سمير الزبن

لم يعد الإسرائيليون وحدهم من يريدون تجاوز القضية الفلسطينية، وبناء سلام في المنطقة بعيداً منها، فعديد من الأنظمة العربية تعمل في ذلك.

لا يمكن توصيف ما يجري إلا حرباً عدوانيةً على إيران، ولسنا نقول هذا دفاعاً عنها، بل دفاعاً عن قواعد الصراع وأسسه، التي أقرّتها القوانين والأعراف الدولية.

في حرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على غزة، والتي ستتمدّد لتشمل الضفة الغربية، ستعمل إسرائيل على تحطيم الواقع السياسي الذي فرضه احتلال 1967 لإقامة واقع جديد.

مشكلة التعامل مع الصراع بمنطق المظلومية أنه يحجب الأسس الحقيقية المكوّنة له، بوصفه صراعاً سياسياً يمارس بأدوات القتل وعابراً للطوائف، حتى لو صوّر طائفياً.

شغل سؤال الثقافة والسياسة الأوساط الثقافية اليسارية طوال العقود القليلة المنصرمة، فقد شكّل هؤلاء الكتلة الرئيسة للمثقّفين في نصف العقد المنصرم.

عاش اللاجئون الفلسطينيون في سورية أوضاعاً أفضل من أشقّائهم في لبنان. ومع اندلاع احتجاجات 2011، لم يوفّر النظام اتهامه الفلسطينيين بأنهم من بدأ تخريب البلد.

لأن الإعلان الدستوري وثيقة أُعدَّت بين سلطة الأمر الواقع ولجنة الصياغة في الغرف المُغلقة، كان من الطبيعي أن تخرج بهذه الصيغة المتناقضة والمثيرة للجدل.

مع حرب إسرائيل الأخيرة على قطاع غزّة، أصبحت إسرائيل تتحدّث عن تجاوز "حلّ الدولتين"، وبات المطلوب الخلاص من الفلسطينيين بترحيلهم إلى خارج فلسطين.

سألتني: "بدّك ترجع على المخيم؟" جاملتها وقلت: "يمكن" أشارت بيدها إليّ لأقترب وكأن مخابرات الأسد الفارّ تتنصّت علينا، وهمسَت بأذني: "لا ترجع، إحنا أموات".

وأنا في طريق العودة إلى دمشق، كنت أعتقد أن العودة تتعلق بالتعرّف من جديد على المكان الذي غادرته. لكن اكتشفت أني أتعرّف على نفسي من جديد في شوارع المدينة.