سلّة غذاء شبه فارغة

سلّة غذاء شبه فارغة

23 فبراير 2015
يجب دعم صمود المزارعين في أراضيهم (إسراء غوراني)
+ الخط -
قبل أيام، ضربت منطقة بلاد الشام عاصفة ثلجية قوية، كانت لها آثار سلبية، وخصوصاً على المزارعين في الضفة الغربية المحتلة. منهم المزارع سميح الحمود (55 عاماً) من وادي الفارعة في محافظة طوباس (شمال الضفة الغربيّة)، الذي بدا حائراً في ما يخصّ مصدر رزقه، بعدما أتلفت المنخفضات الجوية المتعاقبة والمصحوبة بموجة من الصقيع، محاصيله. هو يمتلك أرضاً في سهل سميط، يزرعها بالبطاطا والبندورة والخيار. ويقول: "ما يزيد الطين بلة، أن هذه الخسارة سبقتها خسارة مشابهة في موسم شتاء العام الماضي".

من جهته، يعبّر المزارع الأربعيني زاهر عبد الله عن عجزه حيال الخسائر الكبيرة التي لحقت بأرضه التي تبلغ مساحتها 40دونماً. ويشير إلى أن "هذه الخسارة لم تنعكس على وضع أسرتي فحسب. فثمّة 60 عاملاً يعتاشون من قطاف محاصيل أرضي، وهم فقدوا أيضاً مصدر رزقهم".

وإزاء ما هو حاصل، يرى وزير الزراعة السابق وليد عساف أنه "يتوجب دعم صمود المزارعين في أراضيهم وتعويضهم عن الخسائر التي منيوا بها من جراء المنخفضات الجوية الأخيرة". يضيف: "على الحكومة إدراج إنقاذ الموسم الزراعي الحالي على قائمة أولوياتها. لذا، لا بدّ من حصر الأضرار والتعاون مع المؤسسات المحليّة والدوليّة"، مناشداً الدول المانحة والداعمة لصمود الشعب الفلسطيني التدخّل ومدّ يد العون للمزارعين وتلبية احتياجاتهم.

وفي هذا السياق، يشير مدير زراعة طوباس مجدي عودة إلى أن الخسائر الزراعيّة في المحافظة بسبب المنخفضات الجوية السابقة، طالت تسعة آلاف دونماً، من دون أن يكون لديه تقديرات دقيقة للخسائر التي حصلت بسبب العاصفة الأخيرة التي حملت اسم "الدامون". يضيف أن "95% من الخسائر كانت بسبب الصقيع، وطالت المزروعات المكشوفة والمحميّة. كذلك تضرر 90% من المزروعات المكشوفة في مختلف قرى المحافظة ومنها: الفارعة وطمون والبقيعة وعاطوف وعقابا.

ومن أكثر مناطق المحافظة تضرراً، منطقة الأغوار الشماليّة التي تحيط بها المستوطنات الإسرائيليّة ومعسكرات التدريب، والتي يحاول الاحتلال ومستوطنوه تهجير سكانها بشتى الطرق والوسائل. فبين الحين والآخر، تهدم قوات الاحتلال الإسرائيلي خيم الزراعة البلاستيكيّة بحجة أنها تحتاج إلى ترخيص. اعتداءات الاحتلال وأضرار المنخفضات الجوية تنعكس بشكل كبير على المزارعين في محافظة طوباس، الذين يعتبرون الزراعة مصدر رزقهم الوحيد.
بالتالي سيزيد العبء الاقتصادي على المزارع والمستهلك على حدّ سواء، إذ إن بعض المزروعات موسميّة، ولا يمكن زراعتها مجدداً. وهذا ما يعني أن بعض المنتجات ستختفي من الأسواق. وفي حال توفّرها، فإنها ستكون بكميات قليلة وبأسعار مرتفعة، بالتالي لن يستطيع المستهلك شراءها. كذلك سينعكس الأمر على العمال في القطاع الزراعي الذين يعانون من البطالة حالياً.

ويبلغ عدد المزارعين في محافظة طوباس نحو ثلاثة آلاف مزارع في المجالين الحيواني والنباتي. وقد تضرّر منهم حتى قبل قدوم العاصفة الأخيرة، نحو ألف في المجال النباتي، وألف مزارع آخر في الحيواني. أما الباقون، فيعانون من اعتداءات الاحتلال، ويطالبون بدعم مالي لتعزيز صمودهم في أرضهم.

ويشير عودة إلى أن "المزارعين يواجهون صعوبات ماليّة كثيرة، في حين أن الوضع المالي للحكومة حالياً لا يسمح بتقديم تعويضات لهم. كذلك، تواجه الحكومة الفلسطينيّة في رام الله صعوبة كبيرة في صرف رواتب الموظفين، ما دفعها إلى صرفها جزئياً". يضيف أن "الموسم الزراعي لا ينتظر، لذا فإن المزارع الفلسطيني الآن بين نارَين: الأموال التي خسرها في محصوله التالف والأموال التي سينفقها على محصول جديد يزرعه"، لافتاً إلى أن معظم المزارعين شرعوا فور انتهاء المنخفض في إعادة استصلاح أراضيهم مجدداً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

المساهمون