رجل ينجو من الإعدام ثلاث مرات بسبب ملل موظف

23 فبراير 2019
كاولا يتذكر برعب الطريق إلى المشنقة (تويتر)
+ الخط -
نجا بايسون كاولا من مالاوي جنوب شرق أفريقيا، ثلاث مرات من الإعدام، لا لشيء سوى أن للمأساة دائماً وجهاً آخر كوميدياً.

فالرجل حكم بالإعدام عام 1992، لجريمة قتل ينفيها بدوره ويقول إنها لفقت من الجيران "بسبب غيرتهم منه".

وفي بلاده، حالها حال عدة بلدان أفريقية مجاورة لجنوب أفريقيا، كان المحكومون بالإعدام ينتظرون موظفاً مسؤولاً عن الإعدامات يأتي من جوهانسبرغ (عاصمة جنوب أفريقيا) مرة كل عدة أشهر، لتنفيذ أحكام الإعدام، كما يورد موقع "بي.بي.سي".

وكان على  كاولا الانتظار في الطابور، وفي انتظاره حبل المشنقة. وقد أدرج ثلاث مرات، لكن منفذ حكم الإعدام أصابه التعب في كل مرة ولم يستكمل التنفيذ في كافة المدرجين على القائمة.

 وبعد نجاته في المرات الثلاث، حالفه الحظ ونجا بشكل نهائي حينما أوقفت البلاد العمل بعقوبة الإعدام.

وكان بايسون، الذي نشأ في قرية صغيرة في جنوب مالاوي، يعمل في قطاع الغاز في مدينة جوهانسبرغ، قبل أن يقرر العودة إلى بلاده لاستثمار الأموال التي حصل عليها من عمله في جنوب أفريقيا في شراء بيت وأرض.

ويقول بايسون: "عند ذلك بدأت أيامي التعيسة"، إذ قام جيران بايسون بالاعتداء على أحد العاملين لديه وأصابوه بجراح خطيرة، لدرجة أنه لم يعد يستطيع المشي من دون مساعدة.

ويضيف أنه عندما كان يساعده ذات مرة للذهاب إلى المرحاض متحسساً خطاه على أرض زلقة بسبب المطر الشديد، تعثّر ووقع على الأرض وسقط العامل المصاب معه، بحسب رواية بايسون.

وقد توفي بعد ذلك في المستشفى، لتوجّه إلى بايسون جريمة قتله. وفي المحكمة، شهد جيران بايسون ضده.

كان ذلك قبيل نهاية الحكم الشمولي في البلاد الذي قاده هيستينجس باندا منذ عام 1964.

ويتذكر بايسون رعب الانتظار في طابور الموت أمام "آلة القتل" حسب وصفه. ويقول: "عندما قيل لي بأنه حان الوقت لتذهب إلى قسم المحكوم عليهم بالإعدام لانتظار دورك، شعرت وكأنني ميت بالفعل".

ويتذكر بايسون ذلك اليوم حين قيل له بأن اسمه أدرج في قائمة من 21 مداناً سيتم تنفيذ الأحكام بحقهم في غضون ساعات. وأخبره الحارس بأن الأحكام ستنفذ في الساعة الواحدة ظهراً، وأوصاه بأن يبدأ في الصلاة قبل تنفيذ الحكم.

استمر تنفيذ الأحكام حتى الساعة الثالثة ظهراً، وحينها توقف منفذ الأحكام ولم يكمل تنفيذ بقية الأحكام. وبقي ثلاثة أشخاص، من بينهم بايسون، لم ينفذ فيهم الإعدام وعليهم الانتظار للمرة المقبلة.

 يقول بايسون: "لم يكن هناك من أحد يدير آلة القتل هذه سوى ذلك الرجل. أتذكر أنه قال في ذلك اليوم بأن العدد كبير وبأنه سيأتي في الشهر المقبل".

لحسن حظ بايسون فقد حصل الأمر نفسه مرتين بعد ذلك. وفي كل مرة يوضع في ذيل القائمة، ولا يستطيع منفذ الإعدام استكمال التنفيذ فيُترك لمرة مقبلة، وهكذا. حتى إنه في المرة الثالثة، أعدم كافة المدرجين على القائمة إلا بايسون الذي خدمه الحظ.

المساهمون