اجتماع طارئ لوزراء الطاقة في أوروبا لبحث تداعيات الاجتياح الروسي لأوكرانيا

26 فبراير 2022
منشأة غاز روسية قبالة جزيرة سخالين (Getty)
+ الخط -

أعلنت الحكومة الفرنسية، اليوم السبت، أن وزراء الطاقة الأوروبيين سيعقدون اجتماعاً طارئاً، يوم الاثنين المقبل، بعد ارتفاع أسعار النفط والغاز في أعقاب الاجتياح الروسي لأوكرانيا، فيما تتصاعد المخاوف من تسبب الحرب في وقف إمدادات الطاقة الروسية نحو أوروبا.

وقالت وزارة البيئة والانتقال الصناعي الفرنسية في بيان، وفق "رويترز"، إن الاجتماع سيعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، التي تضم المقر الرسمي للاتحاد الأوروبي.

وجاء البيان الفرنسي رغم إعلان شركة الطاقة الروسية العملاقة، أنها تصدر الغاز عبر أوكرانيا بما يتفق مع الطلب من العملاء الأوروبيين على الرغم من الصراع العسكري هناك، مضيفة بحسب وكالة فرانس برس، أن الطلب بلغ 108.1 ملايين متر مكعب، اليوم السبت.

لكن الكثير من الدول الأوروبية تخشى اتساع نطاق الأزمة في ظل عدم اليقين بشأن ما سيترتب على الاجتياح الروسي لأوكرانيا. وتدرس إيطاليا الاعتماد جزئياً على مصدر قديم للطاقة، وهو الفحم، ضمن خطتها الجديدة لكسر اعتمادها على الغاز الروسي.

إيطاليا تلجأ للفحم

وقال رئيس الوزراء ماريو دراغي، أمس الجمعة، إن بلاده قد تعيد تشغيل بعض محطات الفحم المغلقة للمساعدة في سد فجوة إمدادات الطاقة التي تلوح في الأفق وتقليص اعتمادها على روسيا، التي تمثل حالياً 45% من إمدادات الغاز الإيطالية.

وأضاف دراغي، وفق ما نقلت وكالة بلومبيرغ الأميركية، أن حكومته تراجع خيارات أخرى، بما في ذلك زيادة واردات الغاز من الولايات المتحدة وأذربيجان والجزائر وتونس وليبيا عبر خطوط الأنابيب الحالية.

جاءت تصريحات رئيس الوزراء الإيطالي، أمام المشرعين بعد ساعات فقط من إعلان "إينل" أكبر شركة كهرباء في البلاد، أنها تلغي خططها لتحويل أكبر محطتي طاقة تعملان بالفحم في إيطاليا إلى غاز.

وكانت الشركة تهدف إلى وقف استخدام الفحم بحلول عام 2027 والغاز بحلول عام 2040. وأنفقت إيطاليا بالفعل حوالي 16 مليار يورو (18 مليار دولار) لحماية الشركات والمستهلكين من تأثير ارتفاع تكاليف الطاقة.

وقال دراغي إن حكومته ستواصل البحث عن طرق لتخفيف تأثير الأسعار، مضيفا: "يتعين علينا توخي الحذر الشديد بشأن تأثير العقوبات على اقتصادنا".

ويمثل توليد الطاقة من الفحم حالياً حوالي 6% فقط من إجمالي مزيج الطاقة في إيطاليا، وفقاً لتقديرات هيئة إدارة خدمات الطاقة في البلاد.

أوروبا تتجنب معاقبة الطاقة الروسية

كما تُعدّ دول أوروبية أخرى خططاً لتعويض الاعتماد على إمدادات الطاقة الروسية. وتعتزم ألمانيا إنشاء احتياطيات من الفحم لمشغلي محطات توليد الطاقة الكهربائية في محاولة لتعزيز أمن الطاقة، بينما تأتي حوالي 50% من إمدادات الفحم في البلاد من روسيا، ما يجعل هذا الخيار أيضا في مرمى بدائل التوريد من دول أخرى غير روسيا.

 وإلى الآن تتجنب أوروبا والولايات المتحدة فرض عقوبات على قطاع الطاقة في روسيا، كما تتريث في استبعاد روسيا من نظام سويفت للمدفوعات العالمية بين البنوك لتأثير ذلك المباشر على تجارة الطاقة الروسية، بينما تعاني أوروبا من أزمة إمدادات بالأساس قبل اندلاع الحرب.

وقالت كندا والولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي، أمس، إنها قد تتحرك لاستبعاد روسيا من نظام "سويفت"، في جولة أخرى من العقوبات التي تهدف إلى وقف الغزو الروسي لأوكرانيا.

وقال مسؤولون أميركيون وأوروبيون إن هذه الخطوة قد تحدث في الأيام المقبلة، بعد أن خفف مسؤولون في ألمانيا وإيطاليا معارضتهم لإقصاء روسيا من شبكة المدفوعات الدولية الرئيسية في العالم.

ومن شأن هذه الخطوة إلحاق الضرر بالتجارة الروسية وستجعل من الصعب على الشركات الروسية القيام بأعمال تجارية. ونظام سويفت هو نظام مراسلة آمن تستخدمه البنوك لإجراء مدفوعات سريعة عبر الحدود وهو الآلية الرئيسية لتمويل التجارة الدولية.

عقوبات نادرة ضد بوتين ولافروف

وسيمثل ذلك تصعيداً إضافيا للعقوبات المنسقة التي فرضتها القوى الغربية على روسيا، والتي شملت عقوبات نادرة تستهدف بصفة شخصية الرئيس فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

وتسارع القوى الغربية لتصعيد الضغط على موسكو بعد أن بدأت القوات الروسية في ساعة مبكرة من صباح الخميس الماضي، أكبر هجوم تشنه دولة على دولة أخرى في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.

وقالت رئيسة البرلمان الأوروبي روبرتا ميتسولا، أمس، إن استبعاد روسيا من نظام سويفت قد يكون جزءاً من جولة أخرى من العقوبات.

وقال جوزيب بوريل منسق السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إن قراراً بشأن استبعاد روسيا من نظام "سويفت" قد يصدر في "الأيام المقبلة".

كما ذكرت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي، أن استبعاد روسيا من نظام سويفت "يظل خيارا مطروحا"، مؤكدة أن الرئيس جو بايدن يفضل اتخاذ خطوات بالتنسيق مع الحلفاء.

وقال مسؤول أميركي آخر غير مصرح له بالتحدث علنا، وفق وكالة رويترز، إن من المتوقع فرض مزيد من العقوبات الغربية، إذا سقطت العاصمة الأوكرانية كييف وهو أمر يعتقد المسؤولون الغربيون أنه قد يحدث خلال أيام.

المساهمون