السياح الروس يبحثون عن وجهات بديلة لتركيا ومصر

15 ابريل 2016
سياح روس في مدينة شرم الشيخ المصرية (فرانس برس)
+ الخط -
مع إطالة أمد حظر الرحلات السياحية من روسيا إلى كل من تركيا ومصر، لم يعد أمام ملايين السياح الروس سوى البحث عن وجهات بديلة لقضاء عطلاتهم، سواء داخل روسيا أو خارجها.
ورغم أن وفداً روسياً بصدد التوجه إلى شرم الشيخ لتقييم إجراءات الأمان، إلا أن الآمال في الإعلان الوشيك عن رفع الحظر عن الرحلات الجوية تكاد تكون معدومة، في ظل تأكيدات متكررة من كبار المسؤولين الروس أن توفير الأمان التام للسياح الروس سيتطلب وقتا.
وبالنسبة إلى تركيا، نفت وزارة الخارجية الروسية ما تردد حول وجود بوادر لتطبيع العلاقات بين موسكو وأنقرة، ما يعني استمرار الحظر لأجل غير مسمى، خاصة أن تركيا تعتبر منافسة للوجهات السياحية داخل روسيا في موسم الصيف.
ويشير نائب رئيس اتحاد الشركات السياحية الروسية، دميتري غورين، إلى أن قسماً كبيراً من السياح الروس باتوا يتجهون لحجز رحلات إلى وجهات داخل روسيا أو إلى أوروبا.
ويقول غورين لـ"العربي الجديد": "بلغت نسبة الحجوزات المبكرة للرحلات الداخلية 30%، وخارجياً، سجلت اليونان وقبرص وبلغاريا أكبر معدلات الحجز".
ورغم أن السلطات الروسية تسعى إلى تنشيط السياحة الداخلية إلى الوجهات على البحر الأسود منذ ضم شبه جزيرة القرم وتنظيم الألعاب الأولمبية في منتجع سوتشي عام 2014، إلا أن نسبة كبيرة من الروس يرفضون الاستجمام داخل روسيا نظرا لارتفاع الأسعار وتدني مستوى الخدمة.
سفيتلانا، شابة روسية ذهبت إلى مصر 4 مرات ووقعت في غرام البحر الأحمر وشواطئه الرملية، تقول لـ"العربي الجديد": "ربما سأسافر إلى تونس هذا العام وليس إلى القرم، لكنني سأحجز رحلة إلى مصر بمجرد رفع الحظر، لأن البحر هناك من أجمل البحار في العالم، والطقس رائع، والأسعار أرخص من الوجهات الأخرى".
ووسط احتدام المنافسة من أجل جذب الـ6 ملايين سائح روسي الذين زاروا تركيا ومصر في عام 2014، أعرب المغرب عن نيته زيادة حركة السياحة الروسية الوافدة إليه من 40 ألفا إلى 200 ألف سائح سنويا خلال 3 أعوام، كما تسعى تونس هي الأخرى للعودة إلى السوق الروسية بقوة.


أما المنتجعات الأوروبية، فمن العوائق الرئيسية التي تواجهها لجذب مزيد من السياح الروس هي غلاء الأسعار في منطقة اليورو والإجراءات المعقدة لاستخراج تأشيرة الشينغن، وهو أمر دفع إسبانيا للدعوة إلى إعفاء السياح الروس من تأشيرات الدخول.
ورغم أن إسبانيا لا تستطيع إلغاء التأشيرات للروس بمفردها بسبب عضويتها في منطقة الشينغن، إلا أنها تمنحهم، ومنذ سنوات، تأشيرات متعددة الدخول لجذب مزيد من السياح.
وخاضت روسيا، على مدى سنوات، مفاوضات مع الاتحاد الأوروبي بشأن الإعفاء من التأشيرات للزيارات القصيرة، ولكن المحادثات تعثرت في الواقع في ظل الأزمة الراهنة في العلاقات بين روسيا والغرب بسبب الوضع في أوكرانيا.
وما يزيد من التحديات أمام الوجهات السياحية لجذب مزيد من السياح الروس، تردي الأوضاع الاقتصادية في روسيا وانهيار قيمة الروبل، ما أثر سلبا على حجوزات الرحلات الخارجية بشكل عام.

وبحسب الإحصاءات الرسمية، سجلت السياحة الخارجية الروسية في العام الماضي تراجعا نسبته 31%، أي من 17.6 مليون سائح إلى نحو 12 مليوناً.
ومع ذلك، سجلت تركيا ومصر خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2015، تراجعا أقل بلغ 21% و17% على التوالي، لتظلا رغم الأزمة أهم وجهتين للسياحة الخارجية الروسية.
وبلغ عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا خلال هذه الفترة 2.4 مليون، ومصر حوالى 1.5 مليون، كما كانت حصة البلدين في سوق السياحة الروسية تزيد عن 30% قبل حظر الرحلات إليهما.
وتكبد قطاع السياحة المصري خسائر فادحة جراء الحظر، بينما اضطر السياح الروس إلى قضاء عطلات رأس السنة وعيد الميلاد المجيد إما بمنازلهم وإما بالمقاصد الأخرى للسياحة الشتوية مثل تايلاند والهند وفيتنام والإمارات وإسرائيل.
أما الخسائر الحقيقية لقطاع السياحة التركي، فستبدأ مع بداية ذروة الموسم في الصيف المقبل، لأن موسم السياحة الشاطئية في تركيا قصير مقارنة بمصر، وبذلك لم يتأثر القطاع كثيرا في الشتاء وبداية الربيع.
يذكر أن روسيا فرضت حظراً على جميع الرحلات الجوية إلى مصر بعد حادثة تحطم طائرة "إيرباص-321" في سيناء في 31 أكتوبر/تشرين الماضي، ومنعت أيضا رحلات الطيران العارض إلى تركيا على خلفية حادثة إسقاط طائرتها الحربية في 24 نوفمبر/تشرين الثاني، ولكن مع استمرار الرحلات المنتظمة إلى تركيا بشكل طبيعي.
ورغم أن رئيس مجلس الدوما (النواب) الروسي، سيرغي ناريشكين، أعلن خلال زيارته إلى القاهرة في نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، عن إمكانية رفع الحظر عن الرحلات إلى مصر قريباً، إلا أن السلطات الروسية لم تكشف حتى الآن عن أي موعد محتمل لاستئناف حركة النقل الجوي بين البلدين، والتي توقفت بعد حادثة تحطم الطائرة.
وفي نفس السياق، أكد وزير النقل الروسي، مكسيم سوكولوف، في فبراير/شباط الماضي، أنه قد يتم استئناف الرحلات الجوية إلى مصر، ولكن بعد تشديد إجراءات الأمن في المطارات المصرية.

المساهمون