فاكهة غريبة

فاكهة غريبة

17 مايو 2015
"تسلسل متجانس للبيانو"، جوزيف بويز، ألمانيا
+ الخط -

في أحداث بالتيمور الأخيرة "انتفض" رواد المواقع الاجتماعية لشجب واستنكار ما يجري، بعضهم اغتنم الفرصة كي يهاجم الغرب ويتهمه بالعنصرية ضد الأفارقة، بينما نسي معظمنا أننا في مجتمعاتنا العربية عنصريون أيضاً.

عنصريتنا مبطّنة وعميقة، لم تتح لها الفرصة كي تأخذ دور بطولة في الإعلام (رغم أننا نصادفها يومياً).

فلنعترف أن ذاكرتنا الجماعية وثقافتنا الشعبية مليئة بممارسات وأفكار وتعابير ضد أصحاب البشرة الداكنة. لا نزال نسمع تعبير "عبد" للإشارة إلى البشرة السمراء، رغم أن التاريخ الإسلامي والعربي يزخر بالعبيد البيض قبل السود، إلا أننا نجد كلمة "عبد" مرتبطة فقط بالسود. أمّا في قصصنا الشعبية فنعثر على غير صورة سلبية لهم.

عام 1937 كتب مدرس أميركي يدعى أبل ميربول قصيدة "ثمار غريبة" (strange fruit)، حين رأى مشهد إعدام لأفارقة علّقوا على الأشجار، نشرها آنذاك تحت اسم لويس ألان، وسرعان ما تحولت إلى أغنية شهيرة، غنّتها بيلي هوليدي، ومن بعدها نينا سيمون، تقول الأغنية:

"على أشجار الجنوب فاكهة/ غريبة… أجساد سوداء تتأرجح/ فاكهة تتدلى من أشجار الحور/ هنا فاكهة تُركت للغربان لتنتف قشرتها/ للريح لتنهبها".

فاكهتنا الغريبة ستظل معلقة على أشجارنا نحن أيضاً، ينز منها دم طازج قبالة الجميع. وستبقى معلقة هناك حتى نقرر إنزالها.

دلالات

المساهمون