القنيطرة.. السجال السياسي والعسكري

16 فبراير 2015
+ الخط -

مع اقتراب انقضاء السنة الرابعة من عمر الثورة السورية، حققت المعارضة المسلحة تقدما كبيرا على الأرض، في محافظة القنيطرة. فجميع ألوية النظام وكتائبه في ريفي القنيطرة الجنوبي والأوسط، بما في ذلك الشريط الفاصل، ومعبر القحطانية الحدودي مع الاحتلال الإسرائيلي. ذلك كله بات تحت سيطرة المعارضة التي أحكمت بذلك حصارها على معاقل النظام في الريف الشمالي، بما في ذلك مدينتا البعث وخان أرنبة.

سيطرةٌ دفعت النظام السوري، بحسب ناشطين، إلى "استقدام تعزيزات من حزب الله اللبناني والحرس الثوري الإيراني، للحفاظ على مدينتي البعث وخان أرنبة، وإرباك مشهد تقدم المعارضة ميدانيا"، وهذا من خلال افتعال معارك وهمية مع جيش الاحتلال الإسرائيلي، لتثبت بذلك ما سمّته التورط في تعاون المعارضة السورية مع الاحتلال الإسرائيلي، ولتحفظ بذلك ماء وجهها، وتبرر خسارتها مواقع مهمة في القنيطرة أمام مؤيديها.

المعارضة السورية التي نأت بنفسها عما يحصل بين عدوها الحالي النظام وحزب الله وبين من أسمته العدو التاريخي، أكدت على أن هدفها الأول تخليص الشعب السوري من العدو المباشر الذي فرض عليهم الحصار والقتل بكل طرقه، وهو ما أكده الناطق الإعلامي باسم ألوية الفرقان العاملة في الجولان السوري، صهيب الرحيل.

القصف المتبادل بين جيش النظام وحزب الله اللبناني من جهة، وبين جيش الاحتلال من جهة أخرى، وجد فيه أهالي الجولان الذين خبروا النظام والاحتلال، بحسب وصفهم، مسرحية، وجب على المعارضة الحذر منها، والاستعداد لتبعاتها الميدانية، وكذا الإقليمية والدولية. وفي الوقت نفسه، كان النظام يخطط لشن معارك واسعة لجيشه، مدعوماً، بحسب ناشطين، بأعداد كبيرة من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني. وقد بدأت المعارك فعلا من أطراف ريف دمشق الغربي، والتي انطلق النظام فيها من اللواء 121، والفرقة السابعة، بهدف إغلاق الريف المحاصر منذ بدء الثورة السورية من جديد، في وجه المعونات الإنسانية، وقوات المعارضة المسلحة التي كانت تتجهز لبدء معارك داخل الريف المحاصر.

D861DA22-7918-488C-8181-923F9708CD77
D861DA22-7918-488C-8181-923F9708CD77
محمد نور (سورية)
محمد نور (سورية)