مواطنو هذا الغم

07 يوليو 2023
إسماعيل فتاح الترك/ العراق
+ الخط -

هل الانفصال عن الأمل في السياسة، واجبُ المثقف اليوم؟ لِمَ الأدباء، بالعموم، كلّما نظروا للسياسيين وأفعالهم، في هذه الجغرافيا التعِسة، أشاحوا بصرهم لجهة أخرى، فوراً؟ هل خيال الأدب منجاة لهم من الواقع؟ وهل الأدب، مهما يكن، أرحم الملاذات، اليوم، في طول الجغرافيا تلك وعرضها؟

ولِمَ لا نقول، بالأحرى، إن الجغرافيا إياها، هي عملياً مرزوءة بصفر سياسة، وإن موت الحقل السياسي، حصلَ من عقود في بلادنا، خاصة بعد التحرر من الاستعمار الغربي المباشر؟

ألم يحن موعد نفض أيدينا من كلّ شيء سياسي، ليس فقط لأننا أدباء، بل أيضاً لأننا مواطنو هذا الغم بالأساس، وباطّراد؟

لكنْ، أحقّاً هنالك إمكانية لفصل الأدب عن السياسة، والأول جزء من الأخيرة، شئنا أم أبينا؟


■ ■ ■


يوماً، بلا مدى ـ يا طول ما غنّيت؟ المثقفون لهم نازع غير سياسي، رغم الأنف؟ من بلدي المحتلّ، سيتم استجوابهم من قبل الرجل العقيد في المخابرات. إنه بسيط من بلدتنا. لِمَ سوف يطلب منهم كل تفصيل حول ما فعلوه؟ متى كان الوطن يتلاشى، ببطء، على لسان مَن يزعمون تمثيله؟

صغيرٌ ووحيد هو الشاعر بعد أوسلو. لقد فرَغَ من التاريخ والناس، وانكفأ على جرحه الوطني يلعقه بلسان مبرود.


* شاعر فلسطيني مقيم في بلجيكا

موقف
التحديثات الحية
المساهمون