بعد أقلّ من ثلاث ساعات على انتهاء المؤتمر الصحافي المشترك الذي جمع أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، جبريل الرجوب، مع نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، صالح العاروري، قمعت الأجهزة الأمنية الفلسطينية مسيرة عفوية خرجت في جنين، شماليّ الضفة الغربية، لاستقبال الأسير المحرر، أمجد قبها، الذي أُفرج عنه اليوم الخميس، بعد اعتقال دام ثمانية عشر عاماً في سجون الاحتلال الإسرائيلي.
واعتقلت الأجهزة الأمنية الفلسطينية عدداً من المشاركين، من بينهم القيادي البارز في حركة حماس عبد الجبار جرار، والصحافي طارق أبو زيد، واعتدت جسدياً على عدد من الشبان، وصادرت رايات حركة حماس الخضراء.
واستنكر القيادي في حركة حماس والوزير السابق، وصفي قبها، وهو شقيق الأسير المحرر، ما حدث، وقال لـ"العربي الجديد" إن هذا يُعَدّ أسوأ ترجمة لما صدر اليوم عن القيادي في حركة فتح جبريل الرجوب، في مؤتمره المشترك مع العاروري.
وأضاف قبها: "في الوقت الذي استبشرنا فيه خيراً بقرب انتهاء الانقسام الداخلي، ورفع القبضة الأمنية عن حماس في الضفة، جاء هذا الاعتداء غير المبرر ليضع حداً لكل تلك التوقعات"، وتابع: "التزاماً بقرار منع التجمهر الذي أصدرته الحكومة، تم الاتفاق على إلغاء حفل الاستقبال الضخم الذي كنا نخطط له لاستقبال أخي، الذي كانت تربطه علاقات مميزة مع الجميع داخل السجون، وهو رجل وحدوي بامتياز، وخرجنا اليوم بمجموعة لا تزيد على عشرة أشخاص لاستقباله، متخذين كل إجراءات السلامة والوقاية المطلوبة، لكن انضم إلينا عدد من الشبان فور وصولنا إلى مشارف مدينة جنين، وبعضهم كان يحمل الرايات الخضراء".
وأشار إلى أنه فوجئ بهجوم الأجهزة الأمنية، وتعاملها الفظ مع الموجودين في المكان، واعتقال القيادي جرار والصحافي أبو زيد.
ولقي الحدث تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل الاجتماعي، ولا سيما من طرف المحسوبين على حماس، الذين أكدوا أن الملاحقات الأمنية بحقهم لم تتوقف مطلقاً، وأن التصريحات السياسية لا يوجد لها رصيد فعلي على الأرض.
وعلم "العربي الجديد" لاحقاً أنه أُفرج عن المعتقلين كافة، بمن فيهم الصحافي أبو زيد.