انتخابات الرئاسة الأميركية: بايدن نجم الليلة الثانية من مناظرة الحزب الديمقراطي

28 يونيو 2019
مناظرة بين مرشحي الحزب الديمقراطي للرئاسة الأميركية (درو آنغرر/Getty)
+ الخط -
بدأ رسمياً السباق نحو الرئاسة الأميركية، مع انطلاق الحزب الديمقراطي في عملية اختيار مرشحه لمواجهة الرئيس دونالد ترامب في الانتخابات المرتقبة في عام 2020. وفي حين طغى الجدل حول ملف الرعاية الصحية على الليلة الأولى من المناظرة التي شملت 10 مرشحين، فضلاً عن قضية الهجرة وقضايا السياسة الخارجية، كان نائب الرئيس الأميركي السابق جو بايدن نجم الليلة الثانية بامتياز. وفي وقت كان من المتوقع حصول سجال بين بايدن والسيناتور الشهير بيرني ساندرز، واجه بايدن ليل الخميس ــ الجمعة انتقادات حادة من منافسيه الآخرين، على خلفية مسيرته السياسية التي شابتها محطات تعتبر على الأقل تطبيعاً مع العنصرية، فضلاً عن دعوة منافسيه إياه إلى تمرير الشعلة إلى جيل جديد.

وقد خطف هجوم السيناتور كامالا هاريس على بايدن الأنظار، في الليلة الثانية من المناظرات. هاريس، والتي تُعدّ أول امرأة سمراء البشرة تعلن ترشحها للرئاسة، هاجمت بايدن على خلفية تصريحات أدلى بها حول عمله قبل عقود مع سياسيين يؤمنون بالفصل العنصري. وقالت: "لا أعتقد أنك عنصري... لكن كان من الجارح سماعك تتحدث عن اثنين من أعضاء مجلس الشيوخ بنيا سمعتهما ومهنتهما على الفصل العنصري"، وفق ما ذكره تقرير لصحيفة "واشنطن بوست".

هذه الاتهامات ردّ عليها بايدن بالتأكيد أنّ موقفه أسيء فهمه، مشدداً على أنه لم يمدح العنصريّين. بدوره، أشار إلى سجل هاريس، المدعية العامة السابقة في كاليفورنيا. كذلك تعرّض بايدن لهجوم من السيناتور مايكل بينيت، على خلفية توصله إلى اتفاق مع قادة الحزب الجمهوري للإبقاء على بعض التخفيضات الضريبية التي وضعها جورج بوش. أمّا السيناتور اريك سوالويل فقد دعا بايدن، البالغ من العمر 76 عاماً، إلى تمرير الشعلة إلى جيل جديد. وقد ذكّر سوالويل (38 عاماً) بايدن بخطاب ألقاه في هذا الشأن قبل 32 عاماً في كاليفورنيا، وفقاً لما ذكرته شبكة "بي بي سي". وقد أبدى السيناتور اليساري بيرني ساندرز رأيه في هذا الشأن، مشيراً إلى أن المسألة لا تتعلّق بالجيل، بل بمن يتحلّى بالشجاعة لتولي المصالح المالية الكبيرة.

وقد أفشل المرشحون خطة بايدن للتركيز على ترامب، وعلى سياساته الخاصة، مقاطعين إياه مراراً، ومخالفين تعليمات المشرفين على المناظرة. بايدن اعتبر أنّ ترامب يتحمّل مسؤولية حالة عدم المساواة التي تسود في البلاد، معتبراً أنّه وضع الولايات المتحدة في موقف رهيب، واصفاً إياه بالفاشل الذي لا يشاطر الأميركيين مصالحهم.

وشغل موضوع الرعاية الصحية حيزاً كبيراً من النقاش في القسم الأول من المناظرة. وأيد خلاله كلّ من هاريس وساندرز إلغاء التأمين الصحي لصالح خطة تديرها الإدارة الأميركية الحالية.

ساندرز من جهته، دافع بحماسة عن أجندته، لافتاً إلى أنّ الناخبين يطالبون إدارتهم بتغيير حقيقي، معتبراً أنّ المنافسين كجو بايدن يطرحون نصف تدابير. وقال: "الأميركيون يستحقون رئيساً يقف ويقول لشركات التأمين والأدوية إن أيامها قد ولّت، وإن الرعاية الصحية حق من حقوق الإنسان".
وإلى جانب بايدن وساندرز، برز خلال المناظرة نجم المرشح بيت بوتيجيدج، عمدة مدينة ساوث بيند بولاية إنديانا، والذي يواجه اتهامات بالتساهل مع التمييز العنصري، بعد مقتل أميركي من أصول أفريقية في ساوث بيند.
بوتيجيدج، الذي سجل أرقاماً مرتفعة في أصوات المؤيدين له من الناخبين الليبراليين المتعلمين، اعترف بأنه لم يستطع إحداث تغييرات كافية في قسم الشرطة لتفادي وقوع حوادث مماثلة، وكسب ثقة المجتمع الأفريقي ــ الأميركي.

وتحدث المرشحون عن ملف الهجرة. واعتبرت السيناتور الديمقراطية كريستن غيليبراند، أنّ ترامب مزّق النسيج الأخلاقي في الولايات المتحدة، في حين اتهمت ماريان ويليامسون، الإدارة الأميركية الحالية بخطف الأطفال المهاجرين، في إشارة إلى سياسة ترامب لفصل أسر الوافدين إلى الولايات المتحدة. وأعطت هاريس بدورها مثلاً عن أم قررت مواجهة خطر لا تعرفه، ونقل طفلتها عبر أنحاء البلاد للمجيء من المكسيك إلى الولايات المتحدة، لأنها لا تريد إبقاء ابنتها في المكان الأسوأ. وأشارت إلى أنّ قرار ترامب بإعادتهم من حيث أتوا لا يعكس قيم أميركا وأنّ هذا الأمر يجب أن ينتهي. أمّا بوتيجيدج، فقد اتهم الحزب الجمهوري بالنفاق الديني، ليرتفع التصفيق مع هذا الوصف. ولفت إلى أنّ الحزب الذي يربط نفسه بالمسيحيّة، ويتوقع أنّ الله سيتغاضى عن وضع الأطفال وراء القفص، خسر قدرته على استعمال اللغة الدينية بعد اليوم.

وتأتي هذه المناظرة بعد أولى حصلت قبل ساعات، برز فيها التمايز بين المرشحين إزاء قضية الرعاية الصحية. وانتقدت إيمي كلوبشر الرعاية الطبية للجميع، وهي النظام الشامل للرعاية الصحية الذي يتبناه مرشحون مثل إليزابيث وارن، عضو مجلس الشيوخ عن ماساتشوستس، وبيرني ساندرز عضو المجلس عن فيرمونت. أما عضو الكونغرس السابق جون ديلاني عن ولاية ماريلاند، فقد وجّه انتقادات لاذعة أيضاً لبعض من رفاقه لرغبتهم في التخلص من التأمين الصحي الخاص.

ورغم توجه ترامب إلى آسيا للمشاركة في قمة "مجموعة العشرين"، إلا أنه شاهد الجولة الأولى من المناظرة في طائرته الرئاسية ولم يفوّت فرصة مهاجمة منافسيه عبر "تويتر"، الذي يستخدمه بكثرة لإطلاق مواقفه السياسية، واصفاً المناظرة بأنها "مملة". يُذكر أنّه من المقرّر إجراء المناظرة الثانية التي تنظمها شبكة "سي أن أن" يومي 30 و31 يوليو/تموز المقبل.

المساهمون