قبل أن نبحث عن الصوفي، في إحسانه وشطحاته، لنبحث عن الخلق السوي، ومن ثم لنبحث عن دواعي الترقي، آليات التحديث، سبل العيش والتعايش مع باقي الأمم. وللبحث عن الهوية الأخلاقية ومعاييرها، علينا أن نشخص حالتنا أولاً بسؤال من نحن؟.
بينما اشتد وطيس الخروج الجماهيري ضد حسني مبارك، كانت قناة المديح التابعة لإحدى الطرق الصوفية على عهدها في دعمه، وكانت إعلانات الولاء لأحمد شفيق مرشحاً قبل أن يندحر أمام المنتخب محمد مرسي، وكانت نفسها مرحبة بعبد الفتاح السيسي وانقلابه.
أحيا ما عاشته سورية ويعيشه اليمن ربيع الأنظمة الشمولية وحلولها السبيعينية، ومع مرور سنوات الفترات الدستورية، لم يستح هؤلاء وقبائلهم المادحة في إعلان خيارات البقاء باختلاف المسميات، تمديد تأجيل استفتاء...، فهل هو اعتراف بالنصر؟
السعودية والإمارات اليوم بتعداد سكاني لا يوفر كتلة عسكرية كبيرة لها خبرة في الحروب، فالجيشان لم يحتكا بتجارب سابقة، مقارنة بالحوثيين الذين اختبرهم علي عبدالله صالح في ستة حروب، لتبقى هاتين الدولتين رهينتا حروب الوكالة.
يرى ولي عهد السعودية، محمد بن سلمان، في الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، ورقة البلوغ إلى كرسي العرش وإلى سيادة المنطقة ولجم النفوذ الإيراني، وهو في تحمسه الضال يجاهر أيضا بشروط الخضوع، التقرب لإسرائيل، تسويق الصفقة..
يتجه ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، إلى مركزة النفوذ في شخصه، وهي مغامرة عظيمة، خصوصا وإن كانت مصحوبة بحرب خفية ضد المؤسسة الدينية، علاوة على حرب خارجية ضد إيران، وبمقومات وسند متغيّر.
على الرغم مما أثير من لغط حول تشكيلها، دخلت الحكومة المغربية في سبات، واختفى جلّ وزرائها، حتى مع ما يحدث من حراكٍ شعبي في الريف، والذي قد يتطور وينتشر في مناطق أخرى، إن لم يتم التحرك الجدي من الحكومة والدولة.
زيارة ملك المغرب دولاً تعتبر خارج الحيز الفرنكفوني، وقريبة من الجزائر كما يرى الإعلام المغربي، أحدثت رجّة إعلامية، وكانت سبقاً لأهميتها من جهة، ولطابعها الإقتصادي البحث، ولتوقيتها المتزامن مع طلب المغرب العودة إلى الإتحاد الإفريقي.
الجديد في قصص السيسي عزمه النأي بنفسه عن انتخابات 2018، وباقي القصة عريضة شعبية تطالبه بالترشح مرة ثانية، ولربما تتلوها ثالثة ورابعة، شيء من الماضي يعاد اجتراره، من يؤلف حكايا السيسي؟
وجد السيسي في محمد علي، الضالة ليستشهد به، فهو باني مصر الحديثة على النسق الغربي تنظيماً وإدارة، فهل السيسي محمد علي؟ قد يكونا متشابهين، مجزرة القلعة ومجزرة ميدان رابعة العدوية لربما، إقصاء المعارضين ونفيهم واضطهادهم لربما.