ويدل هذا الاكتشاف على أن منطقة كوم أمبو كانت مدينة عامرة منذ حوالي 2500 سنة قبل الميلاد، وهي المدينة التي عرفت سابقاً عن طريق الآثار المكتشفة بها بأنها تنتمي إلى العصر البطلمي والروماني، وليس أبعد من ذلك.
وتأتي أهمية اكتشاف الورشة من أنها تمثل أحد الاكتشافات القليلة التي تشير إلى طبيعة الحياة العامة والصناعات اليومية في مصر القديمة، والطرق المختلفة التي استخدمها المصري القديم لصناعة الفخار.
ويعود الخبراء بتاريخ الورشة إلى الأسرة الرابعة (2316-2494) أي فترة بناة الأهرامات. وعن طبيعة الكشف، ذكر الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، الدكتور مصطفى وزيري، أن الورشة تتكون من حفر نصف دائرية لصناعة الفخار بطريقة القوالب، تم تصميمها بشكل متجاور في أرضية الورشة، ويوجد بداخل الحفر كتل حجرية دائرية الشكل لدق وضرب الطين المراد تشكيله على هيئة أوان.
Facebook Post |
وأضاف وزيري أن البعثة الأثرية قد عثرت في الموقع على أقدم عجلة حجرية لصناعة الفخار في مصر القديمة، وهي عجلة يدوية بسيطة من الحجر الجيري ذات قاعدة مجوفة.
ووفقاً للمسؤولين في وزارة الآثار، فإنه على الرغم من كثرة الصور الجدارية المعروفة التي توضح تطور أنواع العجلات المستخدمة لصناعة الفخار، فإنها المرة الأولى التي يتم فيها العثور على عجلة فخارية حقيقية تعود إلى عصر الدولة القديمة.
وكان أكبر اكتشاف في هذا الصدد لعالم المصريات فيرنر الذي عثر على رأس عجلة مصنوعة من الطين المحروق داخل معبد الملكة "خنتكاوس" الثانية في منطقة آثار أبي صير، داخل ورشة لصناعة الفخار ملحقة بالمعبد.