2000 عام من العمل ليجمع المصري المليون دولار الأولى

2000 عام من العمل ليجمع المصري المليون دولار الأولى

13 مايو 2014
+ الخط -


وصلت ثروة أثرياء مصر إلى 22.3 مليار دولار في العام 2014 وفق تقرير مجلة "فوربس" الأخير، ويمتلك هذه الثروة سبعة أشخاص فقط. في المقابل يرتفع حجم الفقر في مصر ليصبح حالة عامة، فطبقا لتقارير رسمية يعتبر أكثر من ربع المصريين فقراء.
وفي كل مرة تخرج فيها التقارير المحلية والدولية للتحدث عن ثروات القلّة، يخطر على بال بعض المصريين سؤال تخيلي واحد: "ترى، متى يمكنني الحصول على مثل هذه الثروة؟".
طبعاً، عند سؤال الأثرياء عن آلية تكوين ثرواتهم، يكون الجواب البديهي والمتكرر: "السر في حصولي على أول مليون دولار، وبعدها تنمو الأعمال وتزيد الثروة".
وعند السؤال عن حجم الثروة الحالي، لا يتردد بعض الأثرياء في الإجابة: "قبل السؤال أو بعده؟".
وهذه الإجابة ليست مبالغة، فقد ارتفعت ثروة سبعة أثرياء في مصر أربعة مليارات دولار بين عامي 2013 و2014، وفق مجلة فوربس نفسها.

فكم يحتاج المصري العادي من الوقت ليحصل على مليونه الأول، وفق شرائح الأجور المحققة في مصر؟

معدل الأجور في مصر

بداية لا بد من الانطلاق ببعض الأرقام الإحصائية. إذ تشير دراسة "مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار" التابع لمجلس الوزراء تحت عنوان "ملامح إنفاق الأسرة المصرية في عام 2011"، إلى أن متوسط الدخل الشهري للأسرة المصرية 1687 جنيهاً. وأن 18.9% من الأسر المصرية يحصلون على دخل أقل من عشرة آلاف جنيه فـي السنة، فـي حين تحصل 8.6% على دخل يبلغ 30 ألف جنيه أو أكثر.

من جهة أخرى، يقول الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في مصر ( جهاز حكومي تابع للدولة) ، في تقرير له عن عامي 2012-2013 إن متوسط الدخل السنوي للفرد في مصر يراوح بين ستة آلاف وتسعة آلاف جنيه تقريباً.
في حين يؤكد "مؤشر معدلات الرواتب في مصر" الصادر عن موقع "سالاري إكسبلورر" أن معدل الرواتب في مصر يتراوح بين 1100 جنيه و25 ألف جنيه شهرياً. 

وقد اتخذت الحكومة المصرية العام الماضي قرارا بزيادة الحد الأدنى للأجر في القطاع الحكومي إلى 1200 جنيه، أي ما يعادل 171.4 دولار، علماً أن الجهاز المركزي للإحصاء يقدر عدد العاملين في القطاع الحكومي بنحو خمسة ملايين و545 ألف عامل في حين تقدرهم مصادر حكومية أخرى بنحو ستة ملايين موظف. 

معدل الإنفاق الأسري

من جهة أخرى، تقول دراسة "مركز معلومات ودعم اتخاذ القرار" إن 43.9% من الأسر المصرية لا يكفي دخلها احتياجاتها الشهرية، وإن 1444.2 جنيه هو متوسط إنفاق الأسرة الشهري، ويحظى الطعام والشراب بنسبة 44.2% من هذا الإنفاق.

كذلك تلفت دراسة صدرت في أبريل/ نيسان 2010 وأعدها الخبير الاقتصادي أحمد السيد النجار حول توزع إنفاق الفرد المصري، إلى أن إيجار سكن متواضع تزيد كلفته على 300 جنيه شهريا، وأن مأكلا متقشفا تزيد تكاليفه على 300 جنيه شهرياً، بواقع عشرة جنيهات يومياً، والملبس يمكن تقدير تكاليفه بنحو مئة جنيه شهرياً. والانتقالات تبلغ كلفتها 200 جنيه شهريا، ويمكن إضافة نثريات أو مدخرات صغيرة لتدبير متطلبات الزواج الذي من المنطقي أن يستعد له العامل بعد استلام عمله. 

متى المليون الأول؟

وفق هذه الأرقام المتعلقة بالدخل والإنفاق، يمكن تقدير السنوات التي سيقضيها المواطن المصري لكي يستطيع جمع المليون دولار الأولى. 

فلنخترع شخصية مصرية، ولنطلق عليها اسم "شحاتة". إذاً شحاتة، مواطن مصري، بخيل بطبعه، هدفه أن يصل إلى المليون دولار. لا ينفق الرجل سوى سبعة جنيهات يومياً للحصول على طبقي فول، وبالتالي يدفع 210 جنيهات مصرية شهرياً على المأكل. ويدفع 300 جنيه كإيجار لمنزله، ويدفع حوالى 200 جنيه فواتير مختلفة.
وكذلك، ينفق شحاتة 100 جنيه سنوياً ليشتري بنطالاً وقميصاً وحذاء، ما يعني أنه ينفق حوالى ثمانية جنيهات شهرياً على الثياب. 

وشحاتة، لا يتنقل إلا سيراً على الأقدام، ولا يشتري أي سلعة إلا إذا كانت أساسية جداً، وتهدد حياته بالموت إذا لم يحصل عليها. وكذلك، يرفض شحاتة الزواج، لكي لا تزيد مصاريفه، ويفضّل البقاء وحيداً إلى أن يحصل على مليونه الأول. 

هكذا ينفق شحاتة شهريا 718 جنيهاً فقط لا غير، ويسعى إلى ادخار ما تبقى من راتبه لكي يحقق حلمه الوحيد: المليون دولار.

وفق معادلة رياضية بسيطة، يمكن استنتاج أنه في حال كان أجر شحاتة أقل من 718 جنيهاً شهرياً فهو لن يستطيع ادخار أي مبلغ، لا، بل سيستدين ويعيش في فقر مدقع بلا أي أمل بالوصول إلى المليون دولار. 

أما إذا ارتفع أجره عن الـ 718 جنيهاً مصرياً شهرياً فهو سيصل إلى أول مليون دولار في الفترة الزمنية التالية: 

المساهمون