(قصتي-نادال) عندما فزت بفضل أوباما بعد مباراة ماراثونية! (14)

(قصتي-نادال) عندما فزت بفضل أوباما بعد مباراة ماراثونية! (14)

28 أكتوبر 2015
+ الخط -

يستكمل "العربي الجديد" تقديم سلسلة مقالات (عصير الكرة) عن أفضل وأبرز ما كُتب عن أسرار عالم الرياضة ونجومها، وندخل معاً إلى الكتاب الخاص بنجم التنس الإسباني، رفائيل نادال.

في نصف نهائي أستراليا المفتوحة 2009 لعبت أطول مباراة في تاريخ البطولة (في ذلك الوقت) أمام فرناندو فيرداسكو. نافسنا على كل نقطة باستماتة. لعب بطريقة رائعة وسدد عدداً كبيراً من الضربات الساحقة، وأنا صمدت في الدفاع ولكنني ارتكبت أخطاء قليلة، وبعد خمس ساعات و14 دقيقة من المنافسة فزت بثلاث مجموعات مقابل اثنتين.

مباراة ماراثونية
المباراة انتهت، في الواحدة صباحاً، ولم أخلد إلى النوم سوى بعد أن تجاوزت عقارب الساعة الخامسة. عدت إلى الفندق، تناولت الطعام ووضعت نفسي بين يدي تان تان ومهمته إعدادي لخوض مباراة النهائي أمام فيدرير.

لحسن الحظ كان رافائيل ميمو (تان تان) هادئاً كعادته، وقام بما عليه فعله في مثل هذه الظروف الصعبة، طلب العون من جوان فوركادس، المعد البدني الذي تواصل معه عبر الإنترنت في مايوركا، في هذا الوقت كنت أشعر بالتعب كما لم أفعل من قبل، والمشكلة أنني كنت أحتاج لمعجزة.

ولكن لم يفقد جوان الحماس، فأكد لتان تان أنني في حاجة لكثير من الثلج والتدليك لتنشيط الدورة الدموية، إضافة إلى تناول كثيرٍ من البروتينات والفيتامينات، ولكن شدد على حاجة جسدي أن يتحرك مجدداً، أوصاني بتدريبات طويلة في اليوم التالي، وكذلك التدرب على العجلة تليها تدريبات في الملعب، وبدا متفائلاً.

إجهاد تام قبل النهائي
بوجه عام، في اليوم الذي يسبق المباراة أتدرب في الصباح، ولكن هذه المرة نمت طوال الصباح وحتى الظهيرة، أدركت أني أشعر بالألم أكبر من الليلة الماضية، وعلى الرغم من ذلك تدربت على العجلة، بعد ذلك نزلت إلى أرضية الملعب، ووكيل أعمالي، كارلوس كوستا، وقف على الجانب الآخر من الشبكة واستغرق الأمر 20 دقيقة قبل أن يدرك أن علينا التوقف لأنني غير قادر على الاستمرار.

غادرت الملعب منهكاً وأنا أعرج، وعدت إلى الفندق، حيث نزلت في حمام ثلج، وتان تان واصل عمله على أمل إعدادي للنهائي، وفي اليوم التالي لم أشعر بتحسن كبير، وعندما عدت للملعب لحصة المران الأخيرة قبل المباراة لم أشعر بأنني أفضل قبل ساعتين ونصف، شعرت بالدوار وعضلات ساقي لا تتحرك، ولم أكمل التدريبات، وتوجهنا لغرف تغيير الملابس.

دعم وتحفيز
قال توني "اسمع الآن الساعة الخامسة والنصف، وعندما تخرج إلى الملعب في السابعة والنصف أؤكد لك أنك لن تشعر بحالة أفضل. ربما تشعر بأنك أسوأ، لذا فإن تجاوز الألم والإرهاق والتسلح بالشجاعة التي تحتاجها للفوز أمر يعتمد عليك"، وأجبته "توني أنا آسف ولكني لا أستطيع".

وأضاف "لا تقل أنك لا تستطيع. العثور على حافز للفوز قرارك. إنها فرصتك الكبرى. مهما كنت تشعر بالسوء حالياً، ربما لا تسنح لك فرصة للفوز بأستراليا المفتوحة كما هو الحال اليوم. وحتى إذا لم تكن فرصك في الفوز بالمباراة تتجاوز 1%"، ورآني متردداً وأنني أستمع له.

وأكمل "تذكر جملة باراك أوباما تلك "نعم نستطيع"، كلما تُغير طرفي الملعب، رددها لأنك هل تعرف؟ الحقيقة أنك تستطيع، ما لا يمكنك القيام به هو أن تقبل الفشل لأنك تفتقر إلى الإرادة. إذا خسرت فليكن، لأن منافسك يلعب أفضل منك، لا لأنك لا تستطيع بذل قصارى جهدك. ستكون جريمة على الرغم من أنك لن تفعلها. أعرف ذلك. دائماً تقدم أفضل ما لديك، واليوم لن يكون استثناء، يمكنك يا رافائيل، يمكنك حقاً".

كنت أصغي باهتمام. كان أكثر خطاباً تحفيزياً له في حياته، ولكن التفات جسدي لما يقوله شيء آخر. كان تان تان يتواصل مع جوان فوركادس عبر سكايب، وأبرز هذه المرة أهمية الاهتمام أكثر من أي وقت مضى بعدم استهلاك مخزون الطاقة في البداية والميل لجعل التبادلات أقصر وتوزيع الجهد.

ساعة الحقيقة
عندما دخلت الملعب لم أعد أعرج، وكنت أشعر بالألم أثناء الإحماء، ظل السؤال، هل سيتحمل جسدي؟ ولكنني كنت أشعر بأنني أخف في الحركة مقارنة بما كان عليه الوضع قبل ساعتين، والأهم أن الروح الانهزامية التي أصابتني في السابق اختفت واستعدت الرغبة في الفوز والقناعة أن هذا ممكن.

عندما ارتفع إيقاع المباراة، بدأ الألم يختفي، وكلما تقدمنا في المباراة أشعر بتحسن، ولم أشعر ببوادر تقلصات عضلية كما كنت أتخوف، في الحقيقة لم أصب بأي منها على الرغم من أن المباراة امتدت إلى خمس مجموعات، فقد خسرت المجموعة الرابعة كما حدث مع فيرداسكو.

بعدما تقدمت بشوطين نظيفين في المجموعة الخامسة نظرت إلى حيث كان فريقي جالساً وقلت بالمايوركية وبقوة كافية ليسمعوا ما أقول "سأفوز"، وفزت، توني كان محقاً نعم كان بإمكاني الفوز وفزت، وكنت أول المتفاجئين.

المساهمون