عمرو موسى ينسحب من تحالف "الأمة المصرية"

04 اغسطس 2014
موسى يدعو إلى مواجهة التنافر السياسي (راينر جينسين/فرانس برس/Getty)
+ الخط -

أعلن السياسي المصري عمرو موسى انسحابه من تحالف "الأمة المصرية"، وعدم عزمه الاستمرار في جهود التحالف في إطار الظروف الحالية. في حين أكد عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، ياسر حسان، أن "موسى شخصية تملك ثقلاً سياسياً، وهو مرحب به في تحالف الوفد، في حال ابتعد عن أحزاب الفلول".

وكان موسى قد سعى طوال الأشهر الماضية إلى تدشين تحالف موسع بزعامته، يضم أكبر عدد من الأحزاب والشخصيات الموالية لانقلاب الثالث من يوليو/تموز 2013، للحصول على الأغلبية النيابية، وتشكيل ظهير سياسي للرئيس الحالي، عبد الفتاح السيسي.

وأعلن موسى في بيان له، اليوم الإثنين، أنه "ليس على استعداد للترشح على أي من القوائم أو الترشيحات الحزبية، أو المتعلقة بتحالفات فرعية، وإن موقفه من الترشح، إذا ما قرر ذلك، سيكون فقط وفق قائمة تحصل على توافق واسع، وتُشكل على أساس المعايير الوطنية دون محاصصات".

وأوضح أن "التحالف الذي يطمح إليه لا بد أن يسهم في تشكيل مجلس النواب، عبر قدرات وتخصصات تساعد في عمليتيّ التشريع والرقابة وتحقيق جودتيهما، نظراً لأنهما المهمتان الأساسيتان للبرلمان المقبل".

واقترح تشكيل "لجنة محايدة بين الأحزاب والقوى السياسية بالتعاون مع مختلف التنظيمات الشبابية الوطنية، ومنظمات المرأة والمصريين في الخارج، ضماناً لاستمرار العمل على خلق مناخ سياسي صحي بين القوى متشابهة التفكير، والإعداد للانتخابات البرلمانية بما يحقق تنافسية إيجابية، ويضمن حياة نيابية فاعلة في إطار تحقيق مبادئ الدستور، وتفعيل نصوصه والحفاظ على مصالح البلاد".

وطالب موسى بتأجيل عقد الاجتماع الموسع لائتلاف "الأمة المصرية"، في ضوء ما وصفه ببعض الحساسيات والصعوبات والمناورات الضيقة، ومحاولات الإقصاء التي لا تزال قائمة، وتمنع التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن الائتلاف.

ودعا إلى مواجهة التشرذم الحزبي والتنافر السياسي القائم، بالعمل على "قيام ائتلاف للقوى الوطنية تدعم خارطة الطريق (التي وضعها الجيش عقب انقلابه على الرئيس المعزول، محمد مرسي)، ويحترم الدستور، وحقوقه وحرياته، والشرعية الجديدة". وأكد إيمانه بـ"الدولة الوطنية، في مواجهة التيارات السياسية التي لا تؤمن بذات المبادئ والأهداف، على أن تكون صناديق الاقتراع الفيصل النهائي فيما بينها".

وحول انسحاب موسى من تحالف "الأمة المصرية"، أوضح نائب رئيس "مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية"، وحيد عبد المجيد، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "موسى كان لديه توقعات متفائلة تتجاوز الواقع، واصطدمت طموحاته بالواقع الذي يعرفه الجميع، وهو عدم إمكانية إنشاء تحالفات كبيرة في ظل الظروف السياسية التي تشهدها البلاد".

وأكد عبد المجيد أن "الصعوبات التي وضعها النظام الحالي، ممثلة في النظام الانتخابي تضعف ثقافة التحالفات في مصر، وترسخ فكرة سعي كل حزب إلى الحصول على أكبر عدد من مقاعد البرلمان، في ظل عدم وجود معايير محددة لاختيار المرشحين، إضافة إلى التنافسية على زعامة التحالف، ما أسفر عن فشل موسى في إنشاء تحالف موسع".

من جهته، أشار عضو الهيئة العليا لحزب "الوفد"، ياسر حسان، إلى أن "مشروع تحالف الأمة المصرية، لم يكتب له النجاح بسبب سعي البعض إلى دخول الأحزاب المكوَّنة من أعضاء الحزب الوطني المنحلّ (الحاكم إبان عهد الرئيس المخلوع، حسني مبارك)، وهو ما أدى إلى فشل التحالف".

وأوضح أن "عدة تحالفات قائمة بالفعل، منها تحالف الوفد المصري، الذي يتشكل من أحزاب الوفد، والمصري الديمقراطي، والإصلاح والتنمية". وأضاف أن "الأَولى الانضمام إليها، بدلاً من تشكيل تحالف جديد". ولفت إلى أن "عمرو موسى شخصية لها ثقلها السياسي، ومرحب به في تحالف الوفد، طالما ابتعد عن أحزاب الفلول".