغرب بجانب السودان حاملة اللقب ليمثّلا العرب معاً وخرجا من الدور الأول.


تجدّد الغياب العربي
لم تتمكّن المنتخبات العربية من التأهل لنسخة 1974 عدا مصر باعتبارها الدولة المضيفة، حيث تصدّرت مصر مجموعتها بالعلامة الكاملة وتأهّلت لنصف النهائي، لكنها خسرت من منتخب زائير بنتيجة 3-2، لتتأهّل الأخيرة إلى النهائي لمواجهة زامبيا التي بدورها وصلت للنهائي لأوّل مرّة في تاريخها. تعادل الفريقان بهدفين لكل منهما، لتتم إعادة المباراة النهائية وتظفر زائير باللقب، بينما أنهت مصر البطولة في المركز الثالث بعد فوزها على جمهورية الكونغو برباعية نظيفة.


المغرب تظفر بالذهب
لم يتغيّر عدد المنتخبات المشاركة في بطولة 1976 التي استضافتها إثيوبيا، حيث قسّمت الفرق الثمانية المتأهلة إلى مجموعتين، تصدّرت غينيا المجموعة الأولى تليها مصر في مركز الوصافة، بينما حلت المغرب في المركز الأوّل للمجموعة الثانية تليها نيجيريا.

لكن ما استجد في نظام هذه النسخة هو طريقة لعب الأدوار النهائية، حيث لم يتم اللعب باعتماد مباراتي نصف النهائي، بل تم جمع الفرق الأربعة أصحاب الصدارة والوصافة في المجموعتين وضمهما في مجموعة نهائية، لتتصدرها المغرب وتحصل على اللقب للمرّة الأولى في تاريخها، بينما حلّت غينيا ثانيًا، تليها نيجيريا ومصر في ترتيب المجموعة.


سطوة غانية مجددًا
بعد غيابها عن التتويج لـ12 عامًا، عادت غانا لتستحوذ على اللقب للمرّة الثالثة في تاريخها، وذلك في البطولة التي استضافتها على أرضها وبين جماهيرها سنة 1978. بعدما تصدرت مجموعتها على حساب نيجيريا التي حلّت وصيفًا في المجموعة، ليصعد المنتخب الغاني ويواجه نظيره التونسي في نصف النهائي ويهزمه بهدف يتيم، بينما واجهت أوغندا متصدّرة المجموعة الأولى منتخب نيجيريا في نصف النهائي الثاني، حيث لحقت أوغندا بمنتخب النجوم السود إلى المباراة النهائية بعد انتصارها على نيجيريا بهدفين لهدف.

في المباراة النهائية، انتصر أصحاب الأرض على أوغندا بهدفين نظيفين، ليصبح المنتخب الغاني أوّل منتخب يحرز لقب البطولة لثلاث مرات، بينما شهدت مباراة تحديد المركز الثالث حادثةً غريبة تمثلت في ترك المنتخب التونسي أرض الملعب في الدقيقة 42 احتجاجًا على التحكيم، وكانت النتيجة تشير للتعادل الإيجابي بهدفٍ لكل من الفريقين، إلا أن الاتحاد الأفريقي قرّر نتيجة المباراة باعتبار نيجيريا هي الفائزة بنتيجة 2-0 ومعاقبة المنتخب التونسي بالحرمان من المشاركة في البطولة الأفريقية لمدة عامين.