ماذا أصاب الصباح؟

28 نوفمبر 2014
+ الخط -

لن تطلع الصباحات مشرقة، بعدما جاء آخرها منكسراً وحاملاً، على متن الغمام المتلعثم خبر الغياب المر!
لن تلتحق نغمات الحب والفرح بعد اليوم بأراجيح الأغنيات المتدلية، مجروحة على سطور مقطوعة الوطن الحزين!
لن تفرد الشمس بعد اليوم كامل شعاعها على جبال ووديان وطن العيد حزنًا وألمًا على من حولت بحنجرتها الكبيرة ظلام يومياتنا أعيادًا، وغصات أفراحنا أجمل مواعيد، حزنًا وألمًا على صوت غنّى الحب والحياة والوطن بأوتار القلب والحواس، قبل أوتار الصوت التي لم تماشِ العمر وتمادي السنين يومًا، فبقيت صادحة في زمن الحرب والدمعات هنا لبنان!
مرة هي غصة السؤال عما أصاب الصباح!
قاتلة هي حرقة الوقوف بين ضفة الحقيقة وضفة الهزل التي لطالما أمطرتنا بشائعاتها، ولكن من دون أن تهيئنا لصباح حزين كهذا، ولصباحات حزينة على قلب صغير، كعلبة أنغام وألحان وكبير، كوطن بأهله وناسه ودموعه وأعراسه وأفراحه وجراحاته.
هذا الصباح، بحّ صوت الصباح، فرحل مع الأسطورة في عز المطر تحت العواصف الخريفية الحزينة، وإنما قبل أن تمطر القلوب مشاعر الحب والتسليم بالوطن الذي أحببته حتى آخر الأنفاس وآخر المواويل!
كيف نقول الوداع والصوت أبداً سيبقى يطرق أبواب القلوب والمسامع ؟ كيف نقول الوداع وبيروت التي طلبت خطها مستعجلةً ذات يوم، ستبقى تذكرك كلما أفرجت علب الأثير عن "آلو بيروت"، فيعود الحديث، ولو افتراضياً بينك وبين مناطقها وقرى وضيع لبنان الحزين بعدك!
لن نستعجل الوداع في حضرة السؤال المكسور، والطالع بهمهمات تنازع خافتة، ماذا أصاب الصباح؟

avata
avata
عمر الفاروق النخال (لبنان)
عمر الفاروق النخال (لبنان)